تعليق الحروز لدفع العين
السؤال:
انتشرت عندنا ظاهرة الأحراز التي يعلقها الشباب والشابات على صدورهم، وهذه الأحراز مكتوبة من مشايخ يقولون: إنها تحفظ من العين. فما حكم الشرع في نظركم في مثل هذه؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الجواب على هذا السؤال؛ يجب أن نعلم أن الأسباب التي تجلب الخير أو تدفع الشر لا بد أن تكون متلقاة من الشرع بأن مثل هذا الأمر؛ أعني: جلب الخير أو دفع الشر لا يكون إلا بتقدير الله عز وجل، فلا بد أن نسلك الطريق الذي جعله الله سبحانه وتعالى طريقاً يوصل إلى ذلك، أما مجرد الأوهام التي لا تبنى على أصل شرعي، فإنها أوهام لا حقيقة لها، قد يتأثر الإنسان منها نفسياً؛ لاعتقاده فيها ما يعتقد، وإن كان في الحقيقة خلاف ذلك، وتعليق الأحراز - على الصدور، لا يخلو من حالين؛ الحال الأولى: أن يكون طلامس، أو حروفاً مقطعة لا يعلم لها معنى، فهذه محرمة بلا شك، وربما يكتب عليها أسماء الشياطين من الجن ولا يعلم حاملها ذلك، وعلى هذا فيكون تعليقها نوعاً من الشرك، وإذا اعتقد معلقها أنها تنفع أو تضر دون قدر الله عز وجل كان مشركاً شركاً أكبر، وأما إذا كان يعتقد أن النافع والضار هو الله، ولكن هي وسيلة فهي شرك أصغر؛ لأن الله تعالى لم يجعل هذا سبباً يندفع به الشر، أو يحصل به الخير. أما الثاني: فأن تكون هذه الأحراز مكتوبة بحروف معلومة من القرآن، أو من صحيح السنة، فهذه موضع خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يرى أنها لا بأس بها؛ مستدلاً بعموم قوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُو شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً﴾ ومنهم من يرى منعها، وأنها من الشرك الأصغر مستدلاً بعموم الأحاديث الدالة على أن التمائم شرك، والذي ينبغي للمؤمن أن يتجنبه، وذلك لأن أقل ما فيها أنه لم يرد فيها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على الجواز، والأصل في مثل هذه الأمور المنع حتى يقوم دليل على الجواز، ثم إن الإنسان إذا تعلق بها أعرض عما ينبغي أن يقوم به من الأوراد القولية التي جاءت بها الشريعة؛ مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم في آية الكرسي: إن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح. وقوله في الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة: من قرأهما في ليلة كفتاه. وكذلك قوله في المعوذتين، المهم أن هذه الأحراز توجب غفلة الإنسان عما ينبغي أن يقوم به من الأوراد الشرعية القولية، وعلى هذا فإن نصيحتي لهؤلاء وأمثالهم أن يدعوا هذه الأحراز، وأن يقولوا بما جاءت فيه السنة من الأوراد القولية، إما من الكتاب وإما من السنة.
https://binothaimeen.net/content/102...B9%D9%8A%D9%86