عن ابن عباس قال:إن الوليد بن المغيرة جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :اقرأ علي فقرأ عليه قوله تعالي(إن الله يأمركم بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربي )فقال:أعد فأعاد فقال:والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلي عليه.وإنه ليحطم ما تحته وما يقول هذا بشر.
وفي رواية أن الوليد بن المغيرة قال وقد حضر الموسم(ستقدم عليكم وفود العرب من كل جانب وقد سمعوا بأمر صاحبكم فأجمعوا فيه رأيآ ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضآ فقالوا :فأنت قل .قال بل قولوا وأنا أسمع قالوا:نقول كاهن .قال:ماهو بزمزمة الكهان ولا سجعهم قالوا نقول مجنون .
قال:ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فماهو بخنقه ولا وسوسته ولا تخالجه .
قالوا:نقول شاعر
قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه .
قالوا نقول ساحر .
قال :ما هو بساحر لقد رأينا السحرة وسحرهم فما هو بعقدهم ولا نفثهم .
قالوا:فما نقول يا أبا عبد شمس ؟.
قال ما نقول من شئ من هذا إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول أن نقول ساحر يفرق بين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك.
فجعلوا يجلسون للناس لا يمر بهم أحد إلا حذروه الرسول صلي الله عليه وسلم فأنزل الله في الوليد بن المغيرة قوله(ذرني ومن خلقت وحيدآ)إلي قوله(سأصليه سقر).
وأنزل في النفر الذين كانوا معه يصنفون القول في رسول الله وفيما جاء به من عند الله (الذين جعلوا القرآن عضين ) أي أصنافآ.
فسبحان الله العادل الذي أنصف رسوله وأزاح عنه كيد الكائدين.
عقاب المتآمرين علي النبي صلي الله عليه وسلم.
