لا زلت يا أمي أتذكر ذلك اليوم العصيب
يوم ليس كباقي الأيام
يوم اختلطت فيه مشاعري
بين الخوف والأمل
نعم خائفة لأني من بحثت وسعيت للسفر
ومن ثم كان إصراري وإقناعي لكي
وبعد أيام وأسابيع طويلة
نجحت في إقناع الأسرة
وتم اتخاذ القرار الذي كنت تخافين منه
ولكن كما عهدتك دوما متوكلة على الله جل وعلا
أماه
يوم 28/1/2008م
طبع في ذاكرتي ولن أنساه ما حييت
نعم ... أذكر بأنك تعرضتي لعدة عمليات
ولكني كنت صغيرة في ذلك الوقت
أما في هذا التاريخ فكان الوضع مختلف جدا
أماه
أعلم أنك لم تنامي ليلتها ... ولا أنا
ولكني تظاهرت بذلك من أجلك
ويا الله كم هي ساعات الليل طويلة
وطويلة جدا
أردت أن أفتح عيني لأراك بخير
تخيلاتي لا تنتهي ...
يا الله صبرني واربط على قلب أمي
جاء يوم جديد ...
يوم ليس كباقي الأيام
والتفت الأسرة حولك لتشعري بالأمن والأمان
ومع ذلك ... اشعر بأنفاسك الثقيلة رغم ابتسامتك الحزينة
أرى ضغطك قد ارتفع ... فاطمنك بأن لا تخافي
فتردين علي قائلة :
بل أنتي لا تخافي علي ...
أماه وأنتي في هذا الموقف العصيب تخافين علي
تخافين أن أفزع و أبكي
فوالله يا أمي الغالية لو بكيت دما لن أوفيك حقك
نعم اعترف أني بكيت أياما طوال دون أن تريني
ولكن إحساس الأم كبير جدا جدا
فتشعر بأبنائها مهما حاولوا
سرنا معك ... إلى أن منعنا
عدنا لإنتظارك ولكنها ساعات طوال
فخرج الأخوة ... ولكني أبيت الخروج معهم
وها أنا أمشي بين غرفتك وغرفة العمليات لعل الساعات تمشي معي
ثم نفذ صبري وزاد قلقي وخوفي
فقررت أن أدخل إلى غرفة العمليات
أريد من يطمني ولو بكلمة ...
انظر من خلال النافذة الصغيرة ولكن لا أرى أحدا ولا أسمع صوتا
فإذا بصوت من خلفي يقول : هل تريدين الدخول
فالتفت قائلة : نعم
فقالت : اضغطي هذا الزر وسيفتح الباب
يا الله ... بهذه السهولة
حينها أدركت بأني لا أرى أمامي بالفعل
ضغطت الزر .... ودخلت
ويا ليتني لم أدخل
لم أرى بشرا أمامي
فقط أصوات لأجهزة مخيفة ومخيفة جدا
وكأننا في مصنع ... الله المستعان
وبدأت أتخيل ما يحدث لأمي وخصوصا إني رأيت خطوات العملية مسبقا
فيا الله ... ضاقت نفسي فذكرت الله
تجرأت لعدم وجود أحد فقلت أكيد أمي في تلك الغرفة
فأردت الاقتراب أكثر لأسمع هل يتحدث الأطباء بشأنها
فإذا بأحد الممرضين يدخل فجأة ليحذرني من عدم تجاوز
الخط الأحمر
فأدركت بأني مخطئة فقد أسبب لهم قلقا ويؤثر سلبا على والدتي
فخرجت مسرعة من المكان بعد أن تطمنت بأن نصف المرحلة
قد انتهى و الحمد لله
................... وللحديث بقية