عندما يكون الكوب مملوءا بالشاي فلا يمكن ان يستوعب اكثر من ذلك !
وبناءا عليه اذا استمريت في ان تصب فيه اكثر مما يمكن ان يستوعب فإنك ستتلف الكثير من الاشياء حولك.....
وهذا ايضا ينطبق عليك...
فإنك اذا استمريت في غضبك اصبح كوبك مملوءا الى آخره واصبحت تصب فيه اكثر الى ان زاد غضبك واصبحت عصبيا اكثر من اللازم ...
والنتيجة ايضا هنا عبارة عن خسارة كبيرة .....
اذا اردت ان تكون ايجابيا...فتعلم كيف تتحكم في شعورك وتقديراتك ...
وتأكد دائما بأن يكون كوبك خاليا....
تتغير الاحاسيس كما يتقلب الجو....
وهي مثل قطار الملاهي الذي يصعد ويهبط في الهواء..
وتختلف الاحاسيس كألوان قوس قزح ..
فأنت من الممكن ان يبدأ يومك بالسعادة وتكون منسجما
فتبدأ يومك بقراءة الاذكار والقرآن
وأثناء ذهابك لعملك لو ضايقك أي شخص أي شخص بسيارته اثناء قيادتك فأنت تتركه يمر ببساطة وبدون أي انفعال وتذهب الى عملك ...
وفي اليوم التالي مثلا تستيقظ متأخرا ! وتدور حول نفسك ويختلط كل شيء امامك ، كما لو ان هناك حريقا بالمنزل ،
وترتدي ما يقابلك واذا ضايقك احد في الطريق تكون في منتهى العصبية
وتصل الى عملك وانت في حالة غليان....
في الواقع فإنه من الممكن ان يكون كوبك مملوءا الى اخره ثم يفرغ ويملأ مرة اخرى ثم يكون فارغا، وهكذا اكثر من مرة باليوم...
تستيقظ صباحا وتشعر ان يومك سعيدا...فهل تظن ان كوبك مملوء ام فارغ؟ بالطبع فارغ
واثناء استعدادك للخروج والذهاب الى عملك انقطع التيار الكهربائي..
وتوقفت كل الاشياء التي تدور بالكهرباء ...
فهل تظن عندئذ ان كوبك مملوء ام فارغ ؟... بالطبع اخذ بالامتلاء ..
وبعد ذلك تبدأ بتشغيل السيارة ولكنها لا تدور ...
فهل كوبك مملوء أم فارغ؟ طبعا امتلأ اكثر...
واخيرا تدور السيارة وتشعر ان الكوب قد فرغ قليلا... اليس كذلك ؟...
وفجأة واثناء قيادتك للسيارة تلاحظ ان سيارة الشرطة تطلب منك التوقف ويبلغك مندوب الشرطة انك تعديت السرعة المسموح بها ويقوم بتغريمك...
بالطبع الكوب الآن امتلأ اكثر ...
واخيرا تصل الى عملك متأخرا 30 دقيقة، ويطلبك رئيسك لمقابلته في مكتبه
وتذهب لمقابلته وانت تشعر ان كوبك مملوء الى آخره....
يفاجئك بأنه قد تمت ترقيتك...!
والان ما هي اخبار الكوب...
طبعا افرغ ما في جعبته.....
تذهب الى مكتبك وانت تكاد تطير من الفرح ....
ثم تتسلم مكالمة تليفونية من صديق لك يخبرك ان منزلك قد شبت به النار...
طبعا يمتلأ الكوب مرة أخرى.... الى آخره وبسرعة.
فكما ترى الاحاسيس تتقلب مثل احوال الطقس....
ولكن ....دعني أسألك..... سؤالا آخر :
هل أنت واحد من هؤلاء الذين يسمحون لأي جملة ان تؤثر على أحاسيسهم؟؟؟؟
لنفكر معا ؟؟
اذا وجّه احدكم لك نقدا او لوما او... او...
بماذا تشعر....
تشعر بالاهانة... لماذا ؟
هل اهانك فعلا.... أم انك انت الذي فهمت ذلك ؟
هل أمرك ان تشعر بهذا الاحساس.... أم ان هذا قرارك انت ؟؟؟؟
هل رأيت ما حدث....
ففي أقل من دقيقة وبجملة واحدة ...فقط
استطاع احدهم ان يؤثر على احاسيسك !!!
اذن... فالموضوع ليس فقط اسلوبا... ولكنها طريقة متكاملة في الحياة ...
تبدأ في السيادة على النفس والتحكم بالعواطف وبالحالة الذهنية طبعا....
لو قام صديقك في العمل بتحيتك تحية لطيفة صباحا... هل يؤثر هذا على احساسك..؟
ولو حدث العكس ولم ينظر اليك! فهل لهذا تأثير على احساسك؟؟؟
أؤكد لك ان معظم الاجابات ستكون " نعم "
وهكذا....
أي شيء يحدث لنا يكون له تأثير على احاسيسنا....
فأنت تتذوق شيئا ويكون له تأثير على احساسك...
وتشم وترى وتسمع أي شيء......
يؤثر كل هذا على احساساتك ...
الحقيقة انه لا يوجد لدى أي انسان آخر القدرة ليجعلك تشعر بالنقص دون رضاك انت...
وفي الواقع لا يمكن لأي انسان ولا أي ظرف ان يجبرك على الاحساس بشيء ما دون موافقتك انت...
فأنت قبطان سفينتك والحارس على عواطفك ...
والعواطف كالمصعد ، ترتفع وتنخفض...
ولكنك انت المتحكم فيها...
فالطريقة التي تنظر بها لأي موقف تسبب لك التعاسة او السعادة
وفي الحقيقة...
كل منا كان ضحية للشعور بالضيق في وقت ما في حياتنا ، وكنا ايضا سجناء للعواطف السلبية ، التي قد تكون في صورة الم او خوف او حزن ....
والبعض بدل ان يختاروا اللجوء الى الله والاعتصام بحبله
يحاولون الهرب من هذا الضيق بممارسة العادات والافعال السيئة المخالفة لشرعنا
عدا عن انها لها آثارها السيئة ، فهي تسلب الانسان مقدرته على الشعور والاحساس وتعطيه مهربا مؤقتا كاذبا.....وآثارها طبعا اوسع من هذا كثيرا على المدى الطويل....
اجعل حياتك حافلة بالجهاد والانجازات والعطاءات...
فإن معنى الحياة ..... هو المعنى الذي تضعه لنفسك ...
و كل يوم هو عبارة عن بداية جديدة
وكل لحظة هي نعمة من الله عز وجل....
قال تعالى :
" ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون "
والآن ... ألم يحن الوقت بعد حتى نبطل السلوك السلبي ونحوله الى سلوك ايجابي ؟؟؟
( && حدد لحياتك معنى وكيان && ) !!!
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
