تقول الاساطير .....
شاب جميل الوجه والمنظر اعتاد ان يذهب كل يوم لينظر ويتمتع بحسن صورته على صفحة مياه البحيرة.
وكان يستغرق في تأمل صورته بافتتان إلي درجة أن سقط ذات يوم في البحيرة و.. غرق!
وفي المكان الذي سقط فيه ذلك الشاب نبتت زهرة باسم "النرجس"..
وعندما مات الشاب جاءت حوريات الغابات إلي ضفاف تلك البحيرة العذبة المياه فوجدتها قد تحولت إلي مستودع لدموع مالحة..
فسألت الحوريات هذه البحيرة: لِمَِ تبكين؟! فردت البحيرة: أبكي على نرجس.
عندئذ قالت الحوريات للبحيرة: لا غرابة فنحن أيضاً كنا نتملى من جمال هذا الشاب في الغابة.. فأنت لم تكوني الوحيدة التي تتمتع بجماله عن قرب.
فسألتهن البحيرة: هل كان نرجس جميلاً؟!
فردت الحوريات في دهشة: من المفترض أنكِ تعرفين جمال نرجس أكثر منا، فقد كان ينظر إليكِ ليتمتع هو بجماله يومياً.
فسكتت البحيرة لفترة ثم قالت: إني أبكي على نرجس، غير أني لم أنتبه قط إلي أنه كان جميلاً.
أنا أبكي على نرجس لأنه في كل مرة تقولون أنتم أنه كان ينحني فوق ضفتي ليتمتع هو بجماله، كنت أرى أنا في عينيه طيف جمالي..!!
قرأت اسطورة النرجسية او ( النرسيسية ) عدة مرات.....
وفي كل مرة يدهشني تساؤلي عن العلاقة التي ادت الى ربط نبات النرجس بهذه الاسطورة
ويدهشني اكثر ... لماذا يشتق العلماء اسم علمي ( لمرض نفسي ) من بخور الاساطير !
هناك الكثير من النقاط والثغرات التي تستوقف العقل وتستفزه لتستنطقه الحقيقة ...
حقيقة انفسنا الخجولة والمختفية خلف اسوار الخوف من الاتهام الذي وجّه لزهرة النرجس !
هل هذه الاسطورة زرعت في اذهاننا لنبذ الشعور بالتميز عن الآخرين وتعزيز فضيلة التواضع ؟؟
ماذا يمكن ان تكون نظرتك لشخص يفتخر بأنه نرجسي بموهبته، وأنه لم يسقط أبدا في فخ الأشياء التافهة.. ؟
هل تستطيع الاعتراف بعدد من خذلوك في حياتك ؟ وبمدى تأثير هذا على اعتزازك بنفسك ؟؟؟
هل يدهشك التفاؤل ؟ وتستفزك الثقة بالنفس ؟
هل تقلل من قدر نفسك عندما يمدحك الآخرون وتشير الى انك لا تستحق !
هل تقلل من شأن من حولك وتستخف بقدرتهم ، طالما ان لديك الخبرة الواسعة في مجال معين والتي تشعر معها انها تغنيك عن الاستزادة من آراء الغير ؟
هل سمعت بالنرجسية السلبية ...؟ التي يوجهها المرء الى نقاط ضعفه ؟؟
هل تغرق بالاسى عند مواجهتك للصعوبات ؟؟؟؟
هل تعتبر دوما ان هناك اشخاص مسؤولين عن اي فشل تعرضت له ؟
هل انت من الافراد الذين يتعطشون الى المعرفة؟
هل تدافع عن نفسك امام الانتقادات وتشعر انها هجوم حقيقي عليهم،
فترد عليها بدفق من التبريرات ؟؟
هل تخصص جزءا كبيرا من اهتماماتك لاعطاء صورة مثالية عن نفسك امام الاخرين ؟،
بمعنى ....
تحيي امجادك السابقة باستمرار ،
تتحدث كثيرا عن الامنيات التي ستحققها مستقبلا ....
هل تحتاج دائما الى من يبعث في نفسك الاطمئنان،
لانك تشك في انك قادر على النجاح واسعاد الاخرين واكتساب محبتهم.؟؟؟؟
هل تعتقد ان النجاح والسعادة تأتي بالصدفة او بفضل ارادة الاخرين،؟؟؟؟؟
هل انت في اغلب الاحيان، فريسة انتقادات داخلية عنيفة تغرقك في الشك.؟؟؟؟
هل ينتابك غالبا القلق والاضطراب بشأن اللحظات الممتعة في الحياة
لانك تتساءل دائما عما اذا كانت مثل هذه اللحظات ستستمر ام لا !!!!!
هل تعرف ان الشعور بالذنب والحاجة الدائمة للاطمئنان من الآخرين إنما يقود إلى حب الذات
وإلى الأنانية وإلى انعدام السعادة كذلك.؟؟؟؟
بين الكثير من المفاهيم والمصطلحات النفسية ... الغرور ، الثقة بالنفس ، النرجسية ، العظمة
ضاع في داخل الكثير منا اطار هام لا تستقيم شخصيتنا بدونه ......
....... الصوره الذاتيه......
هي مخزون ما نحتفظ فيه لأنفسنا من رضا،،
وهي جزء من وجودنا وشخصيتنا وردود افعالنا ....
قد نعي بها او لا ....
إلا أنها تساهم الى حد كبير في تشكيل استقبالاتنا لأنفسنا وللعالم .
هي مقدار ما نعلمه عن انفسنا وما نفترضه فيها
ومقدار تقييمنا لما نملكه
ومقدار شعورنا نحو كل مخزوننا ؟؟؟ أهو قبول ام رفض وكراهية ....
هي ايماننا بأن علينا ان نبذل الجهود لتتقبلنا الاشياء من حولنا ولنحصل على محبة الاشخاص المحيطين بنا ....
صورتنا الذاتية باختصار ...
هي قيمتنا الداخلية !!!!
وكلما كانت صورتنا الذاتيه قريبه من واقعنا وما يراه أغلب الناس حولنا
كلما كانت هذه الصوره الذاتيه صحيحه وفعّاله .
هل كشفت يوما صورتك الذاتية ... وهل انت قادر على تحليل ملامحها ؟
ما هو مفهومك عن نفسك ؟
كيف تصف شخصيتك ؟
وماذا ستكتب عن نفسك ؟؟؟؟
ان تدني وضعف تقدير الذات... مرض نفسي خطير وماكر
لأنه يتغلف بالكثير من الاغلفة الايجابية التي تحجب الكشف عن المرض ومعالجته
مثل التواضع الشديد .....
عدم القدرة على ايذاء الآخرين..... عدم القدرة على الكذب عليهم وخداعهم ...
الرغبة دوما بالاقتراب والالتصاق من الاشخاص المنبوذين اجتماعيا والذين يعتبرون اقل منزلة من غيرهم ...
رفض العنصر المادي دوما والاعتذار عن القيام بالمهمات العملية التي تحقق جانبا كبيرا من التطور العملي والعلمي....
التنازل بسهولة كبيرة عن الحقوق الشخصية واللجوء الى الاعتذار المتكرر.....
اعلم ان الصوره الذاتيه الصحيه لنفسك هي القدرة على تقييم إيجابي واقعي للنفس الذي يقبل بوجود عيوب , ويقبل بحقيقةوجود ايجابيات وتوافر القدره على تغيير العيوب
ومواجهة مصاعب الحياه ....
لا تركز اهتمامك على ما وقعت به من أخطاء وعلى نقاط ضعفك .....
فالحياة لا تسير كما تريد دوما ....
ولا تجلد نفسك على اخطائها بلا رحمة
فإنك لن تسعد ابدا في الحياة هكذا ...
بل ركز على ما تمتلكه من ايجابيات لتقويم الاخطاء او الامتناع عن الوقوع بها مستقبلا ....
وها هو القرآن الكريم يتناول الكثير من الآيات التي تتضمن التقريع والتوبيخ على الاخطاء ، ولكنه يربت على ظهورهنا ويقول لنا: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ**
احكم على نفسك بنفس المعايير التي تحكم بها على الآخرين !
ولا تستخدم معايير مزدوجة لتقييم نفسك والآخرين
فأنت بهذا تقوم بعملية هدم ذاتك وتقويض نفسك
فالبناء لا يقوم على الماء!
اذا كانت النصائح دوما في اتجاه واحد وهو عدم التعالي والكبرياء......
الا انك ايضا ينبغي ان تكون عادلا مع نفسك فلا تحط من قدرها وقيمتها...
حاسب نفسك الحساب الإيجابي الذي يولد العمل والإنجاز والثقة بالذات،
وليس المقت السلبي الذي يورث القلق والفزع واحتقار الذات والصراع معها.
فإن الإحساس بتدني قيمة الذات يعمل على تآكل الحياة،
ويجعل الإنسان ينزلق إلى ما هو أسوء مع اليأس والإحباط،
ولكن نظرة الاحترام إلى الذات تدفع الإنسان إلى معالي الأمور والحذر من الوقوع في الزلل.
قالوا ....
كل شخص منا لديه مشاعر نقص ......
احيانا تقودنا هذه المشاعر الى العمل بجد ,
واحيانا تكون شديدة وغامره لدرجة انها تؤدي لتجنب الحياه والعمل تماما .
وقالوا ايضا .....
احترام الذات .... هي مقدمة السفينة، التي تسمح باستقرار الابحار والحفاظ على التوازن.
والحقيقة انه ....
أمام مصاعب الحياة، يلعب احترام الذات دورا توازنيا، فهو مثل جهاز المناعة في الجسم، يتيح لنا مقاومة العوامل الخارجية، ويلعب دور الحماية على الصعيدين العاطفي والنفساني.
ان النفس البشرية لها قيمتها الكبرى، وأن الله أودع فيها من الطاقات والقدرات العظيمة التي استحقت بها الاستخلاف في الأرض،
وأن الله ـ تعالى ـ قد كرم الإنسان وفضله على سائر خلقه،
من خلال هذه النظرة فإن على كل منا أن يحاول أن يستمسك بهذا الموقف من النظرة الإيجابية غير المشروطة تجاه أنفسنا.
واحترام الذات يقدم لنا الأساس لكي نكون كرماء ومنتجين مع الآخرين،
فالشرع دائمًا يخاطب النفس بخطاب مزدوج ليحقق لها التوازن، فدائمًا هناك الخوف وهناك الرجاء، هناك المغفرة وهناك العقاب،
فأنت قد أعطاك الله المواهب وجعل لك قيمة في هذه الحياة،
ولكن لعمل وللخلافة في الأرض
وليس للكبر والبطر والغرور والاستبداد ،
او الحط من قيمة النفس واذلالها بالتقريع والتأنيب المستمر ...