الخلاف في الرأي مقبول حول الطرق التربوية لعلاج الزوجة
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: لشيخ علي بن مختار بن محمد بن محفوظ..
أولا جزاك الله كل خير على ردك الحليم الذي جاء بعنوان: ضرب الزوجة الناشز الهدى.. تغضب وتعقب....
وحقيقة شيخي الفاضل لم أكن أريد التعقيب مرة أخرى لأني أوجست خيفة أن يدخل ببالكم أني مجادلة والمجادلة مذمومة في ديننا الإسلامي كما تعلم.... ولكن في نفس الوقت كانت تراودني رغبة في الرد عليك والاستفهام منك بما تحمله من علم غزير وعقل كبير حول نفس الموضوع طبعا واطمع منك أيضا بمزيد من سعة الصدر والحلم ولا أظنك إلا كذلك إن شاء الله تعالى, سأبدأ في اقتباس بعض فقرات ماورد في ردك وإبداء ما يجول برأسي من فهم (محدود) حولها.
(وتركزي على: لب الموضوع أو السبب الرئيس في الرسالة وستجدي أن الزوجة السائلة صاحبة الشخصية الضعيفة أو الطيبة، تحب الحياة الزوجية، و لا ترغب في الطلاق وكررت ذلك مرات، فقط تريد نصائح لتحل مشكلتها، وتسأل هل يمكنها أن تتحول لزوجة مختلفة قوية أو متسلطة، تتبادل الضرب مع زوجها، وتتحداه وتناطحه، ثم هي جربت هذا الحل ولم تنجح، فلا بد من تقديم النصائح التي أرشدتها إليها، وبينت لها أن عليها أن تبحث إن كانت هي السبب في لجوء زوجها لضربها، وقدمت لها الحلول المناسبة لتلافي وصول زوجها لهذه الحالة، ولتحافظ على كيان الأسرة من الانهيار، ولم أخجل من تقديم الأحاديث الصحيحة التي تنفر منها الزوجات لأنها تأمر بالمبالغة في طاعة المرأة لزوجها).
(بدلا من أن تتسابق معه على حب السيطرة، أو تدخل معه في سباق لقيادة الأسرة والسيطرة عليها، التي هي من خصائص الرجل، فهو قائد السفينة وإذا تنازل عنها غرقت السفينة).
الحياة الزوجية التي أراها انا هي حياة تكامل وود وسكينة كما جاء في القرآن الكريم وكما كان عليه الصلاة والسلام يعامل به نساءه وهو خير قدوة لنا..هذا هو الزواج بمعناه الحقيقي والذي امر به رب العزة وبه نتقرب إليه عز وجل وليس حياة تسلط وتجبر وفرض سيطرة لمجرد الظهور فتترجم القوامة بطريقة خاطئة من قبل الكثير والكثير من الرجال المسلمين للأسف الشديد!! والمشاكل من جراء ذلك تزخر بها البيوت التي ينخر في أساسياتها هكذا مفهوم منحرف لدور كل من الزوج والزوجة في تسيير حياتهم الزوجية ! ولم أكن اقصد يا شيخي أن تصير هذه الحياة إلى حلبة مصارعه وتحدي كما فهمته من تلك الفقر.
فتتبادل الزوجة الضرب مع زوجها او الشتائم والعياذ بالله عافانا الله وعافى بيوت المسلمين من هذه المشاكل والمحن, انما كان جل حيرتي واندفاع حروفي منبعة ماوصل لمفهومي الناقص من القاء كل الثقل على المرأة التي تهان من قبل زوجها وتحملها فوق كل ذلك مسؤولية الاسباب التي تدفع الزوج إلى ضربها او سبها !!! فمهما وصلت المشاكل بين الزوجين وسوء الفهم وتقلبات المزاج والفتور الذي يحصل كعادة دائمة في أي حياة زوجية حتى وان اختلفت مدته بين اسره واخرى ...الا انه لا يجب ان تصل الامور إلى ضرب الزوج لزوجته فوالله مجرد الدفع البسيط باليد او حتى مجرد رفع اليد لضربها ثم التراجع عن ذلك والله فيها من الألم والانكسار في داخل المرأة ما لا استطيع أن أصفه لك . ..انا هنا لا اعني مشكلة تلك الاخت بالتحديد ولكني اعني الكثير من الأزواج الذين يلجأون لذلك اثنتين وثلاث او دون ذلك او أكثر وليتها على أمر عظيم او شرف رفيع انما لامور لم تكن تستجدي ذلك الفعل ولكن كما قلت لك المفهوم الخاطئ والمنحرف لقوامة الرجل في الإسلام>
وبخصوص الاحاديث التي تأمر بطاعة الزوج ...والتي تقول انها احاديث تنفر منها الزوجات قد لا تكون كذلك الا للبعض منهن ..لانه من طبيعة المرأة اساسا حب وطاعة زوجها الذي يصبح لها الدنيا ومافيها ولا يغني عنه لا اهل ولا ولد ...والحديث عن ذلك يطول , بلاشك.
طاعة الزوج واجبة وهي محببة اصلا للزوجة لانها من الفطرة التي خلقها الله في حواء واحساس الأنثى بقوة الرجل وسيطرته في إدارة دفة الحياة الاسرية يشعرها بالسعادة البالغة والامان والراحة ....انما مااعنيه هنا بالقوة هي القوة التي تحركها ثلاثة اشياء هي : الحكمة و الحنان والحلم , والسيطره التي اعنيها ليست الدكتاتورية كما يفهما معظم الرجال بل هي باختصار ( سيطرة حب ) وليست حب السيطرة , بحيث يفتح للحوار وتبادل الآراء بين الزوجين حول أي أمر من امور حياتهم الزوجية بابا واسعا لا يقفل أبدا ! بتهور الزوج في ساعة غضب او خطأ الزوجة في تصرفها معه في أمر وجب..
وبالطبع اوافقك في ما قلته بخصوص استخدام الزوجة لماحباها الله اياها من انوثه في القول والعمل والشكل حين يواجهها بعض التوتر مع زوجها وهو ايضا من فطرة المرأة اساسا ولكن ربما تزايد المعاملة الجافة او التمادي لدرجة استخدام الضرب معها يحطم او لنقل يلجم في نفسها الكثير من الامور الجميله فيطغى عليها الحزن والكآبه والاحساس بالقهر والظلم ..فتسير الحياة إلى هاوية الطلاق , ليت الكثير من الازواج فقط يعرفون حقوق زوجاتهم كما يعرفون حقوقهم فيرددون الآيات او الاحاديث التي تدعو المرأة إلى حسن طاعة زوجها ويتغاضون عن الآيات والاحاديث التي تدعو الرجل إلى حسن معاملة زوجته قولا وعملا (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) واستغفر الله ان اخطأت في نص الآية ؟؟؟!!!انا لم أكن انتقد ابدا رغبتك الصادقة في الاصلاح قدر الأمكان ولكني فقط استفهمت عن بعض النقاط والفقرات التي اوردتها وكانت تحمل ثقلا ومسؤولية عليها في حين هي من تعاني الويلات من معاملة زوجها لها ( هداه الله وغفر له.
واخيرا ... لي تعليق على موضوعك المرفق عن ضرب الزوجة كيفية ووقتا!!)
اولا طاعة الزوجة لزوجها أمر لا خلاف عليه وهو كما قلت لك سابقا هو فطرة طبيعية في كل انثى ولكن قد يتكدر احيانا بعوامل خارجية من افكار أو تربية او تقليد او قد يكون من عوامل داخلية كسوء معاملة الزوج لها او اهانتها واهدار كرامتها ...وارجو ان لاتقول ان لا شيء اسمه كرامة بين الزوج وزوجته !!! لأن المرأة هي انسان مكرم قبل ان تكون زوجة ولها حقوق كما عليها واجبات ولو ان كل شخص منهم علم علم اليقين بجميع حقوقه وواجباته تجاه الطرف الآخر كما جاء بها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لكان التفاهم والاستقرار والاحسان هو عنوان حياتهم للأبد , وقد يكون الغرب او ممن يدعون انهم من مناصري حقوق المرأة عندنا او في الخارج قد رأى تمادي بعض الازواج في ضربهم لزوجاتهم بشكل وكان الأمر أصبح عادة لا بد منها فأساء المسلمون انفسهم لدينهم واعطو صوره خاطئة عن الاسلام وهو الدين الذي ينبغي ان يكون دين كل انسان على وجه البسيطة , ففهم هؤلاء االازواج لمعنى القوامة حقيقة هو السبب الرئيسي وله عدة خلفيات خاطئة أدت إلى تعمق هذا المفهوم المنحرف منها التربية المنحازه بما تحويه من موروث قومي ذكوري تخصصت به امة العرب اكثر من غيرها وخصوصا عندما تعاقبت العصور الاسلامية المتاخره وابتعد الناس عن تطبيق الاسلام كما يجب فطغت عليهم النعرات والعادات الجاهلية علينا مره أخرى باستثناء (( الوأد )) فكانت الأرضية خصبة لاستقبال بذور الإدعاءات الغربية بمايسمى ( تحرير المرأة ) او بالاصح ( استعباد المرأة ) وكان ماكان من موجات الانحلال التي استبدت بالأمة منذ سنوات وحتى وقت قريب ...
والآن ان شاء الله نرى المزيد من انتشار الوعي الديني وتفقه الآباء والامهات بحقوق ابنائهم وبناتهم كما انزله رب العزه من فوق سبع سموات.
حينما أفردت موضوعا كاملا ومتكاملا عن مشروعية ضرب المرأة ..ألم يدر بخلدك أن الكثير من الرجال قد يقرأة بطريقته الخاصة! ...وهل ترى ان ما يجري هذه الايام من اعتداءات على النساء بالضرب والعنف حتى وان كانت المرأة ناشز ...هل تراه مبررا لهم !!! الله يقول (( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )) ؟! وارجو ان تصلح لي الآية ان أخطأت في صياغتها.
هل ما نحتاجه الآن هو تدارس مشروعية الضرب على نصف المجتمع وعلى من تهز المهد بيد وباليد الاخرى تهز العالم ...!!! لم لا يكون للضرب معنى آخر ...هل توقف الاجتهاد على هذا المعنى ؟؟ فإن كان نعم فوالله اننا ندافع عن كل آية وكل امر من الله عز وجل او مما جاءت به السنة النبويه الشريفة ولا نعترض عليها ولكن نعترض على من يطبقون هذا الأمر لأسباب أخرى اخذو من هذا التشريع سلما لنزولهم من قمة الرجوله الحقة إلى وحل اللؤم والظلم دون رادع من عقل أو دين !
نحن نعلم مايحدث في الغرب من اعتداءات ضد النساء ولم ولن ناخذ الغرب كقدوة والعياذ بالله في أي امر سواء هذا االامر او في غيره لسبب واحد فقط ...لان ديننا ولله الحمد كفل حرية وكرامة الرجل والمرأة والطفل وحتى الحيوان اكرمك الله
ولسنا بحاجة لخواء هذا الغرب وعوائه المتشدق بكفالة الحرية للجميع وهو في الحقيقة لا يكفل سوى عبودية الإنسان لشهواته وماديته !شيخي الفاضل ..ارجو منك ان لا تستنزف علمك وقدراتك في البحث عن حق الرجل في ( ضرب ) المرأة ...
ولكن اتمنى منك ومن جميع علمائنا أن يبحثوا عن تنمية المشاعر التي اهدرت وجفت منابعها مع مرور الوقت ..مشاعر الود والتراحم والألفة والسكينة بين الزوجين ...وتعزيز حسن التعامل ورقيه بينهما والبعد عن! استخدام الجوارح في إيذاء من استحلها بشرع الله ومن استأمنه عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ...ولا يجب ان تصل الامور بينهم إلى هذه الانحدار البغيض
!جزيت خيرا على توضيحك المفصل لوقت وكيفية ضرب الزوجة والذي جاء ما شاء الله كاملا متكامل ... هو ضرب للحاجة وللتأديب، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب؛ فليس للزوج أن يضرب زوجته بهواه، وليس له إن ضربها أن يقسو عليها؛ فالإسلام أذن بالضرب بشروط منها
أ- أن تصر الزوجة على العصيان حتى بعد التدرج معها.
ب- أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير؛ فلا يبادر إلى الهجر في المضجع في أمر لا يستحق إلا الوعظ والإرشاد، ولا يبادر إلى الضرب وهو لم يجرب الهجر؛ ذلك أن العقاب بأكثر من حجم الذنب ظلم.
ج- أن يستحضر أن المقصود من الضرب العلاجُ والتأديب والزجر لا غير؛ فيراعي التخفيف فيه على أحسن الوجوه؛ فالضرب يتحقق باللكزة، أو بالمسواك ونحوه.
د- أن يتجنب الأماكن المخوفة كالرأس والبطن والوجه.وهل أكثر الاماكن وأولها تلقيا للإيذاء الا الوجه والرأس !! ))
هـ - ألا يكسر عظماً، ولا يشين عضواً، وألا يدميها، ولا يكرر الضربة في الموضع الواحد.
إن بدأ الرجل بالضرب فلا تنفع معه لا قوانين ولا حدود ...وانت تعلم ان الغضب في هذه المواضع يعمي البصيره والضحية في هذه الحالة هي هذه الزوجة )) !!
و- ألا يتمادى في العقوبة قولاً أو فعلاً إذا هي ارتدعت وتركت النشوز.فالضرب - إذاً - للمصلحة لا للإهانة، ولو ماتت الزوجة بسبب ضرب الزوج لوجبت الدية والكفارة، إذا كان الضرب لغير التأديب المأذون فيه.
هل يعقل هذا ....كيف ؟؟؟ يعني ان ماتت الزوجه المضروبه هذه لا يلزم الرجل الإ الدية والكفارة فقط !!؟ هذا ان ماتت فقط بالضرب لغير التأديب المأذون فيه ؟؟ وان ماتت للضرب المأذون فيه لا يلزمه شي ؟؟!!! ؟؟ لا يمكن ان يكون الامر هكذا ....
اشك ان القتل في هذه الحالة يمر مرور الكرام ان صح التعبير ؟؟ ثم ان هذا الضر ب الذي يفضي للموت هو ضرب مبرح اساسا ؟؟!! هل يعقل ان يصل الأمر إلى هذه الدرجه من التهوين مع انه أدى لتقل نفس ؟؟! )) أما إذا كان التلف مع التأديب المشروع فلا ضمان عليه، هذا مذهب أحمد ومالك.التلف والضمان )) !!!!!أما الإمام الشافعي و الإمام أبو حنيفة فيرون الضمان في ذلك، ووافقهم القرطبي - وهو مالكي.وقال النووي -رحمه الله- في شرح حديث حجة الوداع السابق: \\\"وفي هذا الحديث إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، فإن ضربها الضرب المأذون فيه فماتت وجبت ديتها على عاقلة الضارب، ووجبت الكفارة في ماله\".
ومن هنا يتبين لنا أن الضرب دواء ينبغي مراعاة وقته، ونوعه، وكيفيته، ومقداره، وقابلية المحل، لكن الذين يجهلون هداية الإسلام يقلبون الأمر، ويلبسون الحق بالباطل. ثم إن التأديب بالضرب ليس كل ما شرعه الإسلام من العلاج، بل هو آخر العلاجات مع ما فيه من الكراهة؛ فإذا وجدت امرأة ناشز أساءت عشرة زوجها، وركبت رأسها، واتبعت خطوات الشيطان، ولم ينجع معها وعظ! ولا هجران-؛ فماذا يصنع الرجل في مثل هذه الحال؟ هل من كرامته أن يهرع إلى مطالبة زوجته كل ما نشزت؟ وهل تقبل المرأة ذلك، فينتشر خبرها، فتكون غرضاً للذم، وعرضة للَّوم؟ إن الضرب بالمسواك، وما أشبهه أقلُّ ضرراً على المرأة نفسها من تطليقها الذي هو نتيجة غالبة لاسترسالها في نشوز ها، فإذا طُلِّقت تصدع بنيان الأسرة، وهل بقاء هذه الأم الناشز على هذه الحالة سيفيد الأولاد والزوج وسيكون مردوده جيد على أجواء هذه الأسره ؟؟؟ (( فإمساك بمعروف او تسريح بإحسان . ))
واخيرا .......كفيت ووفيت في شرحك الرائع عن حدود و وقت وكيفية هذا العلاج المهم جدا في بناء الاسر الاسلامية في حين انك لو كثفت جهودك في البحث عن أسباب تفكك الاسر وانحراف الشباب وازدياد عمق الهوة بين كل من الزوج الزوجة والبعد عن هكذا أمور مثل مشروعية استخدام الضرب التي اصبحت تحتاج إلى رجل ( ( من زمن الصحابة )) ليحسن تطبيقها في وقتها وكيفيتها وحدودها.
لا نريد عنف وضرب واعطاء صوره خاطئه عن الاسلام الذي دعى للتكافل وحسن الجواربين المسملين فمابالك بين الزوجين انفسهم ...نحن نريد الآن توعية الرجال بحقوق زوجاتهم من عطف وحنان وتفهم ولين وصبر وحسن معشر ...فالرجوله لا تعني! القوة البدنية والاستئساد الخارجي ..انما هي في حقيقتها حنان وعطف واحتواء وحكمة ..وهذه الاخيره هي مانفتقدها الآن وبشدة ...والحكمة ضالة المؤمن !!وللعلم ...انا لست بمتزوجة ولم يسبق لي الزواج أي اني لم اكتب من واقع عشته ولكني كتبت من دافع احساس لا يخلوا من عقل وايمان وقناعة ....وادعو ! الله ان يغفر لي زلتي وتطاولي ان كنت فعلا قد وقعت فيها حرفا اوكلمة او عبارة ...لاشك أني انجرفت للمجادلة التي توجست منها بداية الأمر , ولكن عزائي في ذلك ان لكم عقلا واعيا وصدرا واسعا وحلما جامعا...فاتحملني للمره الثانيه وجزاك الله خيروهدانا جميعالسواء السبيل.
الاجابة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
من يرغب في قراءة هذه المشاركة لا بد أن يرجع للتفاصيل السابقة والمنشورة مرتين مرة تحت عنوان:
يضربني ولا يحترمني أنت السبب
و مرة أخرى تحت عنوان:
ضرب الزوجة الناشز( الهدى) تغضب وتعقب
أو متى وكيفية الضرب لتأديب الزوجة الناشز
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للوصول لأسلم الحلول، ونسأله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
الأخت الفاضلة( الهدى من الإمارات) صاحبة النفس الطويل، صاحبة المستقبل المشرق في حل المشكلات، ونسأل الله تعالى أن تزداد خبراتك في الحياة وأن يكلل الله تعالى نجاحك بزوج صالح، وأن يهبك الذرية الطاهرة. آمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيرا على رسالتك اللطيفة، وردودك الجميلة، أشكرك على ثناءك ودعاءك, وشكرا على حرصك واهتمامك، وقد فرحت برسالتك وتعقيبك وعلمت أنك شخصية إيجابية ينبغي أن نشجعك، وندعو لك.
و مرة أخرى أحب أوضح لك أننا حينما نتعرض لحل مشكلة لا ندعي العصمة بل نطلب من الله التوفيق والسداد والوصول للحق والصواب، ونحاول اتباع كتاب ربنا سبحانه وتعالى، والسير على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، و بحسب ما تعلمنا من علمائنا ومشايخنا، وخبرات الحياة.
و أوكد لكِ أن حل المشكلات وغيرها من هذه الأمور اجتهادية، وقد نصل للحل الأصوب، وإن وصلنا إليه حمدنا الله تعالى، وإلا فنرحب بأي تعليق و نفتح صدورنا لأي نقد أو تصويب، ونفرح بكل نصح أو توجيه، وإذا وقع طالب العلم منا في خطأ فسوف يبادر بالتصحيح، ويعلن ذلك للجميع. ويستغفر الله تعالى ويتوب إليه.
و نحن الآراء الأخرى ونسعد بها حتى لو كانت متعارضة، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
والحمد لله بعد استعراض كلماتك فقرة فقرة وجدت أن نقاط الاتفاق كثيرة بل نكاد نتفق في كل شيء ماعدا فقرة واحدة أو فقرتين، وهما محل اجتهاد بين التربويين.
والآن سأستعرض كلماتك من خلال ذكر ملخض لجميع الفقرات بالترتيب، وسأذكر التفصيل في النقاط الاجتهادية، وتقريبا نقاط الاختلاف في الاجتها هي رقم:13، و16.
أولا: نقاط الاتفاق:
الفقرة الأولى: تم فيها توضيح المفهوم الصحيح لحياة الزوجية ولا خلاف حول هذا المفهوم
الفقرة الثانية: التفريق بين هذه الحالة الخاصة التي تحاج لإرشادات معينة للزوجة التي تدفع زوجها للانفعال، وبين النصح العام لجميع الرجال، أو للنساء.
الفقرة الرابعة: بيان المقصود من فهم أحاديث طاعة الزوج.
الفقرة الخامسة: سيطرة حب وكيفية الوصول إليها من الرجل الحكيم، وكيف تصل المرأة لما تريد باستخدام أسلحة الأنثى الفتاكة.
الفقرة السادسة: دعوة الرجال لأداء حقوقهم الزوجية.
الفقرة السابعة: التعقيب على الموضوع الخاص بضرب الزوجات (ضرب الزوجة كيفية ووقتا )، من خلال تحليل الكلمات الخاصة بابتعاد المسلمين عن تعاليم دينهم الحنيف.
الفقرة الثامنة:عودة الوعي للمسلمين.
الفقرة التاسعة:السبب في إفراد موضوع كامل ومتكامل عن مشروعية ضرب المرأة، والفهم الخطأ من بعض الرجال.
التعليق المطلوب هو: هذا الأمر خاص بمن ينكر مشروعية الضرب عموما، نبين له أنه مشروع لكن بضوابط وبكيفية معينة.
الفقرة العاشرة: لا نعترض على الشرع بل على التطبيق.
الفقرة 11: الفهم الصحيح للتصريح بالضرب.
الفقرة 12: أمنية غالية لا نختلف عليها، من نشر حسن المعاملة من الأزواج والتدريب عليها.
الفقرة 13:هذه الفقرة قد تكون محل اجتهاد، وفيها التفريق بين الضرب المؤدب وبين غيره، وما ورد من ضرب يؤدي للعقوبة يرهب الرجل من اللجوء للضرب أصلا خصوصا من لا يضبط انفعاله أو غضبه، وبالطبع لن يمر هذا مرور الكرام. والفقهاء يضعون جميع الاحتمالات، ويفترضون جميع الصور، ويضعون العقوبات اللازمة، مع بيان خطورة الضرب وسوء عاقبته.
الفقرة 14: لا مانع من وجود رجال يطبقون تعاليم الإسلام مثل العصور الزاهرة الأولى.
الفقرة 15: لا خلاف أننا لا نريد استخدام العنف أو الضرب، واعتباره آخر الدواء كالكي.
الفقرة 16: قد تكون محل اجتهاد: وإذا كان الهدف إعطاء صورة صحيحة عن الإسلام، وتجنب ذكر موضوع الضرب حتى نتجنب إعطاء صورة خاطئة عن الإسلام.
فأعداء الإسلام لا تخفى عليهم تعاليمه، والمستشرقون قد تصيدوا كل شبهة في التطبيق ليستغلوها، وواجبنا عدم إخفاء شيء من حقائق الدين، قد يكون الأفضل في كثير من الحالات أن نمنع نشر هذا الأمر أي كيفية الضرب ومشروعيته. أو لا يحسن أن نذكر للمسلمين مشروعية الضرب أساسا لأنهم سينحرفون في التطبيق، لكن ما المانع من نشر الحقيقة الكاملة، أي بالضوابط المطلوبة لتنتشر المفاهيم الصحيحة.
فالموضوع اجتهادي فمن الناس من يرغب في إغلاق الباب تماما، ويمتنع عن ذكر الحقيقة فلا يذكر أبدا هذا الأمر، وقد يصل الأمر إلى إنكار مشروعية الضرب، ومنهم من يفتح الباب لهذا الأمر، ويعلن أنه حق دون ذكر الضوابط والآداب، وأن الضرب آخر الدواء. وكلا الأمرين خطأ، ومنهم من يعتدل وينصف ويذكر المشروعية ويبين الضوابط والآداب والكيفية.
أنت تريدين نشر الرأي الأول _بسبب التجاوز في التطبيق_ وهو يشبه مذهب أهل التربية والتعليم في المدارس بمنع الضرب تماما نظرا للتجاوزات التي تمت في الماضي، ولكن ومن خلال الخبرة في العمل بالمدارس نجد أن اللائحة أجازت الضرب لكن جعلته بيد المسؤول الإداري كالوكيل والمدير، لمنع التجاوز الذي قد يحدث من المدرس بسبب الإسراف في الضرب، وإذا أردنا أن نطبق ذلك في الحياة الزوجية، فهل نحتاج لطرف خارجي يتدخل بين الزوجين ليقوم بالتأديب للمخطيء الذي لم تنفع معه طرق التأديب المتدرجة. وطبعا هذه طريقة صحيحة ممكن أن يستعملها الزوج ليتعلم التدرج، لأن بعض الطلاب يكفيه النظر وبعضهم يكفيه التكشير أو العبس بتقاطيع الوجه، وبعضهم يحتاج للزجر أو النهي برفع الصوت، فإن لم يستقم الطالب احتاج للتنبيه، ثم لرفع الصوت، أو اللجوء للنصح بالكلام الشديد أو التوبيخ، أوالصوت المرتفع والإرشاد المستمر ثم الطرد والإبعاد، أو العقاب بالحرمان من بعض الأمور المحببة للطالب.
الفقرة 17: لا خلاف حول الاهتمام بتوعية الجميع خصوصا توعية الرجال بحقوق زوجاتهم من عطف وحنان وتفهم ولين وصبر وحسن معشر.
هذا و الله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم احفظنا وارحمنا وأسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد وأن يمنحنا جميعا القدرة على الوقوف في وجه المشكلات ومواجهة العقبات.
المستشار : علي بن مختار بن محمد بن محفوظ