كثر النقد حول عرض سيرة الفاروق رضي الله عنه على شكل مسلسل تلفزيوني، على فرض ان ذلك قد يؤدى الى الاستخفاف بشخصيات الصحابة رضوان الله عليهم ، حتى كدنا نحرم من مشاهدة سيرة حياة اعظم الشخصيات المؤسسة والصانعة للتاريخ الاسلامي والدولة الاسلامية ، كما حُرمنا منذ وقت طويل - ولا زلنا محرومين - من عدل عمر على الارض الاسلامية ، الامر الذي أدى الى انهيار انظمة حكم وسياسات في بقاع كثيرة من الساحات الاسلامية
نحن في أشد الاوقات حاجة الى الاستزادة من المناقب العمرية والصفات التي كوّنت هذه الشخصية العظيمة ، التي كانت عنصرا مهما في التأسيس ، وخاصة واننا نعاصر اليوم بدايات تأسيس لكثير من الدول الاسلامية
عندما دعا الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه الله ان يعزّ الاسلام بأحبّ هذين الرجلين اليه (عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام )
كان ذلك لحكمة كبيرة رآها الرسول الكريم ودلالة على بعد افقه وصوابية منطق تفكيره ، وذلك ان عمر بن الخطاب و عمرو بن هشام كانا يتحليان بصفة مشتركة الاسلام في اشد حاجة اليها في مراحل البداية والتأسيس ، وهي صفة القيادة
نحن بحاجة الى القيادة الحكيمة والعادلة والمنطقية ، بحاجة ان نتعرف اليها عن كثب وان نعرف كيف تقوم الدول بقوة على هذه الأسس، ونحن نرى دولا تنهار بسبب غياب عنصر القيادة الحاكمة العادلة والمنصفة والقوية والمؤثرة و هذه الحاجة أكبر من اي مفسدة محتملة
دعونا ننظر الى الهدف والمغزى العظيم الذي وراء ذلك والذي نحن في حاجة ماسة اليه وابناؤنا في حاجة ماسة لمشاهدته مجسّدا لتعلق الصورة حية في أذهانهم ، بحاجة الى مشاعر الانبهار والدهشة لكل ما يتحلى به عمر بن الخطاب من صفات خاصة وان مشاعرنا الآن محبطة خائبة بالحكام والقيادات التي تتساقط واحدة بعد الاخرى ، وابناؤنا بحاجة الى مشاهدة نموذجا مسلما راقيا للحكم والعدل ، ومعظم ما رأوه من نماذج الآن هي نماذج فقيرة الى الصلاح والحزم والعدل والشجاعة .....والايمان
بحاجة الى ان ترى بناتنا .. صورة حية للرجولة في أسمى معانيها واخلاقها .. بدل ما نراه اليوم من نماذج خائبة للرجولة والأخلاق.
وخيرا من ان نفكر في حال التمثيل وحال التلفزيون ومصالحه المادية والمصالح الاخرى ...
علينا ان ندرك إننا برغم كل شيء وقبل كل شيء ، بحاجة الى مشاهدة حلقات الصفات العمرية وتحليل عبقرية الفاروق وبحاجة الى تذكية كل ذلك في نفوس ابنائنا وبناتنا .
التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 28-07-2012 الساعة 10:53 AM.
مجلس هيئة كبار العلماء في ذلك أصدر قرارا فيه، وفيما يلي نص مضمونه:
1 - إن الله سبحانه أثنى على الصحابة وبين منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها.
2 - أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعا للسخرية والاستهزاء به، ويتولاه أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق السامية، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعا مزريا، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر، كما يتخذ هدفا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.
3 - ما يقال من وجود مصلحة، وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التحري للحقيقة، وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه؛ رغبة في العبرة والاتعاظ - فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع المسلمين ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.
4 - من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة. فرعاية للمصلحة وسدا للذريعة، وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
اتصور انها خطوة ايجابية بل و ضرورية فمن الحكمة ان نواكب لغة العصر بدلا من اللغة التي لم تعد تجدي فبدلا من الوقوف و اللطم على ما آلت اليه حالة شبابنا و بناتنا بسبب الهجمة الشرسة للمسلسلات المدبلجة علينا ان نقدم لهم البديل الذي يفهمونه فبرأيي من الحماقة ان تطلب من مراهق اغلاق التلفزيون و الاكتفاء بقراءة كتب التاريخ في زمن كادت تنقرض فيه الثقافة الورقية
لماذا نركز فقط على الشكل و ننسى المضمون ، لماذا نترك المغزى و الفكرة الجوهرية ونركز في القول .....لا يجوز تجسيد الصحابة و أن ممثلي السينما لا يصلون إلى مرتبة الصحابة ووو ...
لا اعتقد اننا من الجهل بحيث نربط الممثل بالشخصية التي يجسدها
فكرة أي مسلسل في تجسيد سيرة احد الصحابة رضي الله عنهم هو لنشر سيرتهم العطرة وأعتقد أن هذا المغزى تحقق
بدليل الاستفزاز الذي حدث لدى أعداء السنة وأعداء الصحابة
فلماذا نشارك اعداء الصحابة ثورتهم ضد نشر سيرة الصحابة العطرة حتى وان اختلفت أسبابنا واسبابهم
فأسبابهم ...هو ان هذا وضّح القيمة التاريخية والمكانية والزمانية للصحابة
وهذا ما لا يريدونه
وأسبابنا شكلية فقط
على اي حال قد مثّل أنتوني كوين دور حمزة رضي الله عنه ، بعد ان أبهرت شخصية الصحابي الجليل هذا الممثل الامريكي وتمت ترجمة هذا العرض للكثير من اللغات فما وجدنا استهزاءا ولا هرجا بل وجدنا اعجابا واحتراما لهذه الشخصية الاسلامية
وتتم حاليا ترجمة مسلسل عمر رضي الله عنه الى اكثر من ست لغات والعالم يتابعون بشغف واعجاب وعدم تصديق لأن يصنع الاسلام الحقّ هذه الشخصيات النادرة ، وها هو المسلسل بنسخته الكردية يخفف الزحام ويخلي الشوارع في كردستان في ساعة بثّه
ويبدو ان أسباب التحريم تعود الى اسس نفسية أكثر منها شرعية ، ولكن ان بقينا نصرّ على منع الدراما الهادفة ، سيستمر ابناؤنا المسلمون في اللجوء الى الدراما الأخرى المدمرة للقيم وخاصة في غياب الكتاب والقراءة
التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 21-08-2012 الساعة 11:08 PM.
صدقتي أختي الحبيبة وكنت أريد الرد على الموضوع في حينه ولن حصل ما شغلني و خرجت ..
أعتقد أنه يجب إيجاد أمر يتماشى مع العصر بحيث ينقل السيرة بأسلوب شيق يضاهى ما هو منتشر من إغراءات وإلا فالوضع صعب والإنزلاق وراء المغريات أكبر إلا من رحم ربي
فيما مضى كان فيلم الرسالة الذي ترجم لمعظم لغات العالم هو الفيلم اليتيم فيما يخص الدراما الاسلامية
وكم هو جميل انتشار الكثير من المسلسلات التي تروي عن عمر الخطاب وعمر بن عبد العزيز
والمدهش الكم الهائل من المشاهدين من مختلف الاعمار والفئات الاجتماعية واللغات والاجناس والاديان يتابعونها بشغف
اننا في زمن الجاهلية العصرية الآن ..في زمن الاسياد ارباب العمل والبيوت ...في زمن العبيد الجدد ، عبيد التكنولوجيا والمادة ،،عبيد العمل والابناء
ولا بد ان ننتهج النهج الاسلامي ثانية في تقريب المنهج الرباني الى القلوب التي اصاب معظمها الصدأ
علينا ان نتعرف اولا الى مفهوم مكارم الاخلاق..من العرب القدماء ..المسلمين وغير المسلمين !
التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 21-08-2012 الساعة 11:10 PM.
شكرا أختي فاديا على إثارة الموضوع وشكرا أختي أم سلمى على رد
أخواتي الكريمات كل ممنوع مرغوب وهناك اقبال على متابعة المسلسل
خاصة أنه قد أجازة مفتي دولة قطر الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي
والشيخ الدكتور على الغرة داغي ...
و إن ذهبنا بعيد من الناحية الدينية , وتكلمنا فقط في الناحية العرفية , فهل يرضى رجل مسلم ذو غيرة أن تجسد إمراتة على التلفاز أمام الملايين !؟ فكيف نرضى على عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -
أشكرك على طرحك مع وجود مع التحفظات عليه .
سيرة الفاروق
