قد يبدو الأمر مضحكا وكوميديا ولكنه حقيقي ، وأبعاد الكوميديا فيه ستظهر بوضوح مع متابعة الحادثة
إحدى الزوجات كانت تقضي ليلتها كالعادة في الصلاة والدعاء لزوجها المسافر عنها
وكان في تلك الليلة أن رأت حلما مزعجا ، وهو أن زوجها يطردها ويسيئ معاملتها ، وبعد ان استفاقت كانت تشعر بمرارة عميقة مما رأت ، ثم استحضرت بعض التصرفات القديمة لزوجها وبعض العبارات له ، تأكدت على ضوء ذلك ان هذا الحلم لم يأت من فراغ ! وأنه لا شك من وجود الأسس القديمة القوية لهذا الشعور الغامض،
وشعرت بكره شديد وتحامل كبير على زوجها الذي طردها وأساء معاملتها ( في الحلم ! )
رغم انه لم يحدث بينهما ( في الحقيقة ) ما يستدعي كل هذا !
وأصبح موضوعهما يشبه فلما كارتونيا قديما كنا نتابعه في طفولتنا ، عندما قام الزوج بعادته كل صباح في حمل الزهور لزوجته وايقاظها من النوم ،و صدف ان كانت زوجته تحلم بأنه يعذبها بالكي بالنار ، فما كان منها بعد ان فتحت عينيها وهي تحت تأثير الحلم الا وان حملت آنية الزهور وألقتها فوق رأسه !
وهكذا فعلت هذه الزوجة بشكل آخر ، ايقظت زوجها بإتصال تلفوني في منتصف الليل وبدأت تكيل له الاتهامات
وتحمله مسؤولية الحلم وتفاصيله ، وكان من الصعب ان تصدّق في ذلك الوقت ان حلمها كان عبثا وقد قضت ليلتها في الصلاة والدعاء لهذا الزوج ! الذي ظهر على حد فهمها شعوره الحقيقي ما يخفيه وينويه لها ...
ولم يتحمل الزوج هذه الاتهامات التي وصلته بلا سبب وفي هذا التوقيت !
وبدأ يدافع عن نفسه ويذكرها ببعض الاحداث القديمة وحقيقتها
وأصبح كل منهما يكيل الاتهامات للآخر ، وكاد أن ينتهي الأمر مأساة ، لولا التعوذ من الشيطان
سمع البعض من معارفهما بما حصل ....وما يكاد أحد يسمع الا ويغرق في الضحك
هل من المعقول أن نصدق أحلامنا وتؤثر فينا الى هذه الدرجة ؟
هل ننتظر اليوم الذي نرى فيه زوجة تشتكي زوجها في المحكمة بسبب أنها حلمت مثلا أنه يضربها ؟
أو زوج يطلق زوجته أو ربما يقتلها لأنه حلم أنها تخونه ؟
وهل من الممكن أن ياتي يوم يتهم فيه الجار جاره بالسرقة بسبب أنه حلم بتفاصيل الجريمة ؟
هل ستصبح قراراتنا ...نتاج أحلامنا ؟
وهل سنكون يوما ما ...في مكان ما .. في موقف ما ..... أخذتنا اليه احلامنا ؟؟