قال الله تعالى : « أفَمَنْ زُيِّنَ له سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ
حَسَنا فإنّ اللهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ
فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إنّ الله عَلِيمٌ
بِما يَصْنَعُونَ » سورة فاطر 8
_ قال الشيخ العلاّمة عبد الرّحمٰن السّعدي
رحمه الله في تفسير كلام المنّان :
يقول تعالى : « أفَمَنْ زُيّنَ لَهُ » عمله السيئ، القبيح، زينه له الشيطان، وحسنه في عينه .
« فَرَآهُ حَسَنًا » أي : كمن هداه الله إلى الصراط المستقيم والدين القويم،
فهل يستوي هذا وهذا ؟
فالأول : عمل السيئ، ورأى الحق باطلا، والباطل حقا .
والثاني : عمل الحسن، ورأى الحق حقا، والباطل باطلا،
ولكن الهداية والإضلال بيد الله تعالى،
« فإنّ اللهَ يُضِلّ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِم »
أي : على الضالين الذين زين لهم سوء أعمالهم، وصدهم الشيطان عن الحق
« حَسَراتٍ » فليس عليك إلا البلاغ، وليس عليك من هداهم شيء،
والله ( هو ) الذي يجازيهم بأعمالهم .
« إنّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ » .