بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعـــد :
فإنَّ قَـصْـرَ الابتلاء بمسِّ الجانِّ على المسلمين ( تكثيراً وتقليلاً!! ) ليس بصواب .. ؛ فهذا البلاء حاصلٌ لجميع النوع الإنساني ..
والأممُ والشعوبُ : مقرَّةٌ به ، على تباين طرقها في دفعه وإزالته عن أفرادها وجماعاتها ..
وأصلُ البلاء : هو العداوة القديمة بين الشياطين وبني آدم .. والعدو (الشيطان وحزبه ) الذي وضع على رأسه خوذة الحرب ، لا يفتر عن الأذية للنوع البشري أيَّـاً كان انتسابه الديني ..
والناظر في أحوال الأمم والشعوب : يجد أنَّ هذا البلاء متسلط على البشر في سائر البسيطة ..
ففي بلاد الكافرين : ( كأمريكا ) - مثلاً - نجد المكاتب المتكاثرة لطرد الأرواح الشريرة من أجساد البشر ..
وفي ( فرنسا ) يدرسون تلك الظواهر - بزعمهم - ولهم فيها أبحاث ومجلات ..
؛ بل ( روسيا الشيوعية ) يثبتون أنَّ الجنَّ يصيبون الناس بالأذى .. ويسرقون بيوتهم وممتلكاتهم ..
وفي ( ألمانيا ) : بعض أطبائهم يكتشفون أنَّ كهرباء (الإستاتك ) تطرد الأرواح من بني الإنسان ..
وعند النصارى كما في إنجيلهم : أنَّ عيسى- عليه السلام - كان يطرد الأرواح الشيطانية من أجساد الناس..
واليهود - عليهم لعائن الله المتتابعة - لهم كتب من أخبث الكتب في صناعة السحر وأذية الناس ؛ ولهم كذلك طرائق في إخراج الشياطين .. - وإن كانت فاسدة - إلا أنهم يعتقدون تأثير ذلك ..
وفي أفريقيا السوداء : لهم عجائب وغرائب في دفع أذى الجنِّ والشياطين .
وبعد ذلك نقول : الجنُّ ليسوا متخصصين في صَرْع المسلمين فقط .. ؛ بل هذا البلاء عام وعارم لسائر النوع الإنساني .. وحاكم الوجود والمشاهدة دالٌّ على ذلك ..
فكم رأينا وشاهدنا في حلنا وترحالنا من النصارى وغيرهم مصابين بهذا البلاء .
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في الطب النبوي(ص191 ) :
(وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه ، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدفع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها ، وقد نص على ذلك أبقراط في بعض كتبه ، فذكر بعـض علاج الصرع، وقال : هـذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح، فلا ينفع فيه هذا العلاج ) .
ويذكر ( كارنجتون ) عضو جمعية البحوث النفسية الأمريكية عن حالة المسَّ :
( واضح أنَّ حالة المس هي على الأقل حالة واقعية لا يستطيع العلم أن يُهمل أمرها ، مادامت توجد حقائق كثيرة مدهشة تؤيدُها .
وما دام الأمر كذلك فإن دراستها أصبحت لازمة وواجبة لا من الوجهة الأكاديمية فقط، بل لأن مئات من الناس وألوفاً يعانون في الوقت الحاضر من هذه الحالة، ولأن شفاءهم يستلزم الفحص السريع والعلاج الفوري، وإذا ما نحن قررنا إمكانية المس من الوجهة النظرية انفتح أمامنا مجال فسيح للبحث والتقصي، ويتطلب كل ما يتطلبه العلم الحديث والتفكير السيكولوجي من العناية والخدمة والجَلَد ) .
وأخـــــيراً :
أقــول : قد أفرد رياض مصطفى العبد لله أسماءَ وقصصَ عددٍ من المصروعين والملبوسين من الكفار والغربيين في كتاب مفـرد له سمَّاه : ( المسكونون بالشياطين ) .
والله الموفق لا ربَّ سواه ’’
وكتب /
أبوعبد الرحمن اليوسف
الأحد/ 17رجب/1429