قرأت هذا الموضوع للدكتور "عائض القرني "من كتابه"لا تحزن" فأحببت نقله لكم.
*************
(لقد خلقنا الإنسان في كبد).
يقول أحمد بن حنبل،وقد قيل له :متي الراحة؟
قال:إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت.
لا راحة قبل الجنة ،هنا في الدنيا ازعاجات وزعازع وفتن وحوادث ومصائب ونكبات ،مرض وهم وغم وحزن ويأس.
طبعت علي كدر وأنت تريدها
صفوا من الأقذاء والأكدار.
أخبرني زميل دراسة من نيجيريا،وكان رجلا صاحب أمانة أخبرني أن أمه كانت توقظه في الثلث الأخير .
قال:يا أماه أريد الراحة قليلا .
قالت:ما أوقظك إلا لراحتك ،يا بني إذا دخلت الجنة فارتح.
كان مسروق-أحد علماء السلف-ينام ساجدا فقال له أصحابه :لو أرحت نفسك ،فقلت:راحتها أريد.
إن الذين يتعجلون الراحة بترك الواجب إنما يتعجلون العذاب حقيقة.
إن الراحة في أداء العمل الصالح واستثمار الوقت فيما يقرب من الله.
إن الكافر يريد حظه هنا،وراحته هنا.
(إن هؤلاء يحبون العاجلة)ولا يفكرون في الغد ولا في المستقبل ولذلك خسروا اليوم والغد والعمل والنتيجة والبداية والنهاية.
وهكذا خلقت الحياة ،خاتمتها الفناء فهي شرب مكدر،وهي مزاج ملون لا تستقر علي شئ ،نعمة ونقمة،شدة ورخاء،غني وفقر.
هذه هي النهاية:
(ثم ردوا إلي الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).