لكل جارحة أدب تختص بهِ:
فأدب البصر: نظرك للأخ بالمودة التي يعرفها منك هو والحاضرون ناظراً إلى أحسن شيء يبدو منه غير صارف بصرك عنه في حديثه لك.
أدب السمع: إظهار التلذذ بحديث محادثك غير صارف بصرك عنه في حديثه ولا قاطع له بشيء فإن اضطرك الوقت إلى شيء من ذلك فأظهر له عذرك.
أدب اللسان: أن تحدث الإخوان بما يحبون في وقت نشاطهم لسماع ذلك باذلاً لهم النصيحة بما فيه صلاحهم مسقطاً من كلامك ما يكرهونه ولا ترفع صوتك عليهم ولا تخاطبهم إلا بما يفهمونه ويعلمونه.
أدب اليدين: بسطهما للإخوان بالبر والصلة ولا تقبضهما عنه ولا عن الإفضال عليهم ومعونتهم فيما يستعينون به.
أدب الرجلين: أن تماشي إخوانك على حد التبع ولا تتقدمهم فإن قربك إليه تقرب بقدر الحاجة وترجع إلى مكانك، ولا تقعد عن حقوق الإخوان ثقة بالأخوة لأن الفضيل رحمه الله قال: ( ترك حقوقهم مذلة ) وتقوم لهم إذا أبصرتهم مقبلين ولا تقعد إلا بقعودهم وتقعد حيث يقعدونك. مشي
أما آداب البواطن:
- واعلم يا أخي وفقك الله للرغبة في أدب الصحبة أن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن.
- قال الجنيد لأبي حفص رحمة الله عليهما: ( أدبت أصحابك أدب السلاطين ) فقال: ( لا يا أبا القاسم ولكن حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن).