إنفلونزا الطيور في الكويت.. حالة خليجية
تشكل عملية نقل الطيور من مكان لآخر عاملا مساعدا لانتقال الاصابات وظهور بؤر جديدة ما قد يعيق الجهود المبذولة للسيطرة على مرض انفلونزا الطيور.
فقد دفعت عملية اعدامات الطيور التي قامت بها الهيئة العامة الكويتية للزراعة والثروة السمكية في منطقة الوفرة لنحو 7,1 مليون طير البعض الى نقل طيورهم من منطقة الوفرة التي اعلن آنذاك انها منطقة موبوءة الى مناطق اخرى مثل منطقة كبد خوفا من ان تشملها عملية الاعدامات ما اسفر عن ظهور بؤر جديدة تمثلت بنفوق ثلاثة ديوك رومية.
ومنذ ظهور انفلونزا الطيور في الكويت قبل شهرين تقريبا واللجنة المشتركة تعمل على مدار ال24 ساعة لمكافحة المرض والحد من انتشاره الا ان عدم استجابة البعض لتعليمات اللجنة ساهم بشكل او بآخر بظهور بؤر جديدة في مناطق مختلفة.
وكان اعضاء مجلس الامة عقدوا جلسة خاصة لمناقشة الاجراءات التي اتخذتها لجنة مكافحة انفلونزا الطيور، مشددين على ضرورة تشديد الاجراءات ومنع بيع الطيور داخل المناطق السكنية لحماية المواطنين والحد من وصول المرض الى هذه المناطق.
وفي الكويت، كما هو واقع الحال في دول الخليج، تنتشر عند البعض هواية تربية الحمام في المنازل او طيور الزينة مع غياب الفحوصات البيطرية، غير ان هذه الهواية تعد خطرا على مزاوليها في ظل انتشار المرض ما يجعلهم عرضة لانتقال العدوى في حال تفشي الفيروس او نفوق طيورهم. ولا يتوانى هواة تربية الحمام عن دفع مبالغ كبيرة طائلة لتجهيز ابراج لطيورهم واقتناء انواع غالية الثمن من الحمام او طائر الطاووس.
وتحدث عدد من هواة تربية الطيور في منطقة كبد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عن جدوى اعدام طيورهم السليمة فقط لان حظائرهم تقع في محيط البؤرة الموبوءة.
وقالوا “لو ان اللجنة اصدرت قرارا بمنع تربية الطيور منذ بداية ظهور الاصابات لساهم بالحد من ظهور الكثير من الحالات المصابة التي اكتشفت وكانت التعويضات اقل بكثير من تلك المزمع دفعها لاصحاب الطيور التي اعدمت في منطقة الوفرة”.
وكان المتحدث الرسمي للجنة مرض انفلونزا الطيور الدكتور احمد الشطي اشار الى وجود فكرة لاصدار قرار يمنع تربية الطيور في الحظائر المنزلية الا ان ما سيترتب عليه من تعويضات مالية لاصحاب الحظائر قد يؤخر في ظهوره. وكانت دول آسيوية اكتشفت فيها حالات اصابة بمرض انفلونزا الطيور كسنغافورة وهونغ كونغ اصدرت قانونا يحظر تربية كافة انواع الطيور في الحظائر المنزلية ويلزم حكومات تلك الدول بدفع تعويضات لاصحاب الطيور كما شكلت لجانا خاصة لمعاقبة كل من لا يلتزم بهذا القانون.
وبعد مرور اكثر من شهرين على ظهور اول حالة اصابة بين الطيور في الكويت والاجراءات التي اتخذت حيال هذا المرض اصبحت الحاجة ملحة لمثل هذا القرار واتخاذ الاجراءات الصارمة لتطبيقه بهدف المحافظة على حياة الانسان وهذا الهدف اهم بكثير لدى الدول المتقدمة من طيور الزينة او اقتناء طاووس او حتى طائر النعام.
يذكر ان اللجنة العليا الكويتية لمكافحة مرض انفلونزا الطيور اعلنت عن اكتشاف نحو 48 بؤرة مصابة حتى الآن معظمها على شكل حظائر خاصة لتربية الطيور في مناطق مختلفة من الكويت.