قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كره من أميره شيئا فليصبر فإنّه مَن خرج من السّلطان شبرا مات مِيتَةً جاهليّة )
رواه البخاري برقم 7053
قال ابن حجر : ( فإنه من خرج من
السلطان ) أي من طاعة السلطان
وقوله : ( شبرا ) كناية عن معصية السلطان ومحاربته
قال ابن أبي جمرة : المراد بالمفارقة السعي في حل عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير ولو بأدنى شىء فكنى عنها بمقدار الشبر لأن الأخذ في ذلك يئول إلى سفك الدماء بغير حق
وقوله : ( مات ميتة جاهلية ) والمراد بالميتة الجاهلية حالة الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع و ليس المراد أنه يموت كافرا بل يموت عاصيا ويحتمل أن يكون التشبيه على ظاهره ومعناه
أنه يموت مثل موت الجاهلي
قال ابن بطال : في الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان و لو جار وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه
وأن طاعته خير من الخروج عليه لـما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء وحجتهم هذا الخبر وغيره مما يساعد ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته
لمن قدر عليها. اهـ
- ( 👆تأمل هنا شرط القدرة )
فتح الباري/ كتاب الفتن