_ شرح ابن حجر العسقلاني رحمه الله مع
شيء من الاختصار .
قوله : ( فتعاهدن وتعاقدن ) أي ألزمن أنفسهن عهدا وعقدن على الصدق من ضمائرهن عقدا
قوله : ( قالت الأولى زوجي لحم جمل غث ) بفتح المعجمة وتشديد المثلثة ، ويجوز جره صفة للجمل ....، والغث الهزيل الذي يُستغث من هزاله أي يستترك ويستكره ، وكثر استعماله في مقابلة السمين فيقال للحديث المختلط : فيه الغث والسمين .
قوله : ( على رأس جبل ) في رواية أبي عبيد و الترمذي " وعر " ، أي كثير الضجر شديد الغلط يصعب الرقي إليه .
قوله : ( لا سهل ) بالفتح بلا تنوين وكذا
" ولا سمين "
شبهت زوجها باللحم الغث وشبهت سوء خلقه بالجبل الوعر ، ثم فسرت ما أجملت فكأنها قالت : لا الجبل سهل فلا يشق ارتقاؤه لأخذ اللحم ولو كان هزيلا ، لأن الشيء المزهود فيه قد يؤخذ إذا وجد بغير نصب ، ثم قال : ولا اللحم سمين فيتحمل المشقة في صعود الجبل لأجل تحصيله .
قوله : ( فيرتقى ) أي فيصعد فيه وهو وصف للجبل ، وفي رواية للطبراني
" لا سهل فيرتقى إليه " .
قوله : ( ولا سمين فينتقل ) في رواية أبي عبيد " فينتقى "
قالوا : وصفته بقلة الخير وبعده مع القلة ، فشبهته باللحم الذي صغرت عظامه عن النقي وخبث طعمه وريحه
مع كونه في مرتقى يشق الوصول إليه فلا يرغب أحد في طلبه لينقله إليه مع توفر دواعي أكثر الناس على تناول الشيء المبذول مجانا .
وقال النووي : فسره الجمهور بأنه قليل الخير
من أوجه : منها كونه كلحم الجمل لا كلحم الضأن مثلا ، ومنها أنه مع ذلك مهزول رديء ،
ويؤيده قول أبي سعيد الضرير ليس في اللحوم أشد غثاثة من لحم الجمل لأنه يجمع خبث الطعم وخبث الريح ،
ومنها أنه صعب التناول لا يوصل إليه إلا بمشقة شديدة
وذهب الخطابي إلى أن تشبيهها بالجبل الوعر إشارة إلى سوء خلقه ، وأنه يرتفع ويتكبر ويسمو بنفسه فوق موضعها
فيجمع البخل وسوء الخلق .
وقال عياض : شَبَهَت وُعُورَة خُلُقِه بالجبل وبُعدُ خَيرِه ببعد اللحم على رأس الجبل ،
والزهد فيما يرجى منه مع قلته وتعذره بالزهد في لحم الجمل الهزيل ، فأعطت التشبيه حقه ووفته قسطه .
( يتبع ) ...............