ونبرر خوفنا بكذبنا على أنفسنا ... نحن لا نحتاج أحدا، ولا نحتاج شيئا ،
نترك المواجهة الفعلية مع الأشخاص والأشياء ،
ونغلق الدائرة على أنفسنا ، ونقضي معها أوقاتا طويلة .....
نغذيها أحيانا بالزهو والخيلاء ، وأحيانا أخرى بالتفاهة والدونية...
نركز كل تفكيرنا وسلوكنا على أنفسنا ، فننهش ذاتنا بذاتنا ،
يبدو لنا العالم كله منهار بينما نحن صامدون ،
ولكن الحقيقة أننا نحن من انهرنا على ذاتنا ، بتقوقعنا على أنفسنا ،
نخاف من المجهول ....
نخاف أن نسير في أي طريق لأننا لا نعلم ما ينتظرنا...
يبدو لنا أي طريق بأنه مظلم وأننا لوحدنا ،
ونسمع أصوات خطوات تلاحقنا ، قد ينقضّ علينا صاحبها في أي لحظة ،
ولو التفتنا خلفنا ولم نجد أحدا ...سنخاف أكثر ونسرع أكثر ونرتبك أكثر ، وترتفع ضربات قلوبنا أكثر،
ويبقى داخلنا يقين ................ أن هناك مجهول الخطى ، يتابعنا ويخيفنا ...
نتعامل بهذه الطريقة في كل علاقاتنا وكل تفاصيل حياتنا ،
و نتوقع دوما أن يحدث شيء خطير يقلب حياتنا،
وأن الشّر كامن لنا ، والمخاطر تتربّص بنا ،
تنتظرنا في أي مكان وقد تظهر لنا وتفترسنا في أي لحظة .،،،،
ونستمر في رسم ذلك الشعور المخيف خلف أي جدار، وعند أي زاوية.
لربما هي خبرات مستقاة من طفولتنا....
حيث قد تملكنا الخوف والرعب من ذاك الشبح او العفريت ، القابع في الخزانه المظلمه او تحت السرير.
وقد يكون شعور الخوف مرتبط بشكل رئيسي بعدم المعرفة ،
فالعقل يستعد لمواجهة خطر معروف ، كما هو مستعد لمواجهة خطر مجهول
وبينما يتفاعل بإيجابية في النوع المعروف على شكل صمام أمان ينبهنا الى ما هو خطر ،
إلا أنه يقودنا إلى تدمير ذاتي حتمي في النوع المجهول .
يأتينا الخوف التدميري ، خلال كل ما هو مجهول....
أو كل ما نحاول ان نجهل ما وراءه.
أن تفكر فى حياتك بدون شخص مقرّب اليك، يشعرك بالعجز ، فتتوقف عن التفكير ويتملكك الخوف منه ، وتهرب مما خلف الأحداث،
وتسمح لنفسك بالمعاناة أطول وقت من هذا الخوف .
ولكن إن لم تهرب ، وحاولت أن تتخيل أن هذا الشخص قد فارقك فعلا .
وبكيته وحزنت عليه أشد الحزن ، وبدأت تفكر ماذا من الممكن ان تفعل بعده،
وهيأت نفسك لحمل هذه المسؤولية ،
فلن تخاف مجددا من نفس الفكرة بنفس الطريقة ،، لإن جزء من عامل المجهول انتهى، ولن يعود هذا الشعور مدمرا .
إن التفاعل مع ما لم يحدث ، هو رياضة مفيدة وتدريب مثمر للنفس الخوّافة ، لتقلل مستويات الخطر إلى أدناها.
تزداد حالة الخوف إطباقا على الإنسان في حال وجود خلل في توازن رؤيته لنفسه،
وإحساسه برؤية الناس له؛
إننا وأن نسينا الحزن ، فإن أكثر ما يخيفنا ، هو استعادة ذكريات الفشل والخيبة، بالإضافة إلى الخوف من المستقبل وما يخبّئه من مجهول.
إن أهم اسلحة مواجهة الخوف المستمر المتفاقم من حوادث الأيام ومفاجآت الساعات ،، الإيمان التام الصادق المخلص ، المعرفه والقراءة ، التخيّل ، التخلي عن الأقنعة التي تعيقنا من التعبير عن مشاعرنا بسهولة ، التركيز على رؤية الوجه المضيء من الحياة ،و التركيز على الحاضر ( تجاوز الماضي وتجاهل المستقبل .)
إحرص على أن لا تمتلكّ مشاعر الخوف ، وإلا حوّلتك الى ظلال !
التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 21-03-2012 الساعة 09:17 AM.
أختي فاديا بارك الله فيك على هذا الموضوع الذي يدخل في الصميم ,إني عندما أقرأ مواضيعك أحس وكأنك تقومين بعمل جلسات نفسيه تساعدين بها الكثير على تفهم نفسياتهم والمحيط الخارجي الذي يكتنفهم. زادك لله من فضله