ان " الغافل الفاسق "
تكون الدنيا في نظره مأتم عام ،
وجميع الاحياء ايتام يبكون تألما من ضربات الزوال وصفعات الفراق...
والبشر فيها مخلوقات سائبة بلا راع ولا مالك
والجبال والبحار في دنياه جنائز هامدة ونعوش رهيبة
وامثال هذه الاوهام المدهشة المؤلمة الناشئة من كفر الانسان وضلالته
تذيق صاحبها عذابا معنويا مريرا.
أما المؤمن الذي يعرف خالقه حق المعرفة ويؤمن به
فالدنيا في نظره دار ذكر رحماني.... وساحة تعليم وتدريب البشر.....
وميدان ابتلاء واختبار الانس والجان..
والاصوات المنبعثة والاصداء المرتدة من ارجاء الدنيا ....
فهي اما ذكر وتسبيح او شكر وتهليل
والذين انتهت حياتهم ، يودعون هذه الدنيا الفانية وهم مسرورون معنويا
حيث انهم ينتقلون الى عالم آخر غير ذي قلق
خال من اوضار المادة وانصاب الزمان والمكان وطروق الدهر وطوارق الحدثان
لينفسح المجال للمواليد من بعدهم لتسلم السلاح وتسنم الوظائف والواجبات
ذاك هو المأمور المستقيم الراضي القانع بمدى ما في الايمان من سعادة ونعمة
وما فيه من لذة وراحة....
فيا ايها الغافل،
يا هذا لقد جننت !
وما في باطنك من السواد والشؤم انعكس على ظاهرك
اصبحت تتوهم كل ابتسامة صراخ ودموع
وكل تسريح واجازة نهب وسلب
عد الى رشدك...
وطهر قلبك....
لعل هذا الغشاء النكد ينزاح عن عينيك
وعسى ان تبصر الحقيقة على وجهها الابلج...
فالايمان يضم حقا بذرة معنوية منشقة من الجنة ،
تتمثل في الراحة والهدوء والتوكل على الله والسعادة والامن
والضلال يخفي بذرة معنوية قد نفثتها جهنم
تتمثل في الحيرة والشك والترقب والخوف والوساوس والتشاؤم والعذاب
فالسلامة تأتي بطريق الاسلام...
والامن ...بالايمان...
والحمد لله على كمال دين الاسلام