موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الساحات العامة والقصص الواقعية > ساحة الموضوعات المتنوعة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 14-05-2006, 09:10 AM   #1
معلومات العضو
القطوف الدانيه

افتراضي ( هدهد سليمان عليه السلام )

يقول تعالى ( وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ) ( النمل :20 )

مادة فقد ، الفاء ، والقاف ، والدال إما أن تكون : فقد بمعنى ضاع ، فتقول فقدت الشئ ، أي ضاع مني وإما تفقدته ، فمعناه : أنه لم يضيع ولكنك تبحث عنه في مظانه ، فالتفقد هو : بحث عن شئ في الأماكن التي تتوقعه فيها .
وقول الله تعالى ( وتفقد الطير ) : يدل على أن الرئيس أو المهيمن على شئ لا بد له من المتابعة فساعة مجلس القضاء أم مجلس العلم أو أي مجلس كان ؛ لابد وأن ينظر ليتفقد المجلس ؛ والتفقد من سليمان عليه السلام يدل على المتابعة وكان محتاجاً للهدهد ، فبحث عنه فلم يجده ؛ لإن سليمان عليه السلام كان يريد أن يقوم برحلة في الصحراء ، والهدهد خبير في منابع المياه في الأرض فهو يرى الماء في الأرض ، ولذلك جعل الله له منقاراً طويلاً ؛ لإن ميزته أنه يأكل أي شئ على سطح الأرض ، بل يأكل مما اختبأ تحت سطح الأرض .

لذلك لما تكلم عن بلقيس وقومها الذين كانوا يعبدون الشمس ؛ إستعجب من أمرهم وقال :
(ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ) لإن رزقه من هذا الشئ المخبوء في الأرض .

وقول سليمان ( مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ) .. ساعة يستفهم واحد عن شئ جوابه عند نفسه لا يكون هذا إستفهاماً ؛ لإنه يقول : ( مالي لا أرى الهدهد ) كأنه قد استبعد أولاً أن أحداً يتخلف عن مجلسه ، فهو استفهم أولاً ثم تيقن أنه غائب فقال : ( أم كان من الغائبين ) وما دام كان من الغائبين لا بد من الجزاء ؛ لإن أي مخالفة لا تقابل بجزاء تثمر مخالفات متعدده والهدهد لما كان غيابه بدون إذن من سليمان ، قال سليمان : ( لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ) .. هذا ليس جبروتاً من سليمان ولكنه حزم ؛ ومع ذلك علق أمر العقوبة على حجة الهدهد ، مما يستخلص منه أن المرءوس إن رأى خيراً يخدم فكرة رئيسه ويخدم الفكر العام ، وكان الوقت ضيقاً لا ينتظر حتى يأخذ الإذن أو الأمر ، بل ينصرف ثم يخبر رئيسه بها .

العلماء بحثوا في العذاب الشديد الذي توعد سليمان به الهدهد ... فقالوا إن الهدهد يتميز ويتفاخر على باقي الطيور بأن شكله جميل : الوانه المخططه ، وعرفه ومنقاره الطويل والتاج الذي فوق رأسه ؛ فقال سليمان : هذا الريش الذي يتخايل به الهدهد سأنتفه ، والقيه إلى النمل والحشرات . أو أن العذاب الشديد للهدهد أن يرميه سليمان ؛ ليعيش مع غير بني جنسه من الطيور الأخرى ، وهذا عذاب شديد له لأنه لن يكون له إلف بحركتهم أو نظامهم أو التعامل معهم ، فيكون غريباً طريداً بينهم ومن العذاب أيضاَ أن يجعله يخدم أقرانه من الهداهد الأخرى أو يجمعه مع أضداده يتشاجر معه ، لإن هناك بعض الطيور يضاد بعضها بعضاً ، فساعة يرى طائر طائراً من أضداده يتشاجر معه وتقوم بينهم معركة ، ولذلك يقولون ( أضيق من السجن عشرة الأضداد ) . ومعنى : ( فقال ) أي أنه كلم سليمان قبل أن ينهره ، وقال له
بكل ثقة : ( أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) ... انظروا سليمان الذي كان عنده كل هذا الملك الذي لم يؤته أحد وحوله كل هذا الصولجان يقول له هدهد ضعيف :
( أحطت بما لم تحط به ) .. فكيف يجرؤ على أن يقول ذلك لسليمان النبي الملك ؟؟ ( وجئتك من سبأ بنبأ يقين ) : تعبير قرآني جميل يسمونه في اللغة التجانس ؛ والجناس أن تأتي بلفظين متشابهين في المبني ومختلفين في المعنى ، والنبأ هو الخبر العجيب وليس الخبر العادي ؛ يقول تعالى : ( عم يتساءلون . عن النبأ العظيم ) ( النبأ ) فلا يقال : نبأ إلا إذا كان الخبر هاماً وعجيباً . ومسألة بلقيس وعرشها وقومها الذين يسجدون للشمس خبر هام جداً ؛ فلو قال : وجئتك من سبأ بخبر ؛ لا يعني بالمعنى المطلوب ولا يناسب أهمية الحدث .

ومعنى ( أحطت ) .. الإحاطة معناها إدراك المعلوم من كل جوانبه ؛ فالمحيط يحيط بالمركز إحاطة مستوية من كل نقطة بأنصاف الأقطار ، وهي إحاطة تامة . ولكن هل قول الهدهد لسليمان : ( أحطت لما لم تحط به ) ؛ هل هذا نقص في سليمان لأنه لا يعرفها ؟ لا .....
بل هذا تكريم لسليمان ؛ لإن الله سخر له ناساً يخدمونه في كل ناحية ؛ وفرق بين أن تفعل أن الشئ لذاتك ، وبين أن يفعل لك . فمعنى أن يفعل لك فهذه سيادة أخرى وتكريم كبير ؛ ولأجل أن أن يعلمنا الله سبحانه وتعالى أننا لا نكتم مواهب النابغين - ونعطي لهم مجالاً أن يقولوا رأيهم ويأخذوا فرصتهم ويبرزوا مواهبهم لأن هذه خدمة لك أنت أيها الرئيس أو المسئول ؛ ولمصلحتك ، ولإن سليمان لم يسأل الهدهد عن سبأ ، فمعنى هذا أنها كانت معروفة أو سمعوا عنها ولكنه لا يعرف التفاصيل التي عرفها الهدهد ولكن ما هذا النبأ الخطير الذي عرفه الهدهد عن سبأ ؟....

قال تعالى موضحاً : ( إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم ) .
تملكهم أي تحكمهم ، ومعنى : ( وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم ) أي مما يؤتاه أقرانها من الملوك ؛ وليس مثل الذي أوتيه سليمان عليه السلام ؛ لإن هذا شئ آخر ، والعرش هو مكان جلوس الملك وكان عادة يتمشى مع عظمة الملك .
والهدهد أخبر سليمان عليه السلام بقوله : ( إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم ) .. هذا فيما يتعلق بالملك ؛ لأن نبي الله سليمان كان ملكاً نبياً ، فذكر له الأشياء التي رآها وتتعلق بالملك ؛ وفيما يتعلق بالعقيدة التي تهم سليمان - لأنه نبي - أخبره بقوله عن ملكة سبأ ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ) .. ( النمل :24)

فكأن الهدهد يعرف قضية العقيده وقضية الإيمان ؛ وأن الخلق لا يجب ولا يصح أن يعبدوا إلا الله !!! ولذلك يقول إنه وجدها وقومها يعبدون الشمس من دون الله ، ولماذا لا يعبدون الله الذي يخرج الخبء في الأرض ؟؟ كيف لا يعبدون المنعم عليهم بكل النعم ؟!

إذن ... نعلم سر الحق في قوله تعالى ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) ( الإسراء :44)
إنظروا إلى كلام الهدهد وعقيدته ووعظه الجميل في قوله تعالى : ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ) ....سبحان الله والله أكبر .....
والذي أحزن الهدهد انهم يسجدون للشمس من دون الله ؛ ولذلك قال مستنكراً فعلهم : ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ) .... والهدهد خلال طيرانه في قصر بلقيس رأى كوة أو طاقة تدخل منها الشمس ، وهي مبنية بشكل هندسي بحيث تدخل منها الشمس كل يوم بعد شروقها ، فتتنبه بلقيس وتستقبلها بالسجود !! ولذلك حينما ذهب الهدهد بكتاب سليمان إليهم وقف في الطاقة وسدها بجناحيه ، فانتظرت بلقيس دخول شعاع الشمس وارتفاعها ، فصعدت إلى الطاقة لترى ما بها ، فطار الهدهد وألقى كتاب سليمان عليه السلام فأخذته بلقيس .

إذن .. الهدهد يستغرب أن يسجد هؤلاء القوم للشمس ولا يسجدون لله الخالق الرازق الذي يخرج لهم رزقهم ، ويعلم سرهم وجهرهم .
ثم يقول سبحانه : ( الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم ) .. فالله هو المستحق للعبادة وحده وهو رب العرش العظيم وقلنا إن عظمة عرش بلقيس ، وعروش ملوك الدنيا كلها هي على قدر عظمة البشر وقدرتها ولكن عظمة عرش الله على قدر عظمته وقدرته سبحانه وتعالى .

سليمان لم يأخذ كلام الهدهد حجة مسلمه ، ولكنه أراد أن يتأكد : ( قال سننظر أصدقت ام كنت من الكاذبين ) ...
النظر محل العين ، والصدق والكذب لا يعرفان بالعين ، ولكن كلمة النظر هنا انتقلت من العين الى معنى العلم بالحجة ؛ ولذلك في التوقيع على كثير من الأوراق يقول " نظر" والناس يقولون هذه مسألة فيها نظر ، أي أنها لا تمر مرور الكرام بل لابد من بحثها والتأكد منها .
ولذلك قال سليمان : ( سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) ، مع أن المقابل لكلمة صدقت هو كذبت ، ولكن سليمان لم يقل للهدهد سننظر أصدقت أم كذبت ، ولكن قال ( سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ) ... وهذا لطف وترفق من الحاكم برعيته ؛ لإن معنى : ( أم كنت من الكاذبين ) أي حتى إن كذبت فأنت لم تكذب وحدك ، ولكنك ستكون ضمن كثير من الكاذبين ؛ لإن كثيراً من الناس يكذبون ، او أنه من الكاذبين ميلاً لهم أو قريباً لهم ، وهذا يدل على إن إلهامات سليمان كنبي جعلته يعرف أنه صادق ، ولكنه أراد أن يتأكد ، حتى لا يجامل جندياً من جنوده .

ثم يقول بعد بذلك : ( إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فأنظر ماذا يرجعون ) ...هذا معناه أن سليمان فكر في الأمر ، وقال : نكتب لها كتاباً ونرسله مع الهدهد ؛ حتى يتأكد من الرد ويعرف أبعاد الموقف . ومعنى ( ثم تول عنهم ) .. أي أبعد عنهم قليلاً وانظر ماذا يفعلون ؛ لإنهم سيراجعون بعضهم البعض ؛ و ( يرجعون ) أي يراجع بعضهم بعضا...( يتبع )


التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهد ; 16-05-2006 الساعة 11:26 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 14-05-2006, 11:57 AM   #2
معلومات العضو
ام الخير الصبورة

افتراضي

جزاكي الله كل خير أيتها الاخت الطيبة "القطوف الدانية" على المعلومات التي تقدميها لنا دائما فهي مفيدة دائما لنا.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 14-05-2006, 01:01 PM   #3
معلومات العضو
القطوف الدانيه

افتراضي

وإياكم أختي الكريمه جزاك الله كل خير ووفقك الله لما يحب ويرضى

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 14-05-2006, 03:58 PM   #4
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

... بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيرا ً
والشكر موصول لأختنا الفاضلة على هذه الجواهر والدرر وفي إنتظار التكملة وبعدها المزيد نفعنا الله بكم وبعلمكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


... معالج متمرس...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 14-05-2006, 05:53 PM   #5
معلومات العضو
القطوف الدانيه

افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيكم أخي الفاضل معالج متمرس وكل ما نرجوه أن يكتبها الله لكم حسنة قراءتها ولنا حسنة كتابتها وفقكم الله لما يحب ويرضى ويعينكم على أمور دينكم ودنياكم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 14-05-2006, 05:58 PM   #6
معلومات العضو
( أم عبد الرحمن )
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

بارك الله فى الجميع وجزاكم الله خيرا
وفقكم الله لما يحب ويرضى

التعديل الأخير تم بواسطة ( أم عبد الرحمن ) ; 14-05-2006 الساعة 06:00 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-05-2006, 09:02 AM   #7
معلومات العضو
القطوف الدانيه

افتراضي هدهد سليمان عليه السلام (2)

رسالة سليمان إلى ملكة سبأ :

يقول تعالى ( قالت يا أيها الملؤا إني ألقي إلي كتاب كريم ) ( النمل : 29)
الهدهد أخذ الكتاب وطار إلى سبأ ، وذهب إلى بلقيس ، وألقى إليها الكتاب ، فلما قرأته :
( قالت يا أيها الملؤا إني ألقي إلي كتاب كريم ) .. ولكن القرآن لم يذكر هذا كله ؛ للدلالة على أن أوامر سليمان عليه السلام أوامر محوطة بالتنفيذ العاجل ؛ ولذلك وصلت إجابة بلقيس في الكلام الذي أمر به الهدهد مباشرة ، دون ذكر لما حدث من الهدهد بعد صدور الأمر إليه ، وكأن الهدهد بعد صدور الأمر إليه نفذ الأمر بمنتهى السرعة . والملأ هم أعيان القوم وأشرافهم والمستشارون عند الملكة - بلقيس - ووصفت كتاب سليمان بأنه : ( كتاب كريم ) فهل كانت تسمع عن سليمان ؟؟ أم أن الخطاب بهرها بخطه الجميل وورقه الراقي وختمه الغريب .

وبعد ذلك قالت : ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم . ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ) .. ( النمل ) . وهذا يدل على انها كانت تعرف حكاية سليمان وأنه ملك ونبي .. الخ وانظروا إلى كتاب سليمان وإيجازه الشديد حيث يقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم . ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ) ؛ فنص الخطاب عبارة عن برقية موجزة كلمة ( تعلوا ) أي تتغطرسون وتظنون أنفسكم ملوكاً ، وتزهون بما عندكم من ملك ولا تستجيبون لدعوتي ؛ فإياكم وهذا التعالي والتكبر مثلما نقول " هي كلمة واحده " ... بلقيس حينما ألقي إليها الخطاب وقرأته ، جمعت الملأ وقالت لهم : لقد وصلني كتاب من سليمان ونصه كذا وكذا ، وبعد ذلك طلبت مشورتهم وأن يشيروا عليها بما تفعل فقالت : ( قالت يا أيها الملؤا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ) ... فمعنى ( أفتوني ) أي أعطوني قوة في الحكم الذي تصدرونه ، فهي سألتهم أن يفتوها في أمرها ، مع أن الأمر ليس أمرها وحدها ، ولكنه أمرهم جميعاً ، ولكن المقصود بقولها ان هذا الأمر قبل ان يخدش الرعية سيخدشها هي أولاً .

وقولها : ( ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ) .. أي لا أبت في امر ( حتى تشهدون ) أي تحضرون عندي ، وهذا يدل على أنها رغم مالها من سيطرة وهيمنة وسلطان ، إلا أنها شاورت الملأ وأرادت أن تسمع رأيهم في الأمر .

قال تعالى ( قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ) .. أي نحن أصحاب قوة وشجاعة وعددنا كبير ونملك الآت وجيش قوي ، وهذه كلها مظاهر قوة ، فإذا كنت تريدين الدخول مع سليمان في حرب فنحن جاهزون ، ونحن لا نقول هذا لندفعك إلى الحرب ، ولكن الأمر والرأي الأخير لك .

ولكن المرأة كانت عاقلة فلم تغتر بالقوة ، وحذرت قومها من دمار الحرب وآثارها ، فردت عليهم بقول الله تعالى ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) ...
لإن الذي جاء ليأخذ الملك يريد أن يكون من المالكين ، وينهب كل ما عندهم ؛ لإنه ساعة يصل إلى مكان القوم لا يضمن أن ينتصر عليهم ، فيخرب ما يستطيع تخريبه من ممتلكاتهم ، ولا يحافظ على شئ إلا بعد أن يضمن استقرار الأمور له .
وقوله تعالى ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) .. كلام صحيح لإنك إذا نظرت إلى أي حاكم يستولي على الحكم بعد حاكم آخر ؛ أو أي نظام يخلف نظاما ًفي الحكم ، تجد الإنتقام يكون من الحكام السابقين ، والصاق شتى التهم بهم من فساد وغيره ؛ لإن الحكم الجديد قام على أنقاضهم ، وبين النظامين لدد وخصومة .
وقوله تعالى ( وكذلك يفعلون ) ...... وهذا الكلام من الله سبحانه وتعالى تأييداً لكلام بلقيس ، فهي قالت رأيها والحق سبحانه وتعالى أيدها فيه ..... أي أنها صادقة في هذا ، مما يدل على أن الحق سبحانه وتعالى - رب الخلق أجمعين - إذا سمع من عبد من عبيده كلمة حق يؤيده فيها ، سبحان الله العظيم .....
كما ترك الملأ القرار الأخير للملكة ؛ لتفعل ما تراه مناسباً ، بدأ عقلها وفطنتها يعملان ، فقالت : إن كان ملكاً سيطمع في خيرنا ، وإن كان نبياً فلن يأبه بهذا الخير ، فأنا سأرسل إليه بهدية .

هذه الهدية تناسب سليمان وبلقيس معاً ، فهو ملك وهي ملكة ، فلا بد أن تكون الهدية ثمينة جداً ؛ حتى تأخذ بلب سليمان ، وحتى تثبت له أنها على جانب كبير من الثراء والغنى والترف ، فقالت لقومها : أنا سأرسل إليه بهدية ، فإن كان من أهل الملك والدنيا سيقبل الهدية ، فنعرف أنه يريد بعض الخراج والمال ، وإن رد الهدية فهو نبي لا يطمع في شئ مما في أيدينا ؛ قال سبحانه وتعالى على لسانها : ( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) ... أي سنرى كيف يقابلهم وماذا سيقول لهم ؟ وهذا رأي جميل منها ، ودليل على حصافتها وذكائها ، مما جعل القوم يفوضونها في تسيير أمور مملكتهم . أما ( المرسلون ) هم الذين أرسلتهم بالهدية إلى سليمان عليه السلام ....... ( يتبـــــــــــع )

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-05-2006, 09:50 AM   #8
معلومات العضو
د.عبدالله
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمدلله )

جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة ( القطوف الدانية ) دائما تتحفينا بروائعك .. لا حرمك الله الأجر والثواب . وفي ميزان حسناتك بإذن الله . مع تمنياتنا لك بدوام الصحة والسلامة والعافية .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-05-2006, 09:55 AM   #9
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

... بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم الله خيرا ً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

... معالج متمرس...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-05-2006, 08:07 AM   #10
معلومات العضو
القطوف الدانيه

افتراضي الله أعطى سليمان عليه السلام سراً من علم الكتاب (3)

ثم يقول الله تعالى : ( فلما جآء سليمان قال أتمدونن بمال فمآ ءاتاني الله خير مما ءاتاكم به بل أنتم بهديتكم تفرحون ) ..... " النمل : 36"
أي : لما جاء الرسول سليمان بالهدية ، قال له سليمان : لست بحاجة إلى مالكم لإن الله أعطاني خيراً مما عندكم ، وقوله تعالى ( بل أنتم بهديتكم تفرحون ) يصح أن يكون معنى قوله أنكم إناس تفرحون بأنكم قدمتم هدية لي لتأسروني بها ، أو أن معناها أنهم يفرحون حين تأتيهم هدية من أحد ، فكلاهما صحيح ، أو أنا رددت الهدية وسترجع لكم وستفرحون برجوعها ؛ هذه ثلاث معان ، فأنتم بهدية منكم لي ستفرحون حين تأتيكم هدية ، أو أنني حين أرد الهدية لكم ستفرحون برجوعها إليكم .

ثم قال لرسول بلقيس في لهجة حاسمة : ( ارجع إليهم فلنأتيهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ) .....< النمل : 37>
كلامه هنا يكشف كلامها الذي قالته لقومها ؛ فهي قد قالت : ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) .... فكأنه من منطلق النبوة يرد عليها وعلى كلامها بالحرف .

ومعنى ( لا قبل لهم بها ) القبل : هو المقابل ، أي لا يستطيع مقابلة هذا الأمر او مواجهته ، أو أنهم أضعف من أن يواجهوا هذا الأمر .
ومعنى ( أذلة وهم صاغرون ) أي يخرجهم من الملك ( أذلة ) لأنهم كانوا ملوكاً ، وسلب منهم الملك فصاروا اذلة ، والصغار يكون بالأسر او القتل .
ثم إلتفت سليمان حوله وقال : ( يأيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ) ..
هذه أيضاً من إلهامات النبوة ، فكأن الله اعلمه أن القوم بعد أن رد إليهم هديتهم ، سيأتونه مسلمين طائعين ولن يحاربوه ، فكأنه قد علم أنهم سيأتون إليه ، فأراد ان يرسل من يذهب إلى سبأ ، ويأتيه بعرش بلقيس قبل أن يصل القوم إليه ، ولأن هذا الأمر صعب التحقيق ويتطلب قدرات خاصة .

وقيل إن الذي تكلم عفريت من الجن ، قال ( أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ) ....
وقوله : ( قبل أن تقوم من مقامك ) هذه كلمة مجملة ؛ لإن مقام سليمان في مجلسه بينهم للحكم والعلم ومدارسة الأمور ، مقام طويل قد يستمر ساعات ، والذي يحدد هذا المقام مدة الإقامة التي كان يجلسها معهم ، من أجل هذه الأمور ، ومعنى هذا أن العفريت سيأتيه بعرش بلقيس قبل أن يترك مجلسه هذا أي أنه لن يتأخر بها إلى جلسة أخرى .
هنا القرآن لم يخبرنا أن أحداً آخر تكلم في هذا الموضوع إلا بالوصف حيث قال تعالى :
......( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) < النمل : 40>
أنت لو حسبت المدة التي يستغرقها هذا الكلام ( أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) تجد أن طرفك ارتد خلالها مرتين أو ثلاثاً ، فالعفريت من الجن طلب إعطاءه مدة من الوقت ، هي مدة بقاء سليمان في مجلسه ، وليكن ساعة أو ساعتين أو أكثر ، لكن أن يأتي به قبل أن يرتد إليه طرفه ، فهذه سرعة خارقة !! ؛ لإن الطرف يرتد بسرعة ، ولذلك لم يقل القرآن فذهب الذي عنده علم من الكتاب فجاء بالعرش ، ولكن جاء بالخبر مباشرة في قوله تعالى ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رءاه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ) ............ وهذا دليل على السرعة الفائقة .

بعض العلماء قالوا : إن هذا الرجل هو آصف بن برخيا ، وكان رجلاً صالحاً أعطاه الله من أسرار قوته .
وآخرون قالوا : الذي عنده علم من الكتاب هو سليمان نفسه ، فكأن العفريت لما قال له ( أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) ... قال له هو ( أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) فهو إذن سليمان ، لمــــــــــاذا ؟ ؟ قالوا : لإنه لو كان هذا الرجل واحداً غير سليمان ، فمعنى هذا أن له تفوقاً في معرفة الكتاب قبل سليمـــان .....
ورد بعض العلماء على ذلك بقولهم : إن هذه عظمة لسليمان ؛ لإن فوق من يعرف هذا العلم ، والمزايا لا تقتضي إلا فضيلة ؛ لإن هذا الرجل مع ما عنده من علم بأسرار الكون سخره الله لخدمة سليمـــــــان .
وليس بالضرورة أن يكون الرجل العظيم عارفاً بكل شئ ، فلا يمكن أن نطلب من الملك أن يكون ماهراً في بعض ما يجيده الصبية في الصناعات اليدوية مثلاً ، فمن عظمة سليمان أن الله سخر له كل هولاء .

قال الله سبحانه وتعالى : ( فلما رءاه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم )......
وما دام سليمان قال : ( هـــــــــذا من فضـــــل ربي ) فهذا يدل على شيئين لا ثالث لهما : إما أن الله سخر له أحداً فجاءه بالعرش ، أو أن الله أعطاه علماً من الكتاب فجاء به ، وإن كانت هذه أو تلك ففضل الله عليه بإعطائه هذا العلم له أو لأحد من أتباعه .


ومعنى ( ليبلوني ) : الإبتلاء هو الإختبار ، والإختبار ليس مذموماً لذاته ، ولكنه يذم لنتيجته فالذي ينجح فيه يكون سعيداً ، وإن فشل يكون حزيناً ، ولذلك سليمان ذكر النتيجتين معاً فقال : ( ليبلوني ءأشكر أم أكفر ) .. فالشكر معناه : أنه ذكر المنعم ولم يلهه جمال النعمة عن جلال الواهب ، وأما كفر النعمة : أن يقول الإنسان هذا من ذكائي وجهدي وقوله تعالى ( ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ) .. أي أن الله لا يحتاج لشكرنا ، فشكرك لا يزيد في صفات الله صفة الكمال وكذلك الذي يكفر النعمة ولا يشكر الله عليها فإن الله ( غني كريم ) أي غني عن الشكر ، وكريم يعطي بغير حساب .............. ( يتبــــــــــــــــع )


التعديل الأخير تم بواسطة القطوف الدانيه ; 16-05-2006 الساعة 11:41 AM. سبب آخر: إضافة رقم (3) على العنوان
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 06:34 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com