·جلست الزوجة تحدث زوجها عن زيارتها لصديقتها وأنها قدمت لها طبقاً من السمك المشوي لم تذق مثله من قبل, فطلب الزوج من زوجته أن تأخذ الطريقة ليذوق هذا الطبق الذي لا يقاوم. اتصلت الزوجة وبدأت تكتب الطريقة وصديقتها تحدثها فتقول " نظفي السمكة ثم اغسليها، ضعي البهار ثم اقطعي الرأس والذيل ثم أحضري المقلاة .." هنا قاطعتها الزوجة: ولماذا قطعتي الرأس والذيل؟
فكرت الصديقة قليلا ثم أجابت: لقد رأيت والدتي تعمل ذلك! ولكن دعيني أسألها. اتصلت الصديقة بوالدتها وبعد السلام سألتها: عندما كنت تقدمين لنا السمك المشوي اللذيذ لماذا كنت تقطعين رأس السمكة وذيلها؟ أجابت الوالدة: لقد رأيت جدتك تفعل ذلك! ولكن دعيني أسألها. اتصلت الوالدة بالجدة وبعد الترحيب سألتها: أتذكرين طبق السمك المشوي الذي كان يحبه أبي ويثني عليك عندما تحضرينه؟
فأجابت الجدة : بالطبع، فبادرتها بالسؤال قائلة: ولكن ما السر وراء قطع رأس السمكة وذيلها؟ فأجابت الجدة بكل بساطة وهدوء: كانت حياتنا بسيطة وقدراتنا متواضعة ولم يكن لدي سوى مقلاة صغيرة لا تتسع لسمكة كاملة!
تمثل هذه القصة واقع الكثير من العاملين في المنشآت، فهم يستمرون بالقيام بأعمال روتينية واتخاذ إجراءات معينه وإتباع حلول متكررة دون التفكير في المتغيرات والمستجدات لأن أبسط وأسهل شيء هو أن نفعل ما كنا نقوم به دوماً وهذا بدوره يسبب هدراً لا داعي له ويكبد مصاريف كان بالإمكان تلافيها. ومع التحديات والمنافسة المتزايدة يحتاج العاملون إلى ابتكار أفكار جديدة وإيجاد حلول للمشاكل التي تواجههم بعيداً عن أسلوب التفكير الرتيب والوسائل التقليدية المكلفة.
·حينما تلقى مصنع صابون ياباني شكوى من عملائه أن بعض العبوات خالية اقترح مهندسو المصنع تصميم جهاز يعمل بأشعة الليزر لاكتشاف العبوات الخالية خلال مرورها على سير التعبئة ثم سحبها آلياً من سير التعبئة، ومع أن الحل مناسب إلا أنه مكلف ومعقد وفي المقابل ابتكر أحد عمال التغليف فكرة بسيطة وغير مكلفة وذلك بأن توضع مروحة كبيرة بدلاً من جهاز الليزر بحيث يوجه هوائها إلى السير فتقوم بإسقاط العبوات الفارغة قبل وصولها إلى التخزين!
·واجه رواد الفضاء الأمريكيون صعوبة في الكتابة نظراً لانعدام الجاذبية وعدم نزول الحبر إلى رأس القلم! وللتغلب على هذه المشكلة أنفقت وكالة الفضاء الأمريكية ملايين الدولارات على بحوث استغرقت عدة سنوات ولكنها في النهاية أنتجت قلما يكتب في الفضاء والماء وعلى أرق الأسطح وأصلبها وفي أي اتجاه. وفي المقابل تمكن رواد الفضاء الروس من التغلب على المشكلة بلا نفقات ولا تأخير وذلك باستخدام قلم رصاص!
·أتى زبون إلى وكالة سيارته يشكو من أنه حين يذهب لشراء البوظة من المتجر المجاور لبيته فإن سيارته لا تعمل إذا اشترى بوظة بالفراولة! أما إذا اشترى بوظة بالشوكولاته أو الفانيلا فإنها تعمل! ظن موظف الاستقبال أن الرجل يمزح أو أنه غير عاقل! ولكن الزبون أصر فأرسلت الوكالة مهندساً فوجد أن المشكلة حقيقية وأحتار في تفسيرها! واستمرت المشكلة والوكالة تهملها لأنها لا تعرف كيف تفسرها، حتى بحث مهندس "غير تقليدي" المشكلة وكشف اللغز! فقد كانت عبوات بوظة الفراولة تباع جاهزة في مدخل المحل لذا لا يستغرق شراؤها سوى دقيقتين بينما يحتاج شراء بوظة الشوكولاته والفانيلا إلى خمس دقائق وكان نظام تشغيل السيارة يسخن بسرعة بحيث لا يعمل مره أخرى عندما تطفئ السيارة إلا بعد أن يبرد قليلا وذلك بعد 4 دقائق تقريبا!
ضغوط العمل تزيد المشكلات النفسية
ربط خبراء علم النفس بين زيادة معاناة الموظفين لمشكلات نفسية وبين المتغيرات السريعة في سوق العمل والتي تقترن بزيادة الضغوط والخوف.
ويقول البروفيسور أولريش شتانجير رئيس قسم علم النفس السريري بجامعة يينا الألمانية "لم يعد كثير من الناس قادرين على التكيف مع التغيرات السريعة ويعانون اضطرابات". وأشار في هذا الإطار إلى أن الخوف من فقد الوظيفة والمطالب المتزايدة والمنافسة والأنانية والتقنيات الحديثة وإعادة الهيكلة هي بعض العناصر التي تؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية في أماكن العمل.
وتصدر الاكتئاب قائمة الأمراض النفسية يليه الأمراض الجسمانية ثم إدمان الخمور خاصة بين الرجال.
وقال شتانجير إن التغيب عن العمل بسبب الأمراض النفسية تضاعف في ألمانيا منذ عام 1990 موضحا أن المشكلة زادت بشكل ملحوظ في الفئة العمرية بين 19 و25 عاما وتصل نسبة إصابة النساء بها ضعف نسبة إصابة الرجال.
من جانبه أوضح الأخصائي النفسي هانزيورج بيكر في فرانكفورت أن هناك نوعا آخر من الأمراض النفسية مضيفا "لا يبلغ الموظف (الموظفة) عن مرضه ويأتي إلى المكتب ويحملق في جهاز الكمبيوتر الخاص به دون أن يعرف أحدا ماذا يفعل".
ويضيف بيكر أن العلاقات الإنسانية والاتصال وبناء الفريق ومجموعات العمل أصبحت أهم من ذي قبل. ففي الماضي كان الشركات تتبنى فلسفة "نحن أسرة واحدة" لكن "كل واحد يشعر بالمسئولية عن نفسه فحسب".
وتابع "المنافسة بين الموظفين أصبحت أكثر وضوحا ومباشرة حيث من المفترض أن يظهروا قدرتهم على الإنجاز ومدى المرونة وهو ما يمثل اختلافا جذريا عن الماضي".
وقال بيكر إن النتائج النفسية لذلك هي الشك والخوف والغضب والانسحاب وخيبة الأمل ويؤكد "لكي تعمل بشكل جيد تحتاج لشيء مثل الاستقرار".
وأكد أن ورش التدريب والإدارة الصحية أصبحت أكثر أهمية وتحولت مجالس العمال بشكل متزايد إلى مجالس استشارية للموظفين أكثر من نضالها من أجل حقوقهم.