العلماء الربانيين هم القدوة
_ العلماء الربانيين هم الذين يحققون صفة
الربانية في أنفسهم .
قال تعالى : ** ولكن كونوا ربّانيّين بما كنتم تعلّمونالكتاب وبما كنتم تدرسون **
آل عمران 79
قال السعدي : أي : علماء حُكماء حُلَماء مُعلِمين للناس ومُربيهم ، بصِغار العلم قبل
كِبارِهِ ، عاملين بذلك .
_ العلماء الربانيين هم الذين وصفهم الله في
مواضع من كتابه بالخشية والرفعة وأمر
بالرجوع إليهم وهم ورثة الأنبياء .
قال تعالى : ** إنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ العُلَمَاءُ ** سورة فاطر 28
قال السّعدي : فكل مَن كان بالله أعلم ،
كان أكثر له خَشية .
_ العلماء الربانيين هم ورثة الأنبياء ورثوا
منهم العلم والعمل ويقتدون بهم في السرِّ والعلن ويلتزمون منهجهم في الرضا والغضب
والمنشط والمكره .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إنّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء ، إنّ الأنبياءَ لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا ، وأوْرثوا العلمَ ،
فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ ) .
صحيح الموارد للألباني
قال الله تعالى : ** ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إلى اللهِ وعَملَ صالِحاً وقالَ إنَّنِي
من المُسْلِمينَ ** سورة فصلت 33
قال السّعدي : أي : لا أحد أحسن قولا .
أي : كلاما وطريقة وحالة ، بتعليم الجاهلين
ووعظ الغافلين والمعرضين ومجادلة المبطلين
بالأمر بعبادة الله بجميع أنواعها ، والحث
عليها وتحسينها مهما أمكن ،
والزجر عمّا نهى الله عنه ، وتقبيحه بكل طريق
يوجب تركه ، ومجادلة أعدائه بالتي هي
أحسن ، والدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه والنهي عمّا يضاده من الكفر .
_ العلماء الربانيين هم الذين ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين .
قال الله تعالى : ** قل هل يستوي الذين يعلمون
والذين لا يعلمون إنَّما يتذكر أولو الألباب **
سورة الزمر 9
قال السّعدي : ... أي : أهل العقول الزكية
الذكية ، فهم الذين يُؤثرون الأعلى على الأدنى
فيؤثرون العلم على الجهل .
_ العلماء الربانيين يُحْيُون بكتاب الله الموتى
ويبصِّرون بنور الله تعالى أهل العَمَى فكم قتيلٍ
لإبليس قد أحيوه ؟!
وكم ضالٍّ تائهٍ قد هدوه !
قال تعالى : ** فَاسْأَلوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ
لا تعْلَمُون ** سورة النحل 43
قال السّعدي : الآية فيها مدح أهل العلم
فإن الله أمر مَن لا يعلم بالرجوع إليهم في
جميع الحوادث ، وفي ضمنه تعديل لأهل العلم
وتزكية لهم ،
_ العلماء الربانيين يدعون مَنْ ضلَّ إلى الهدى
ويصبرون منهم على الأذى .
_ العلماء الربانيين هم الذين يربون المتعلمين بصغار العلم قبل كباره وقيل هم الراسخون في العلم والدين .
قال تعالى : ** وما يَعْقِلُها إلاّ العالِمُون **
سورة العنكبوت 43
قال السّعدي : بفهمها وتدبرها ، وتطبيقها على ما ضُرِبت له ، وعقلها في القلب ،
أي : أهل العلم الحقيقي الذين وصل العلم إلى قلوبهم .
_ العلماء الربانيين هم : العلماء العاملون المعلمون المتمسكون بدين الله وطاعته أصحاب البصيرة في سياسة الناس .
قال تعالى : ** بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّنَاتٌ في صُدُورِ
الّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ ** سورة العنكبوت 49
قال السّعدي : وهم سادة الخلق ، وعقلاؤهم
وأولو الألباب منهم ، والكُمّل منهم .
_ العلماء الربانيين هم الذين يَصْدرون فيما
يقولون ويفعلون عمَّا أداه إليه اجتهادهم
دون مداهنةٍ لأحد أو خوفاً من أحد .
_ العلماء الربانيون هم الذين لايتطلعون لعرض زائل فإن مقتضى خشية الله في قلوبهم أن لا يلتفتوا إلى أهوائهم ولا أهواء غيرهم من الخاصة أو العامة .
_ العلماء الربانيين مواقفهم أقرب إلى الصدق
والثبات وأحرى أن تطمئن لها النفوس وتجتمع
عليها القلوب .
قال تعالى : ** يؤتي الحكمة من يشاءُ ومن يُؤْتَ
الحكمة فقد أُوتِيَ خيرا كثيرا **
سورة البقرة 269
قال السّعدي : والحكمة هنا هي :
العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار
الشرائع وحِكَمِها .
_ العلماء الربانيين : ما أحسن أثرهم على
الناس وما أقبح أثر الناس عليهم .
قال الله تعالى : ** شَهد الله أنّه لاَ إلَه إلاَّ هو والملائكَةُ وأولوا العِلم قآئِماً بالقسْط لاَ إلهَ إلاَّ هو العزيزُ الحَكِيمُ ** آل عمران 18
قال السّعدي : وهي شهادته تعالى وشهادة
خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم .
قال تعالى : ** يَرْفَع اللهُ الّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
والّذينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجات **
سورة المجادلة 11
_ العلماء الربانيين لا يَبْخَسون الناس أشياءهم؛ فَيَزِنون الناسَ بالعدل، ويقولون للناس بالحق ، ويُعلمون الناس أن النجاة في نصوص الكتاب والسنة والإجماع،
وِفْقَ فَهم السلف الصالح .
_ العلماء الربانيين لا يُعرَفون بالكِبْر، بل كلما ازدادوا علماً ازدادوا تواضعاً .
_ إن لحوم العلماء مسمومة وسنةالله في
هتك أستار منتقصيهم معلومة / ابن عساكر
_ فمن أطلق لسانه في العلماء بالانتقاص
والثلب ابتلاه الله عز وجل قبل موته
بموت القلب / ابن عساكر
_قال ابن شوذب من نعمة الله على الشاب والأعجمي إذا تَنَسَكا أن يُوفَقا لصاحب سُنَّة يَحْمِلهما عليها؛
لأن الشاب والأعجمي يأخذ فيهما ما سبق إليهما .
رواه اللالكائي وابن الجوزي .