قال تعالي ( ان الذين آمنوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون(28)الأعراف
قال صلي الله عليه وسلم :
ثلاث من كن فيه استكمل ايمانه :
لايخاف في الله لومة لائم
ولايرائي بشئ من عمله
وذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة آثر الآخرة علي الأولي .
وفي الخبر جاء :
علي العاقل أن يكون له أربع ساعات
ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيها في صنع الله وساعة يخلو فيها للمطعم والمشرب.
قال الحسن :
المؤمن قوام علي نفسه يحاسبها لله وانما خف الحساب علي قوم حاسبوا أنفسهم في النيا وانما شق الحساب يوم القيامة علي قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة .. ثم فسر المحاسبة فقال:
ان المؤمن يفجؤه الشئ يعجبه فيقول والله انك لتعجبني وانك من حاجتي ولكن هيهات حيل بيني وبينك وهذا حساب قبل العمل ثم قال : ويفرط منه الشئ فيرجع الي نفسه فيقول ماذا أردت بهذا ؟ والله لاأعذر بهذا والله لاأعود لهذا أبدا" ان شاء الله.
قال أنس بن مالك سمعت عمر بن الخطاب(رضي الله عنه ) يوما" وقد خرج معه حتي دخل حائطا" فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في الحائط يقول : عمربن الخطاب أمير المؤمنين !بخ بخ والله لتتقين الله أو ليعذبنك.
وقال الحسن في قوله تعالي ( ولاأقسم بالنفس اللوامة (3)القيامة:
لايلقي المؤمن الا يعاتب نفسه ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والفاجر يمضي قدما" لايعاتب نفسه.
وقال ميمون بن مهران:
التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان غاشم ومن شريك شحيح
وقال ابراهيم التيمي:
مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها فقلت لنفسي : يانفس أي شئ تريدين فقالت أريد أن أرجع الي الدنيا فأعمل صالحا" قلت : يانفس أنت في الأمنية فاعملي.
قال مالك بن دينار سمعت الحجاج يخطب وهو يقول :
رحم الله امرأ حاسب نفسه قبل أن يصير حسابه الي غيره
رحم الله امرأ أخذ بعنان عمله فنظر ماذا يريد له
رحم الله امرأ نظر في مكياله
رحم الله امرأ نظر في ميزانه فما يزال يقول حتي ابكاني
قال عمربن الخطاب:
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتهيؤا للعرض الأكبر
وكتب الي أبي موسي الأشعري : حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة.
قال حذيفة بن قتادة :قيل لرجل كيف تصنع بنفسك في شهواتها؟ فقال:
ماعلي الأرض نفس أبغض الي منها فكبف أعطيها شهواتها ؟؟؟؟!!!!
قال الحسن :
أدركت أقواما" ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل ولايتأسفون علي شئ منها أدبر ولهي كانت أهون عليهم في أعينهم من هذا التراب الذي تطئونه بأرجلكم
ان كان أحدهم ليعيش عمره كله ماطوي له ثوب ولاأمر أهله بصنعة طعام قط ولاجعل بينه وبين الأرض شيئا" قط وأدركتهم عاملين بكتاب الله وسنة رسوله
اذا جنهم الليل فقيام علي أطرافهم يفترشون وجوههم تجري دموعهم علي خدودهم يناجون ربهم في فكاك رقابهم
اذا عملوا الحسنة فرحوا بها ودأبوا علي شكرها وسألوا الله أن يتقبلها
واذا عملوا السيئة أحزنتهم وسألوا الله أن يغفرها لهم
والله مازالوا كذلك وعلي ذلك ووالله ماسلموا من الذنوب ولانجوا الا بالمغفرة.
وقيل للحسن:
مابال المجتهدين أحسن الناس وجوها" ؟؟؟فقال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورا" من نوره.
قال أحمد بن حرب:
ياعجبا" لمن يعرف أن الجنة تزين فوقه وأن النار تسعر تحته كيف ينام بينهما.
قال الشاعر
الهي لاتعذبني فاني مقربالذي قد كان مني
ومالي حيلة الا رجائي لعفوك ان عفوت عني
وكم من ذلة لي في الخطايا وأنت علي ذو فضل ومن
أجن بزهرة الدنيا جنونا" وأقطع طول عمري باتمني
يظن الناس بي خيرا" واني لش الخلق ان لم تعف عني
وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدي وحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله
أخوكم في الله
اسماعيل مرسي