تمهل يا ولدي ..
لا تجعلني أفقدك ...
لا تجعلني أبكيك ألماً ..
لا تجعلني أبكيك حسرة ..
أرجوك يا ولدي ...
لا تجعل دمعتي حزينة لفقدك ...
لا يا ولدي ...
لا أقوى أن أراك بعاهة مستديمة ...
لا أقوى أن أراك ميتاً ...
لا أقوى أن أراك مكفناً ..
لا أقوى أن أرى من يصلون عليك ...
لا أقوى أن أرى من يذهبون بك إلى القبر ...
لا أقوى أن أقف في عزائك ...
نعم يا ولدي ... أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره ...
ولكن ... تمهل يا ولدي ولا تستعجل ... تمهل ولا تسرع ...
تمهل لأنك ما أتمناه في هذه الحياة ...
تمهل لأنك من أستند إليه وقت ضعفي ...
تمهل لأني أريد أن أفرح بك ...
تمهل لأن هناك من ينتظرك ...
ولدي ...
أنت ثمرة حياتي ... أنت ثمرة فؤادي ...
أنت من تحملتُ الكثير والكثير في سبيل تربيته وتعليمه ...
ولدي ... لا تتعجل واسمعني ...
عندما رزقني الله تعالى بك ، حمدتُه سبحانه على نعمته ... وبنيتُ لك آمالاً وأحلاماً كثيرة ...
فقلتٌ في نفسي : (( سأربيه على كذا ... وأعلمهُ كذا ... ليصبح ذو شأن ومنصب في الحياة ... وأغرس فيه ديناً وقيماً تنفعهُ في آخرته ... وأزوجه فلانة لأنها صالحة ... ودعوتُ الله أن يرزقني بأحفاد كما رزقني بك ... ))
أحلامي يا ولدي غير منتهية ...
ولكن ... آآآه ... ثـم آآآه يا ولدي ...
(( أتـــهــدم كــل أحـلامــي بـلـحـظـة طـيـش ))
لـمـاذا يا ولدي العجلة ؟
ألا تعلم أن في العجلة الندامة ...
لماذا تسرع في قيادة السيارة ؟
ألا تتقي الله في نفسك ، وفي أرواح الآخرين ..
لماذا تتحدث بالهاتف أثناء القيادة ؟
ألم أقل لك ... (( لا تـتـصل حـتـى تــصــل ))
هل الرسالة التي تصلك عبر الهاتف لتنهي بها حياتك وحياة الآخرين أهم من رسالتي إليك ؟؟؟
فكر ثم فكر ثم فكر ...
ولا تتعجل ولا تسرع في الإجابة ... كما تسرع في القيادة ...
(( ** حـنـانـيـك يـا ولـدي ** ))
بعض الردود التي وصلتني ...
