هل للأشكال التي تُرى في النوم دلالات معينة؟
سؤال:
هل للأشكال التي تُرى في النوم دلالات معينة
فما معنى الدائرة ، أو المربع ، أو المستقيم ، وغيرها ، لو رآها الإنسان في نومه ؟
ناقشت هذا الموضوع في البرنامج ، وها أنا أكتب أهم النقاط التي طرحتها هنا ؛ لرغبة الكثيرين من الزوار لموقعي ، والذين سألوا عن هذا الموضوع ، أو غيره من المواضيع التي ذكرتها في الجزء الذي ذكرت فيه عناوين الحلقات ، وأعدهم أن أذكـر الحلقات – كتابة – تباعاً . وابتداءً ، فلا بد من التذكير بأن الرؤيا تتكون من عدة رموز ؛ ولا بد من النظر بها جميعا ، للوصول إلى المعنى الصواب بإذن الله ، بمعنى أنها رموز مُتداخلة ، فلا ننظر إلى رمز منها ، ونهمل الآخر . والرؤيا عندي كُتلة واحدة .
ولنبدأ مناقشة معاني بعض الأشكال :
والله أعلم .
1/ الدائرة :
ومعانيها تدور بين المكر والخديعة أو الحيلة ، أو ما يعرف ب: اللف والدوران ، وعدم المصارحة ، والتكاشف ، أو العذاب وسوء الخاتمة ، بمعنى أنها في مجملها معاني سلبية ، أو سيئة ، ومن النصوص التي يمكنك تأملها ، وتقيس عليها قوله تعالى : [ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ....] .
2/ المستقيم :
ومعانيه تدور بين الانضباط في الأعمال ، وعدم مخالفة الشريعة ، أو التشريعات ، أو القوانين الوظيفية ، وكذلك عدم الإتيان بالبدع أو المعاصي على مستوى العبادة ، ويمكنك تأمل هذا في بعض النصوص ، ومنها [ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ] [وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ] .
3/ الطول أو الطويل :
ومعانيه تدور بين الغنى والرفعة ، وقد يرد بمعنى التكبر ، أو طول المدة والمكث ، وكثرة الصدقة ، ويمكنك تأمل هذا في النصوص التالية : قال تعالى : [ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا] وقال : [ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ] وقال : [ ... اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ....] . وقد ورد وصف المؤذنين بأنهم أطول الناس أعناقا يوم القيامة ، ووصف إحدى بناته بطول اليد ، وهو كناية عن الصدقة ، وغير هذا من النصوص التي يمكنك تأملها ، وتنطلق منها عند التعبير .
4/ المربع أو المستطيل :
ومن أهم المعاني التي نخرج بها من هذا الشكل العيش في الحياة الدنيا ، والسعي في الكد ، والدلالة على دار العمل والأمل ، ويسند هذا ما جاء في السنة حين رسم الرسول صلى الله عليه وسلم خطا مربعا ، ووضع خطا في داخله خارجا منه ....الخ الحديث ، ولا يخفى على العالم بالسنة.
والمهم عندي أن تعلموا أن لهذا العلم منطلقات ، وأسس شرعية ، وأن المعبر حين تعبيره الرؤيا تدور في ذهنه معان متعددة ، وهو يبحث عن المعنى الصواب للرؤيا ، أو يحاول إيقاعها على المعنى الذي فيه التفاؤل ؛ إن كان المعنى يحتمله ، وهذا شرط أساس عند التعبير .
من مقالات الدكتور فهد العصيمي