الإكثار منه قد يضر المعدة
لا يخلو اي مطبخ في العالم من الثوم، وقلما ينعدم وجوده على موائد طعامنا كعنصر فى اطباقنا الرئيسية اليومية، فهو الى جانب البصل من اشهر النباتات الطبية على وجه الارض.ويقول اخصائيا التغذية الكويتيان عيسى يحيى دشتي وسامي زهير البدر ان الانتظام في تناول الثوم يعيق الخلايا السرطانية من النمو مشيرين الى ان احصائيات منظمة الصحة العالمية تفيد ان الصينيين اقل من غيرهم فى الدول الاخرى عرضة للاصابة بامراض السرطان نتيجة الانتظام في تناول الثوم في جميع وجباتهم الغذائية.
عدد الاخصائيان في حوار مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) فوائد الثوم وبالاخص فوائد “الالسين” وهي المادة الاساسية التي تكمن وراء الصفات العلاجية النادرة للثوم وهي ايضا التي تعطيه الرائحة الخاصة التي تميزه مبينا الحاجة الى سحقه بعناية قبل وضعة بالفم او اثناء مضغه.
وقال دشتي ان الثوم يعتبر سلاحا فتاكا ضد الرشوحات ونزلات البرد، وانه اذا اكله المريض بعد مضغه جيدا فانه يمنع انتقال العدوى ويقي اللوزتين والبلعوم من الالتهاب.
واضاف: نظرا لوجود الزيوت الطيارة في الثوم فانه يساعد الرئتين على التنفس بصورة افضل اثناء فترة المرض وخاصة في حالات الربو والسعال.
ومن جانبه نصح البدر الاشخاص الذين تتطلب اعمالهم مجهودا بدنيا كبيرا تناول الثوم بكثرة مشيرا الى ان الروايات تفيد بان القدماء المصريين الذين بنوا الهرم الاكبر كانوا يتناولون الثوم الى جانب البصل بكميات كبيرة ليعطيهم القوة التي تساعدهم لتشييد ذلك البناء الهائل.
وقال ان الثوم له قدرة على خفض نسبة الكوليسترول الضار بالدم بنسبة ملحوظة اذا وضع الاشخاص الذين يعانون ارتفاعا بالكوليسترول ضمن خطة غذائية مدروسة وبهذا فهو يقي من تصلب الشرايين والذبحة الصدرية وامراض الدورة الدموية.
كما ان نبات الثوم يزيد من نشاط مادة الفيبرينوليزن ذات الفاعلية على اذابة التجلطات في الدم.
واضاف البدر ان الدراسات والبحوث التي اجريت عن فوائد الثوم اثبتت فعاليته في قتل الميكروبات والفطريات بصورة كبيرة اضافة الى فعاليته فى انه يخفض ويساعد ايضا في زيادة الافراز الكبدي ويخفض ضغط الدم المرتفع وموسع للشرايين والشعيرات الدموية ومدر للبول.
وقال ان مضغ بضع وريقات من الخضروات ذات اللون الاخضر الداكن الغنية بمادة الكلوروفيل كالنعناع او البقدونس يساعد على التخلص من الرائحة النفاذة والمنفرة التي يسببها تناول الثوم.
ويعرف عن الثوم انه ينتمي الى احدى الفصائل النباتية المألوفة والمعروفة التي ينتمي اليها البصل والكرات غير انه يختلف بالشكل في الثمرة والاوراق والفاعلية.
ويحتوي الثوم الذي تسهل زراعته في المناطق الجوفية والمناخية على مواد غذائية متنوعة يندر وجودها بنفس الكمية في اي نبات آخر منها الدهون والبروتين والكربوهيدرات والالياف والبوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم والصوديوم والحديد والاحماض والناسين والثيامين والفيتامين اضافة الى معادن نادرة وانزيمات ومضادات حيوية.
وايدت الدراسات التي اجريت على هذا النبات قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كلوا الثوم وتداووا به فانه شفاء من سبعين داء).
وقد ورد ذكر الثوم في الكتب السماوية وفي القرآن الكريم ورد ذكره مرة واحدة. حيث قال تعالى: “وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون” (البقرة 61).
وقد فسر مجاهد في رواية ليث بن أبي سليم أن “الفوم” هو الثوم.
وفي العصور الوسطى كان الثوم يستخدم للوقاية من الطاعون، ويرتديه الناس مثل القلائد لطرد الشياطين ومصاصي الدماء
وفي الحرب العالمية الأولى كان يستخدم للوقاية من الغرغرينا.
وتوجد أصناف كثيرة من الثوم، وعادة هذه تأخذ الأصناف أسماء الدول المنتجة لها كالثوم البلدي والثوم الصيني.
ويحتوي الثوم على 61-66% ماء 1,3-4,5% بروتين 23-30% نشويات 6,3 % ألياف وعناصر من مركبات الكبريت مع زيت طياروزيت الغارليك والاليستين وفيتامينات أ، ب،1 ب،2 د، وأملاح معدنية وخمائر ومواد مضادة للعفونة ومخفضة لضغط الدم ومواد مدرة لإفراز الصفراء وهورمونات تشبه الهرمونات الجنسية
ويتكون من فصوص مغلفة بأوراق سيلليوزية شفافة لتحفظها من الجفاف وتزال عند الاستعمال، ويؤكل الثوم طازجا مدقوقا أو صحيحا مع الأكل لتحسين الطعم،أو مطبوخا مع الأطعمة
وإذا استعمل بإفراط فلا بد أن يعقبه انتشار رائحة كريهة مع التنفس من الفم ومن الجلد مع العرق إلى أن تتبخر جميع زيوته الطيارة من داخل الجسم وقد يستمر تبخره أكثر من يوم ويفيد في تخفيف رائحته شرب كأس من الحليب أو مضغ عرق بقدونس أو حبة بن أو هيل أو قطعة من التفاح.
وللثوم دور فعال في علاج التهاب القصبات المزمن والتهاب الغشاء القصبي النزلي والزكام المتكرر والأنفلونزا وذلك نتيجة لطرح نسبة كبيرة من زيت الغارليك عن طريق جهاز التنفس عند تناول الثوم، وله أيضا دور فعال في قتل البكتيريا ومقاومة السموم التي تفرزها.. وتعتبر بكتيريا السل الحساسة بشدة لمادة البكتيريا الموجودة في الثوم.
وتمتد فوائد الثوم إلى مجال الأورام الخبيثة ففي حالة طحنه ينتج مادة تعرف باسم (دياليل) التي تؤدي إلى تقليل حجم الأورام السرطانية إلى النصف إذا ما حقنت بها.. هذا بالإضافة إلى مواد أخرى تؤدي إلى توقف التصاق المواد المسببة للسرطان بخلايا الثدي.
ويفيد حالات السعال، والربو، والجمرة الخبيثة، وقرحة المعدة، والغازات، والتهاب المفاصل، ويدر إفرازات الكبد (الصفراء)، وفى تخفيض ضغط الدم، والحيض، ويزيد مناعة الجسم ضد الأمراض، ويكسبه نشاطا وحيوية ويزيد حرارة الجسم، ويفيد فى حالات الأمراض المعوية العفنة ويطهر الأمعاء، خصوصا عند الأطفال ويفيد مرضى البول السكري كثيرا فى وقايتهم من مضاعفات المرض، ويمكن عمل (لبخة)، من الثوم للإصبع المدوحس كما وأنه طارد للسموم وخاصة سموم الأفاعي والعقارب بشكل ضمادات من مسحوقه. وقد بينت التجارب العلمية المجراة في اليابان على الحيوانات أن تناول أقراص أو مضافات الثوم تؤدي إلى زيادة في إفراز مادة “نورايبينفرين” التي تسرّع عمليات هضم الدهنيات الثلاثية مع زيادة ملحوظة في نمو الأنسجة الدهنية البنية.وأوضح الباحثون أن الأنسجة الدهنية البنية هي عبارة عن دهنيات مولدة للحرارة تعمل على أكسدة حرق الدهون العادية، حيث يتم إطلاق الطاقة الناتجة عن الحرق على شكل حرارة، مؤكدين أن الثوم قد يصبح أشهر المواد الحارقة للدهن فيما لو ثبت ان له نفس النتائج على البشر.
كما اثبتت دراسات موثقة أهمية الثوم في خفض نسبة الكوليسترول في الدم.ومن هذه الدراسات دراسة ألمانية أكدت أن استخدام الثوم لمدة 12 أسبوعا يؤدي لخفض نسبة الكولسترول في الدم إلى 12% والدهون الثلاثية إلى 17%. ولم تقتصر فوائد الثوم التي أكدتها الدراسات على هذا فقط، فقد ثبت دوره الفعال في تقليل احتمالات حدوث تسمم الحمل الناتج عن ضغط الدم، فضلا عن أنه يساعد على زيادة أوزان المواليد
واثبتت الدراسات ايضا أن الثوم يفيد في تحسين القدرة الجنسية كما أنه منبه عصبي جيد ويفيد في معالجة تساقط الشعر وفي الالتهابات الناتجة بعد الولادة (النفاسية) يضاف إلى ذلك انه يساعد على طرد الديدان والطفيليات من الجهاز الهضمي. ويعتقد بعض العلماء أن للثوم نفس التأثيرات الواقية من السرطان على الإنسان وخصوصا سرطانات المعدة والقولون وذلك نتيجة وجود مادة تدعى أليوم موجودة في الثوم.
لكن دراسة جديدة نشرتها مجلة “الأمراض المعدية السريرية” المتخصصة حذرت من أن الثوم قد يشكل خطرا على صحة مرضى الإيدز وحياتهم بسبب تأثيره السلبي وتعطيله للعلاجات المخصصة لهذا المرض رغم الفوائد العديدة المعروفة عن الثوم.
ووجد الباحثون في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية أن الثوم يقلل مستويات دواء “ساكوينافير” في الدم إلى النصف.
ورغم ان الثوم مادة غنية جدا إلا أنها تسبب عسر هضم أحيانا،وتهيجا معويا، أو تخريشا في الجهاز البولي. لذا ينبغي تحاشي الإكثار منه أو تحاشي تناوله من قبل المصابين باضطرابات معوية مثل كسل المعدة وضعفها، أو القصور الكلوي
ويؤكد خبراء التغذية أن الإكثار من أكل الثوم يولد الحكة والبواسير ويفسد الهضم ويسبب حرقاناً فى المعدة والامعاء والمرىء. وإذا جاوز تخزينه سنة لا يؤكل وتزداد حدته ورائحته.
المصدر : مجلة الصحة أولا .