وصية  الإمام الشافعي رحمه الله للمتحابين في الله  
 			
 			 			 		  		 		السلام عليكم  ورحمة الله وبركاته
(وصية الإمام  الشافعي رحمه الله للمتحابين في الله )
أخرج  أبو نعيم في حلية الأولياء [ص108]
من طريق  أبي بكر محمد بن محمد البغدادي الوراق قال:
ثناعبدالله  بن محمد بن زياد النيسابوري قال:
سمعت  يونس بن عبد الأعلى يقول :
قال لي  الشافعي ذات يوم :
إذا  بُلغت عن صديق لك ماتكرهه , فإياك أن تبادر بالعداوة, وقطع الولاية فتكون  ممن أزال يقينه بشك , ولكن ألقِه وقل له بلغني عنك كذا وكذا, واحذر أن تسمي  المبلّغ , فإن أنكر ذلك فقل له , أنت أصدق وأبر, ولا تزيدن على ذلك شيئا ,  وإن اعترف بذلك فرأيت له في ذلك وجهاً بعذر فاقبل منه , وإن لم يرد ذلك  فقل له , ماذا أردت بما بلغني عنك؟
فإن ذكر  ماله وجه من العذر فأقبله , وإن لم يذكر لذلك وجها لعذر وضاق عليك المسلك ,  فحينئذ اثبتها عليه سيئة أتاها ثم أنت في ذلك بالخيار , إن شئت كافأته  بمثله من غير زيادة وإن شئت عفوت عنه , والعفو أبلغ للتقوى
وأبلغ في  الكرم لقوله تعالى ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن  عفا وأصلح فأجره على الله إن الله لايحب الظالمين)
فإن  نازعتك نفسك بالمكافأة , فاذكر فيما سبق له لديك من الإحسان , ولا تبخس  باقي إحسانه السالف لهذه السيئة .
فإن ذلك  الظالم بعينه وقد كان الرجل الصالح يقول :  رحم الله من كافأني على إسأتي من غير أن يزيد ولا يبخس حقا لي .
يايونس  إذا كان لك صديق فشديديك به فإن اتخاذ الصديق صعب , ومفارقته سهل , وقد كان الرجل الصالح يشبه سهولة مفارقة الصديق بصبي  يطرح في البئر حجراً عظيماً فيسهل طرحه عليه ويصعب إخراجه على الرجال
فهذه  وصيتي لك ......والسلام
قال الشافعي رحمه الله :
أهين  لهم نفسي لكي يكرمونها
ولن  تكرم النفس التي لا تُهينها