موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة مواضيع الرقية الشرعية والأمراض الروحية ( للمطالعة فقط ) > العلاج بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 30-05-2007, 04:03 PM   #11
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

شكر الله تعالى لفاضلتنا ، ومن نشرف بإشرافها( فاديا ) .. والشكر متكرر بجميل الثناء للبحر الواسع من المعارف والفضائل ( أبي البراء ) .. حفظ الله الجميع من كل مكروه .

أخوكم/ أبوعبد الرحمن اليوسف .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 30-05-2007, 07:23 PM   #12
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( أبو عبدالرحمن اليوسف ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 31-05-2007, 03:39 AM   #13
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

الحلـقــــــــــــــــة الرابعـــــــــــــــــــــة :


ووصف المعيشة نفسها بالضنك مبالغة،وفسرت هــذه المعيشة بعذاب البرزخ، والصحيح: أنها تتناول معيشته في الدنيا، وحاله في البرزخ؛فإنه يكون في ضنك في الدارين .. وفي الآخـــرة يُنسى في العذاب ،وهذا عكس أ هل السعادة والفلاح، فإنَّ حياتهم في الدنيا أطيب الحياة، ولهم في البرزخ وفي الآخرة أفضل الثواب .

قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) فهذا في الدنيا ،ثم قال سبحانه :
( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) فهذا في البرزخ والآخرة .
وقال تعالى : (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).

وقال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) فهذه أربعة مواضيع ذكر الله تعالى فيها : أنه يجزي المحسن بإحسانه جزاءين: جزاء في الدنيا، وجــزاء في الآخــرة ؛ فالإحسان له جزاء معجـلٌّ ولا بدّ ، والإسـاءة لها جــزاء معجـل ولابدّ،ولو لم يكن إلا ما يجـازى به المحسن من انشـراح صدره وانفساح قلبه وسروره ولذَّاته بمعاملة ربه عزَّ وجلَّ،وطاعته، وذكره ، ونعيم روحه بمحبته وذكره وفرحه بربه سبحانه وتعالى،أعـظم ممـا يفرح القريب مـن السلطان الكريم عليه بسلطانه،وما يجازى به المسيء من ضيق الصدر وقسوة القلب وتشتته وظـلمته وحزازاته وغمه وهمه وحزنه وخوفه،وهذا أمر لا يكاد من له أدنى حسٌّ وحياةٌ يرتاب فيه،بل الغموم والهموم والأحزان والضيق:عقوبات عاجلة،ونار دنيوية، وجهنم حاضرة .

والإقبال على الله تعالى، والإنابة إليه ، والرضاء به وعنه ، وامتلاء القلب من محبته ، واللهج بذكره،والفرح والسرور بمعرفته : ثواب عاجل،وجنة، وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البته ) انظر: الوابل الصيب (68-69) .

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- :
( ..فإنه سبحانه رتب المعيشة الضنك على الإعراض عن ذكره، فالمُعرِضُ عنه له من ضنك المعيشة بحسب إعراضه،وإن تنعـم في الدنيا بأصناف النعم ، ففي قلبه من الوحشـة والذل والحسرات التي تقطع القـلوب والأمـاني الباطلة ، والعذاب الحاضر ما فيه ،وإنمـا يواريه عنه سكرات الشهوات،والعشق ، وحب الدنيا ، والرياسة،وإن لم ينضم إلى ذلك سكر الخمر، فسكر هذه الأمور أعظم من سكر الخمر، فإنه يفيق صاحبه ويصحو، وسـكر الهوى وحب الدنيا لا يصحو صاحبه إلا إذا كان في عسكر الأموات، فالمعيشة الضنك لازمة لمن أعـرض عن ذكر الله الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم في دنياه وفي البرزخ ويوم معاده ،ولا تقرّ العين ولا يهدأ القلب ، ولا تطمئن النفس إلا بإلهها ومعبودها الذي هو حق ،وكل معبود سواه باطل،فمن قَرَّت عينه بالله قرَّت به كلُّ عين،ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه علي الدنيا حسرات،والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة لمن آمن بالله وعمل صالحاً كما قال تعالى :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )سورة النحل،الآية:97.

فضمن لأهل الإيمان والعمل الصالح الجزاء في الدنيا بالحياة الطيبة ،والحسنى يوم القيـامة ، فلهم أطيب الحـياتين، وهم أحياء في الدارين ) الداء والدواء(38-84) .

وبكلمةٍ جامعة لما تقدَّم ذِكْـرُه ، أقـول: إنَّ كثرة الهموم والأحزان،والاكتئاب والقلق والضجر،وقلة التوفيق،وفساد الرأي،وخفاء الحق ، وفساد القلب، وخمول الذكر ،وإضاعة الوقت،ونفرة الخلق ،والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء ،وقسوة القلب،ومحق البركة في الرزق والعمر ،وحرمان العلم،ولباس الذل،وإهانة العدو،وضيق الصدر ،والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب،ويضيعون الوقت،وطول الهم والغم وضنك المعيشة وكسف البال:إنما تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله تعالى كما يتولد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار،وأضداد هذه تتولد عن طاعتة سبحانه جلَّ في علاه.

قال ابن رجب-رحمه الله- :
(الحذرَ الحذرَ من المعاصي،فكم سَلَبَتْ من نِعَم ،وكم جلبت من نقم،وكم خرَّبت من ديار،وكم أخلت دياراً من أهلها،فما بقي من ديَّار،وكم أخذت من العُصاة بالنار،وكم محت لهم من آثار ؟‍ .

يا صـاحب الذنب لا تأمـــــــن عواقبَهُ ..... عـواقبُ الذَّنب تُخشى وهــــــــي تنتظر
فـــــــــكلُّ نفسٍ ستُجزى بالذي كسبَتْ ..... وليسَ للخـلــــــقِ من ديَّانِـــــــهـم وَزَرُ



يتبع إنْ شاء الله تعالى .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن اليوسف ; 31-05-2007 الساعة 03:51 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-06-2007, 05:25 AM   #14
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

الحلقـــــــــــة الخامســـــــــــــــة :


2- الأسباب البيئية :

من أسباب الاكتئاب:الأسباب البيئية،وتتمثل في أحداث الدنيا ،كفقد صديق عزيز، أو بعض المشاكل الأسرية ..
أو غير ذلك من أحداث الحياة .

3- تناول الأدوية :
أثبتت بعض الدراسات أن بعض الأدوية تؤدي إلى تغيرات كميائية في الدماغ ، فيؤدي إلى ظهور آثار جانبية ، ومنها الاكتئاب .
ومن تلك الأدوية:أدوية ضغط الدم،وهبوط القلب،وكذلك الأدوية المستخدمة في علاج الروماتيزم .

4- المخدرات :
مثل الخمر والحبوب المنبهة، وبعض المخدرات، فإنها تسبب الاكتئاب .

ب- الأسباب الداخلية :
وهي ما يتعلق بالوراثة أو التركيب الداخلي العضوي لخلايا الدماغ، أو الأمراض العضوية الداخلية في الجسم ومنها :

1- عوامل الوراثة :
حيث إنَّ بعض الناس لديهم استعدادا للإصابة بالاكتئاب ،وبعض المرضى لديهم أقرباء مصابون بالاكتئاب،ولا يعني ذلك أنَّ كل مريض بالاكتئاب سوف يُصاب أقرباؤه،أو أولاده بالمرض،بل المقصود أنَّ عامل الوارثة قد يكون واحداً من أسباب المرض .

2- الأمراض العضوية :
مثل نقص هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك نقص الفيتامينات كفيتامين ب 12.

3- أسباب غير معروفة:
فقد يصاب الإنسان بالاكتئاب بدون سبب واضح .


يتبع إنْ شاء الله تعالى ...

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن اليوسف ; 02-06-2007 الساعة 05:36 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-06-2007, 05:43 AM   #15
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

( عـــــــــلاج الاكتئــــــــــــــاب )


لمَّا كانت شرعية الإسلام جاءت لتحقيق مصالح العباد وتكثيرها ،ودرء المفاسد عنهم وتقليلها: كان من رحمة الله سبحانه أن جعل القرآن الكريم شفاء ورحمة للمؤمنين ،كما قال سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) سورة الاسراء،الآية:82 .

وقـال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَ تْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) سورة يونس،الآية:57 .

وقال عزَّ وجلَّ : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) سورة فصلت،الآية :44 .
فما على المسلم سوى العودة إلى كتاب ربه عزَّ وجلَّ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ليفوز بسعادة الدنيا والآخرة ..

والحزن والاكتئاب والقلق والهم والغم : أمراض كثير منها ناتج عن البعد عن طاعة الله سبحانه،وقليل منها يكون بأسباب أحداث الحياة ،وآلامها وأحزانها ، والأقل منها يكون بسب علل عضوية ، وأدوية مأخوذة ..

وعلاج الاكتئاب في شريعة الإسلام يكون قسمين :
1- عـلاج ديني إيماني :
2- عـلاج دوائي طبيٌّ :

فأما العلاج الإيماني : فيكون بمعرفة أنَّ عقيدة الإسلام لها أثر كبير في الوقاية من الاكتئاب وعلاجه عند وجوده ..
ومن قضايا الاعتقاد المهمة التي لها أثر في درء الاكتئاب قبل وجوده ،وعلاجه عندما يوجد :
أ- الإيمان بالقضاء والقدر: فعقيدتنا نحن المسلمين تمنعنا الحزن والاكتئاب ،وتوجب علينا الرضى بالقضاء والقدر ، قال تعال: ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) سورة الحديد،الآية:22.

وثبت عـن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قــال لعبـد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يا غلام: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنَّ ، فقلت: بلى ، فقال : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك ،تعرَّف إليه في الرَّخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألتَ فاسأل الله،وإذا استعنتَ فاستعن بالله ،قد جفَّ القلمُ بما هو كائن ، فلو أنَّ الخلقَ كلّهم جميعاً أرادوا أنْ ينفعوك بشيءٍ لم يكتبه الله عليك ،لم يقدروا عليه ،وإنْ أرادوا أنْ يضروك بشيءٍ لم يكتبه الله عليك ،لم يقدروا عليه ،واعـلم : أنَّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ، وأنَّ النَّصـرَ مع الصـبرِ، وأنَّ الفرجَ مع الكرب ، وأنَّ مع العسر يسراً ) السلسلة الصحيحة(رقم:2382) .

وفي رواية : (واعلم أنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك ) .

فالمسلم عندما يعلم : أنَّ الأمور مفروغ منها ومكتوبة؛فإنه لا يحزن،وكيف يحزن وهو يعلم أنَّ مَنْ حوله من الإنس والجنِّ لا يستطيعون أن يضروه ،أو ينفعوه إلا بقدر الله تعالى ؟فلِمَ القلق إذن ،ولم الحزن الشديد ؟! .

ب- الإيمان باليوم الآخر:إن الذي يؤمن باليوم الآخر يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئاً فهي قصيرة جداً، وإذا فقد شيئاً في هذه الدنيا فإنه لا يحزن الحزن الشديد عليه، ويتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) رواه الترمذي ،صحيح .

والإيمان باليوم الآخر: يخفف الحزن ،ويسلِّي المؤمن وممَّا يدل على ذلك ما أخرجه ابن ماجة بسند حسن عن أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها -قالت :لما توفي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له المعزي: إمَّا أبو بكر، وإمَّا عمر: أنت أحق من عظَّم الله حقّه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يُسخط الربَّ، ولولا أنه وعدٌ صادق،وموعودٌ جامعٌ، وأنَّ الآخِرَ منَّا يتبع الأوَّل ، لوجـدنا عليك يا إبراهيـمُ وجداً أشدَّ ما وجـدنا، وإنَّا بك لمحزونون ) .

ج- مفهوم المسلم للمصائب والأحزان :
يؤمن المسـلم بأنَّ المصائب قد تكون علامة على محبة الله تعالى للعبد ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم )صحيح رواه أحمد وغيره .
كما أنه يؤمن بأنَّ الابتلاء يكون على قدر الإيمان كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أشـدُّ الناس بلاء : الأنبياء ،ثم الصالحون،ثمَّ الأمثلُ فالأمثل ) صحيح الجامع : (رقم : 1003) .

كما يؤمن -أيضاً- بأنَّ المصائب سبب عظيم لتكفير الخطايا والذنوب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(ما يصيب المسلم من نصبٍ ،ولا وصب ، ولا هم ،ولا حزن ،ولا أذى، ولا غمٍّ ،حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه )رواه البخاري ومسلم .فـإذا صبر على المصيبة ارتفعت درجته عنـد ربه،وبُشر بالخير،قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّـذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَـالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ  أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَـلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) سورة البقرة،الآية :155-157 .

وقال تعالى: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)سورة الزمر، الآية :10 .

فالمؤمن في كلِّ أحواله في خير ،روى مسلم في صحيحه من حديث صهيب -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عجباً لأمر المؤمن،إنَّ أمره كلَّه خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له ) .


يتبع إنْ شاء الله تعالى ....

_________________
الإمارات العربية المتحدة .. ( أبوظبي ) حفظها الله تعالى من كل بلاء ومكروه .. وسائر بلاد المسلمين ..


أخوكم : أبوعبد الرحمن اليوسف .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-06-2007, 06:00 AM   #16
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو عبدالرحمن اليوسف ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 02-06-2007, 02:29 PM   #17
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء
  



بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو عبدالرحمن اليوسف ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0



وكذلك يبارك المولى سبحانه لكم وفيكم أستاذنا الحبيب .. وفاضلنا الأريب ( أبا البراء ) وسائر الفضلاء في هذا المنتدى المبارك ..


محبكم : أبو عبد الرحمن اليوسف .








_________________

الإمارات العربية المتحدة .. ( أبوظبي ) حفظها الله تعالى من كل بلاء ومكروه .. وسائر بلاد المسلمين ..


أخوكم : أبوعبد الرحمن اليوسف .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-06-2007, 08:05 PM   #18
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

الحلقـــــــــــــــة السابعــــــــــــــة

د
- التقوى والعمل الصالح :

قال الله جلَّ وعلا: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ( النحل،الآية: 97.

وقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاًوَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) سورة الطلاق،الآية: 2-3.
وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)سـورة الطلاق،الآية: 4 .
فلا أطيب من حياة المؤمنين،ولا سعاد حقيقية إلا في طاعة الله تعالى: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَىوَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكا) سورة طـه،الآية: 123-124.
وقال سبحانه : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)سورة الرعد،الآية:28 .
وقال جلَّ وعلا : ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)سورة التغابن،الآية:11.
فمن طلب سعادة الدارين فعليه بالاستقامة على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يقول سبحانه: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ( سورة الأحقاف،الآية:13.


هـ - الدعاء والتسبيح والصلاة :

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله-في زاد المعاد(2/25) :
( ومن أسباب شرح الصدر: دوام ذكره-أي الله سبحانه-على كل حال،وفي كل موطن؛ فللذكر : تأثير عجيب في انشراح الصدر،ونعيم القلب،وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه ) .
وقال -رحمه الله -مُعدداً فوائد الذكر : ( وفي الذكر أكثر من مائة فائدة :
إحداها: أنه يطرد الشيطان ،ويقمعه ويكسره .
الثانية : أنه يرضي الرحمن عزَّ وجلَّ .
الثالثة:أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
الخامسة: أنه يقـوي القلب والبدن.السادسة:أنَّه ينور الوجه والقلب .. الخ ) الوابل الصيب(ص61) .

والمقصود : أن دوام الذكر لله سبحانه سبب لدوام المحبة ، فالـذكر للقلب كالمـاء للزرع؛ بل كالماء للسمك ، لا حياة له إلا به .
وهـو أنـواع :
الأول : ذِكْرُه بأسمائه وصفاته والثناء عليه بها .
الثاني : تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله وتمجيده .
الثالث: ذِكْرُه بأحكامه وأوامره ونواهيه. ومن أفضل ذِكْرِه : ذِكْرُه بكلامه .
ومن ذكره سبحانه : دعاؤه واستغفاره والتضرع إليه ، فهذه خمسة أنواع من الذكر .
والدعاء والذكر منه ما حثت عليه شريعة الإسلام قبل وجود الهموم والأحزان، ومن ذلك ما أخرجه الشيخان عن أنس-رضي الله عنه-قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،والعجز والكسل،والجبن والبخل،وضلع الدين وغلبة الرجال ) .

ومنه ما يكون عند وجود الكرب والضيق والهم والحزن، ومن ذلك ما أخرجه الإمام أحمدُ في المسند وغيرُه من حديث عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب أحداً قط همٌّ ولا حزنٌ ،فقال: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ،ناصيتي بيدك ،ماضٍ فيَّ حكمـك، عدلٌ فيَّ قضاؤك ،أسألك بكلِّ اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني،وذهاب همي،إلا أذهب الله همَّهُ وحزنه ،وأبدله مكـانه فرجاً .قال: فقيل: يا رسـول الله ألا نتعلمها ؟ فقـال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ) .



أمَّا التسبيح:فقد خـاطب الله تعالى نبيه  عليه وسلم مسلياً له(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَفَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُـنْ مِـنَ السَّاجِـدِينَوَاعْبـدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )سورة الحجر،الآية:97-99 .
فتسبيح الله تعالى من الأسباب المزيلة للهموم والأحزان قال الله تعالى حاكياً لنا دعاء ذي النون- عليه السلام-وهو في بطن الحوت: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَـاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَفَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَـمِّ وَكَـذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) سورة الأنبياء،الآية:87-88.
وأخرج أحمد في المسند والترمذي في السنن والنسائي في عمل اليوم والليلة والحاكم في المستدرك من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ،فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ) .

وفي لفظٍ للحاكم: (فقال رجل:يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟فقال رسول صلى الله عليه وسلم الله ألا تسمع قول الله عزَّ وجلَّ: (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ).
وأمَّا الصلاة : فهي طمأنية القلب عند المصائب والهموم والأحزان،وراحة الضمير عند حلول النوائب،قال تعالى : (وَاسْتَعِينُـوا بِالصَّبْـرِ وَالصَّـلاةِ وَإِنَّهَــا لَكَبِـيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) سورة البقرة،الآية:45 .
يقـول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد(4/209) :
(..وأمَّا الصلاة : فشأنهـا في تفريح القـلب وتقويته، وشرحه وابتهاجه ولذته أكبر شأن ، وفيها من اتصال القلب والروح بالله وقربه ،والتنعم بذكره، والابتهاج بمناجاته،والوقوف بين يديه،واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته ،وإعطاء كل عضو حظه منها ،واشتغاله عن التعلق بالخلق، وملابستهم ومحاوراتهم ،وانجذاب قوى قلبه

وجوارحه إلى ربه وفاطره،وراحته من عدوه حالة الصلاة ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرِّحات والأغذية التي لا تلائم إلا القلوب الصحيحة، وأمَّا القلوب العليلة، فهي كالأبدان لا تناسبها إلا الأغذية الفاضلة.
فالصلاة من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ،وهي منهاة عن الإثم، ودافعة لأدواء القلوب،ومطردة للداء عن الجسد ،ومنورة للقلب ،ومبيضة للوجه، ومنشطة للجوارح والنفس ، وجالبة للرزق، ودافعة للظلم ، وناصرة للمظلوم،وقامعة لأخلاط الشهوات ،وحافظة للنعمة،ودافعة للنقمة ،ومنـزلة للرحمة، وكاشفة للغمة ) .
وقال في موضعٍ آخر (4/332) :
(..والصلاة :مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى،مطردة للأدواء، مقوية للقلب، مُبَيِّضَةٌ للوجه، مُفَرِّحة للنفس، مذهبة للكسل،منشطة للجوارح، ممدة للقوى،شارحة للصــدر،مغذية للروح، منورة للقـلب ، حافظة للنعمة ،

دافعة للنقمة، جالبة للبركة ،مبعدة من الشيطان ، مُقَرِّبة من الرحمن .
وبالجملة : فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب، وقواهما،ودفع المواد الرديئة عنهما ،وما ابتلي رجلان بعاهة، أو داء ،أو محنة، ،أو بلية ،إلا كان حظَّ المصلي منهما أقل،وعاقبته أسلم،وللصلاة تأثيرٌ عجيبٌ في دفع شرورِ الدنيا،ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً،فما اسْتُدفِعَت شرور الدنيا والآخرة،ولا اسْتُجلبت مصالحها بمثل الصلاة،وسرُّ ذلك: أنَّ الصلاةَ صلةٌ بالله عزَّ وجلَّ ، وعلى قَدْرِ صلة العبد بربه عزَّ وجلَّ تفتح عليه من الخيرات أبوابها ،وتقـطع عنه من الشـرور أسبـابها،وتفيض عليه مـواد التوفيق من ربه عزَّ وجلَّ ،والعافية،والصحة، والغنيمة ،والغنى، والراحة،والنعيم، والأفراح، والمسرات ،كلها محضرة لديه ،ومسارعة إليه ) .


يتبع إن شاء الله تعالى...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 29-06-2007, 09:40 AM   #19
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( أبو عبدالرحمن اليوسف ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-07-2007, 01:30 PM   #20
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

الحـــــــــــلقة الثامنـــــــــــــــــــــة



و- ( إنَّ مع العسرِ يسراً ) :
مما يبعد الضيق والحزن،والاكتئاب،ويخفف الهموم والآلام : علم المؤمن : أن فرج الله تعالى قريب،ونصره آتٍ لا شك فيه،وأنَّ بعد الضيق الفرج ، وبعد العسر يسراً ،وبعد الشدة الرخاء .. وهذه سنةٌ ربانيَّةٌ قدَّرها الله في إرادته الكونية .


قال الله عزَّ وجلَّ : ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)سورة الطلاق،الآية:7 .
يخبر الله سبحانه في هذه الآية أنه سيجعل بعدَ كلِّ عسرٍ يسراً ، وبعد كلِّ شدَّةٍ رخاءً وسَعةً ، وهذا وعدٌ حقٌّ منه سبحانه لا يخلفه.
ويقول سبحانه في كتابه الكريم : ( فَإِنَّ مَـعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) سورة الشرح، الآية:5-6 .

فالمؤمن في هذه الدنيا من أوسع الناس أملاً،ومن أكثرهم تفاؤلاً ،وأبعدهم عن التشاؤم والضجر والقنوط؛لعلمه أنَّ الفرج قادم ، والنصر متحقق من الله لعباده المؤمنين .
يقول سبحانه الكريم: ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) سورة يوسف،الآية:110 .

ويقول ربي جلَّ في علاه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)سورة البقرة ، الآية: 214 . فالنصر لعباد الله المؤمنين ، والفرج بعد الهموم والأحزان وعدٌ من الله سبحانه، ووعده حقٌّ لا يُخلف( .. يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)سورة الروم،الآية : 5-6.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يا غلام: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهنَّ ، فقلت: بلى ، فقال : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك ،تعرَّف إليه في الرَّخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله ، قد جفَّ القلمُ بما هو كائن ، فلو أنَّ الخلقَ كلّهم جميعاً أرادوا أنْ ينفعوك بشيءٍ لم يكتبه الله عليك ،لم يقدروا عليه ،وإنْ أرادوا أنْ يضروك بشيءٍ لم يكتبه الله عليك ،لم يقدروا عليه ،واعلم : أنَّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ، وأنَّ النَّصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفـرجَ مع الكرب ، وأنَّ مع العسر يسراً ) .
يقول الإمام ابن رجب -رحمه الله -في جامع العلوم والحكم (197-198): (من لطائف أسرار اقتران الفَرَجِ بالكرب،واليسر بالعسر: أنَّ الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى ، وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ،وتعلق قلبه بالله وحده -وهذا هو حقيقة التوكل على الله-وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج؛فإنَّ الله يكفي من توكل عليه ،كما قـال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) سورة الطلاق،الآية:3.


ومما يروى عن الشافعي أنه قال :
صبراً جميـلاً ما أقرب الفرجا.... من راقبَ الله في الأمـور نجا
من صـدقَ الله لم يــــــنله أذى.... ومن رجـاه يكون حيــث رجا


وقال ابن دريد : أنشدني أبو حاتم السجستاني :
إذا اشتملت على اليأس القلوبُ.... وضاق لما به الصـدرُ الرحيبُ
وأوطأتِ المـكارهُ واطمــــــــأنتْ.... وأرستْ في أماكـنها الخطوبُ
ولم ترَ لانكشافِ الضرِّ وجـــــهاً.... ولا أغـنى بحيـلتـــــــه الأريـبُ
أتاك على قـــــــــنوطٍ منكَ غوثٌ.... يمن به اللطيفُ المستــــــجيبُ
وكـــــلُّ الحــــــــادثاتِ إذا تناهتْ.... فموصـولٌ بها الفــــرجُ القريبُ

وقال آخر :
ولربَّ نازلةٍ يضـيقُ بهـا الفتى.... ذَرعـاً وعندَ اللهِ منها المخرجُ

كَمُلَتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتها.... فُرِجتْ وكانَ يظنُّـــــها لا تُفرَجُ


وأمَّا عـلاج الاكتئاب الـدوائي الطـبيُّ :

فيتمثل في العلاج الجماعي، والعلاج الفكري المعروض في طريقة التفكير، وقد يفيد العلاج بالأدوية .
ويستخدم أحياناً العلاج بالكهرباء، وهذا النوع فعال جداً ، وخاصة في حالات الاكتئاب الشديد، وله مفعول أسرع من الأدوية.

وكتب : أبو عبد الرحمن حسن بن محمد اليوسف .
الأحد/ الأول من شهررجب / سنة 1428
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 12:23 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com