56 - " لولا النساء لعبد الله حقا حقا " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
وله طريقان :
الأول : عن محمد بن عمران الهمذاني ، أنبأنا عيسى بن زياد الدورقي - صاحب ابن عيينة - قال : حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا ، أخرجه ابن عدي ( ق 312 / 1 ) وقال : هذا حديث منكر ، ولا أعرفه إلا من هذا الوجه ، وعبد الرحيم بن زيد العمي أحاديثه كلها لا يتابعه الثقات عليه .
قلت : وقال البخاري : تركوه ، وقال أبو حاتم : يترك حديثه ، منكر الحديث ، كان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات ، وقال ابن معين : كذاب خبيث .
قلت : وأبوه زيد ضعيف كما تقدم ( 51 ) .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 255 ) من طريق ابن عدي ثم قال : لا أصل له ، عبد الرحيم وأبوه متروكان ، ومحمد بن عمران منكر الحديث .
قلت : الظاهر أن ابن الجوزي توهم أن محمد بن عمران هذا هو الأخنسي الذي قال فيه البخاري في " تاريخه الكبير " ( 1 / 1 / 202 ) : كان ببغداد ، يتكلمون فيه ، منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش ، وليس صاحب هذا الحديث هو الأخنسي ، بل هو الهمذاني كما صرح ابن عدي في روايته ، وهو ثقة وله ترجمة جيدة في " تاريخ بغداد " ( 3 / 133 - 134 ) ، فعلة الحديث ممن فوقه .
وأما السيوطي فخفي عليه هذا ، فإنه إنما تعقب ابن الجوزي بقوله في " اللآليء " ( 1 / 159 ) : قلت : له شاهد ! ومع ذلك فهذا تعقب لا طائل تحته ، لأن الشاهد المشار إليه ليس خيرا من المشهو د له !
هو الطريق الآخر : عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا بلفظ :
" لولا النساء دخل الرجال الجنة " .
رواه أبو الفضل عيسى بن موسى الهاشمي في " نسخة الزبير بن عدي " ( 1 / 55 / 2 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 30 ) والثقفي في " الثقفيات " .
قلت : وبشر هذا متروك يكذب كما تقدم ( 28 ) ، ومن طريقه رواه الديلمي في " مسند الفردوس " بلفظ : " لولا النساء لعبد الله حق عبادته " كما في " فيض القدير " .
وقد اقتصر السيوطي في ترجمة بشر هذا على قوله عقب الحديث : متروك ، فتعقبه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 204 ) : بل كذاب وضاع فلا يصلح حديثه شاهدا . ومما سبق تعلم أن السيوطي لم يحسن صنعا بإيراده هذه الأحاديث الثلاثة في " الجامع الصغير " خلافا لشرطه الذي ذكرته أكثر من مرة .