بقلم :د. بسام درويش
* هل تعتبر زواجك ناجحاً، وهل تغمر السعادة حياتك العائلية، وهل تعتبر نفسك ناجحاً في حياتك الاجتماعية والعملية ؟
تساؤلات عديدة تدور في أذهاننا، والتي إذا ما استطعنا الإجابة عنها بدقة، يمكننا التمتع بالصحة والسعادة والنجاح في حياتنا اليومية.
إن الإجابة عن تلك الأسئلة تضعنا أمام مرآة النفس الصادقة التي تظهر نقاط الضعف، فنبحث عن حلول واقعية لتجاوزها وتصحيحها ومعرفة نقاط القوة لتعزيزيها.
ووفقاً لما تشير إليه الدراسات النفسية والاجتماعية، فإن الزواج يشكل مصدراً للكثير من الصراعات المتكررة، التي إن لم يتم التعامل معها بشكل إيجابي وتعلم فن إدارة الصراع، فإنه لا بد من أن ينخر تدريجياً ليهدد بنيان الأسرة.
ويؤكد خبراء الصحة النفسية على أنه بالرغم من أن البيت يعتبر مسرحاً لكثير من أشكال الصراع بين الزوجين، إلا أنه إذا ما تمكن الزوجان من إدارة هذا الصراع، فإن البيت سوف ينعم بالهدوء والاستقرار ويشع سعادة وفرحاً.
ومن المعروف أن هناك مسافة تفصل ما بين الكلام النظري والواقع العملي، قد تقصر أو تطول وفقاً لمعرفة وثقافة الزوجين، وكيف ينظر كل واحد منهما إلى الآخر، هل هو شريك حياة أم ماذا؟
لا شك أن اختلاف الطباع بين الزوجين، يفرض شكلاً من أشكال الصراع، بسبب قسوة الحياة وتسارع نمطها، وضغوط العمل والتوتر في كل من الشارع والعمل، والشعور بالعجز عن تأمين الاحتياجات الأساسية لأفراد الأسرة، وبسبب بيئة العمل والضغط الناجم عنها، والمدير الذي يأمر وينهى، كونه يملك ما يفتقده الغير ، لذا يعود الزوج إلى البيت والمشاعر السلبية تبدو ظاهرة في سلوكه، حتى وإن حاول تمويهها.
وبسبب متطلبات الأسرة، وبيئة المنزل غير المناسبة، تتفاقم المشكلات رغم بساطتها، وحينها تبدو الزوجة نكدية، والزوج قاسياً أو ضعيفاً، غالباً ما يشهد الأطفال تلك المسرحية بعيون حزينة.
* النكد مرض، وهو يوسع الهوة تدريجياً بين الشريكين، ويزيد من فاصل الصمت وحدة الصراخ ، فيحول البيت إلى جحيم تحرق نيرانه مشاعر الصغار قبل الكبار.
* النكد يؤدي للوفاة قبل الأوان، إذ تشير الدراسات إلى ارتفاع معدل الاصابة بمرض القلب وسط الذين لا يشعرون بالرضا عن زيجاتهم.
وتؤكد الدراسات على أن التوتر المزمن الناجم عن النكد، شأنه شأن التدخين يؤدي إلى تأثير تراكمي على الصحة على مر الأعوام، فهو يضعف المناعة.
ورغم ان الاستشارات الزوجية ربما تكون أفضل الخيارات في التعامل مع المشاكل الزوجية، إلا أن الكثير من الأشخاص يرفضون النصائح، فيبقى البيت مهدداً بالانفجار.
ولأن الحب لا يمكن أن يزهر، إلا إذا كانت الأرض خصبة، وكان التفاهم والاحترام والتضحية من عناصرها الأساسية، لهذا نود أن نهمس في أذن كل زوجين بضرورة تجنب الدخول في أي نقاش، إذا كان المزاج عكراً ، وضرورة استدعاء الجوانب الإيجابية في صفات الشريك، وعدم الغوص في مستنقع نقاط الضعف التي لا يخلو أي واحد منا منها، والعمل على إدارة فن الحوار ومساعدة كل شريك للآخر من أجل تجاوز أكبر الأزمات في الحياة اليومية.
همسة: عندما ينعدم الاحترام يذوي الحب.