دائماً من المهم أن نسمع؛
وإذا سمعنا أن نصغي ونتفهم!!
************ ********* ********
أعزائي هذه قصة تستحق لحظة وقوف
توقف القطار في إحدى المحطات
مدينة بوسطن الأمريكية وخرج منه
زوجان يرتديان ملابس بسيطة.
كانت الزوجة تتشح بثوب من القطن،
بينما يرتدي الزوج بزة متواضعة
صنعها بيديه. وبخطوات خجلة ووئيدة
توجه الزوجان مباشرة إلى مكتب
رئيس " جامعة هارفارد " ولم يكونا
قد حصلا على موعد مسبق.
قالت مديرة مكتب رئيس الجامعة
للزوجين القرويين : " الرئيس مشغول
جدا " ولن يستطيع مقابلتكما قريبا...
ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة
الريفية حيث قالت بثقة : " سوف
ننتظره ". وظل الزوجان ينتظران
لساعات طويلة أهملتهما خلالها
السكرتيرة تماما على أمل أن يفقدا
الأمل والحماس البادي على وجهيهما
وينصرفا. ولكن هيهات ، فقد حضر
الزوجان - فيما يبدو - لأمر هام جدا.
ولكن مع انقضاء الوقت ، وإصرار
الزوجين ، بدأ غضب السكرتيرة
يتصاعد ، فقررت مقاطعة رئيسها ،
ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق
لعلهما يرحلان .
هزالرئيس رأسه موافقاً بغضب.
وبدت عليه علامات الاستياء ،
فمن هم في مركزه لا يجدون وقتا
لملاقاة ومقابلة إلا علية القوم ،
فضلا عن أنه يكره الثياب القطنية
الرثة وكل من هم في هيئة الفلاحين.
لكنه وافق على رؤيتهما لبضع دقائق
لكي يضطرا بعد ذلك للرحيل.
عندما دخل الزوجان مكتب الرئيس ،
قالت له السيدة أنه كان لهما ولد درس
في " هارفارد " لمدة عام لكنه توفى
في حادث ، وبما أنه كان سعيدا" خلال
الفترة التي قضاها في هذه الجامعة
العريقة ، فقد قررا بتقديم تبرع للجامعة
لتخليد اسم ابنهما.
لم يتأثر الرئيس كثيرا لما قالته السيدة ،
بل رد بخشونة : " سيدتي ، لا يمكننا
أن نقيم مبنى ونخلد ذكرى كل من
درس في " هارفارد " ثم توفى ،
وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من
المباني والنصب التذكارية ".
وهنا ردت السيدة : نحن لا نرغب
في وضع تمثال ، بل نريد أن نهب مبنى
يحمل اسمه لجامعة " هارفارد ".
لكن هذا الكلام لم يلق أي صدى لدى
السيد الرئيس ، فرمق بعينين غاضبتين
ذلك الثوب القطني والبذلة المتهالكة
ورد بسخرية : " هل لديكما فكرة كم
يكلف بناء مثل هذا المبنى ؟!
لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو
على سبعة ونصف مليون دولار!"
ساد الصمت لبرهة ، ظن خلالها هذا
الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص
من الزوجين ، وهنا استدارت السيدة
وقالت لزوجها : " سيد ستانفورد :
ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة
كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل
اسم ابننا؟" فهز الزوج رأسه موافقا.
غادر الزوجان " ليلند ستانفورد وجين
ستانفورد " وسط ذهول وخيبة الرئيس ،
وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة
ستانفورد العريقة والتي ما زالت تحمل
اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي
لم يكن يساوي شيئا لرئيس جامعة
"هارفارد"، وقد حدث هذا عام 1884م .
حقا : من المهم دائما أن نسمع ،
وإذا سمعنا أن نصغي ونتفهم ،
وسواء سمعنا أم لا ، فمن المهم ألا نحكم
على الناس من مظهرهم وملابسهم
ولكناتهم وطريقة كلامهم، ومن المهم أن
" لا نقرأ كتابا أبدا من عنوانه " حتى لو
كان ثمنه عام 1884 سبعة ملايين دولار.
قصة حقيقية رواها " مالكوم فوربز "
ومازالت أسماء عائلة " ستانفورد "
منقوشة في ساحات ومباني الجامعة.
كم تمنيت أن نكون مجتمعاً مستمعاً....
وكم تمنيت أن يكون لدى مجتمعاتنا الإسلامية تلك الروح المحبة للعلم
وكم كانت موازين أولئك الوالدين ثقلت بتلك الصدقة الجارية لو تمكن أحد من دعوتهم للدين الإسلامي
والله إن إسلامنا أولى بتلك المبادرات