وضحت الأمانة العامة للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة أن الأرض تتعرض لأكثر من مليون هزة أرضية كل عام، أغلبها هزات حقيقة لا يشعر بها الإنسان، وتكثر الزلازل في حزام النار، ومن فضل الله تعالى أن هذا الحزام يحيط بالجزيرة العربية، ولا يمر بها لذا فهي من أقل المناطق عرضة للزلازل حسب ما أثبتته الدراسات العلمية.
جاء ذلك في البيان الذي أصدره فضيلة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز المصلح، الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي، بمناسبة ما حدث من زلزال بالمدينة المنورة.
وفيما يلي نص البيان:
الحمد لله رب العالمين، بيده الملك وهو على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، بشيرًا ونذيرًا، وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد فإن بين يدي الساعة علاماتٍ وأشراطًا كثيرة منها الزلازل، وقد حصل ذلك في أماكن كثيرة من الأرض ولا يزال يحصل، ونقتصر هنا على ما يخص المدينة المنورة.
قال تعالى: (إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها) ومع أن إخراج الأثقال يكون عند قيام الساعة إلا أن النص يُفهم منه أن أثقال الأرض في باطنها الآن، وأن الزلازل مقدمة لذلك الإخراج، فالزلازل إذًا هي أثر لحركات باطن الأرض.
والزلزال في الأصل الحركة العظيمة، قال ابن عباس: إنها تحرك الأرض من أسفلها، وما ذكره ابن عباس متفق مع ما ذكره المختصون في علوم الأرض في هذا العصر؛ حيث قالوا: إن الزلازل ترجع إلى حركات الألواح القارية وحركة الصهير الباطنية داخل الأرض.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى).
ففي الآية السابقة إعجاز علمي، كما أن في الحديث إعجازًا خبريًّا.
وقد تكرر وقوع الزلازل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك من علامات الساعة؛ فعن سلمة بن نفيل السكوني رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«..وبين يدي الساعة ... سنوات الزلازل»، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد أُحُدًا وأبا بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال:
(اثْبُتْ أُحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان).
وقد وقع في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه أن أهل المدينة سمعوا دويًّا مخيفًا واهتزازًا عظيمًا، فخرج الناس مذعورين، فقام الخليفة وخطبهم وخوَّفهم بالله.
وفي عام 654هـ وقعت بالمدينة المنورة زلزلة بدأت خفيفة لم يدركها بعضهم ثم تكررت بعد ذلك واشتدت وخرجت على إثرها نار عظيمة أشفق الناس منها وانزعجت القلوب لهيبتها.. إذ كان لها دوي عظيم مثل الرعد فَمَاجَتْ الأرضُ وتحركت الجدر .. ورآها الناس بطرف الحرة على شكل البلدة العظيمة.
يقول السمهودي: ورأى الناس أن العذاب قد أحاط بهم، فرجعوا إلى الله فأعتقوا المماليك وردوا المظالم وأبطل الأمير المكوس ثم هبط ومعه الناس إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وباتوا في المسجد ليلة الجمعة وليلة السبت ومعهم النساء والأطفال وباتوا يتضرعون ويبكون كاشفين رؤوسهم مقرين بذنوبهم مبتهلين مستجيرين وأقلعوا عن المخالفة واعتبروا.
الرأي الشرعي والعلمي:
1. إن الأرض تتعرض لأكثر من مليون هزة أرضية كل عام، أغلبها هزات خفيفة لا يشعر بها الإنسان، وتكثر الزلازل في حزام النار، ومن فضل الله تعالى أن هذا الحزام يحيط بالجزيرة العربية ولا يمر بها. ولذا فهي من أقل المناطق عرضة للزلازل، حسب ما أثبتته الدراسات العلمية.
2. يمتد النشاط الزلزالي من جبال زاجروس في خط طويل تقع عليه منطقة البحر الميت وخليج العقبة والبحر الأحمر.
3. ما وقع في نواحي المدينة المنورة وفي جيزان مؤخرًا لا يخرج عن ذلك، وهي هزات خفيفة لم يتجاوز أعلاها 3,7 بمقياس رختر.
4. تحصل الزلازل بإرادة الله وقدره بسبب انطلاق وتحرر الطاقة الناتجة عن احتكاك الصفائح وتحرك الطبقات الأرضية حول الصدوع الكبيرة التي تمر عادة في قيعان المحيطات.
5. إن المؤمنين يلاحظون الفاعل في كل حدث كوني، ولذلك فالزلازل من هذا الوجه تذكير بالعودة إلى الله تعالى، قال تعالى: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا)، وقال تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا) وقال: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم).
وهذا ما ينبغي أن نتنبه له، فإذا كان الله خوف ذلك الرعيل الأول فكيف بنا ونحن في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وتنوعت؟!!.
اللهم أصلح هذه الأمة وجنِّبها الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي
د/ عبد الله بن عبد العزيز المصلح