السلام عليكم ورحمة الله وبركانه،، جزاك الله خيرا اختي القصواء
الانتحار عمليه تأتي من نية انسان يائس من الحياه وينتابه شعور بأنه لا أمل له في البقاء قد يكون بسبب مرض او قد يكون فاشل في الحياه او لاي سبب آخر لذلك يقوم بعملية الانتحار.
ففي تلك اللحظه بالذات ينسى وجود الله وينسى ان الله كما اعطاه الروح فهو وحده ياخذها،، وبنفس الوقت فالروح عند الانسان امانه، يجب ان يحافظ عليها.
والله يحفظ جميع المسلمين من هذا الفعل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الفاضلة ..
كلمات رائعة ..لخصت في عدة أسطر ما ذكر بالموضوع كله ..
شكراً لمشاركتك التي أثرت الموضوع ..
قرأت في أحد الكتب المتخصصة في تطوير الذات قصة شخص أراد أن ينتحر إذ وصل به الأمر نتيجة داء الاكتئاب إلى أنه أراد أن يتخلص من حياته ، لأنه أحس أن وجوده لا فائدة منه ما دام سيعيش شقيا طول حياته ، وكان هذا الشخص تعرض لخسارة فادحة في سوق الأسهم ، فشعر بعدها أن الدنيا أظلمت في عينه فقد خسر في هذه السوق كل ما يملك 4ملايين ريال 0
المهم أن هذا الشخص اتصل بطبيب نفسي وكان من سكان جده والطبيب في الرياض ، فقال للطبيب أنا عقدت العزم على الانتحار
فقال له الطبيب وأنت مصمم على ذلك فقال نعم لقد فقدت كل شيء في هذه الحياة ووجودي لا داعي له هذه هي الفكرة التي تسيطر على عقلية من يريد الانتحار يريد أن يتخلص من نفسه هكذا تملي عليه أفكاره الخاطئة لتحدد مصيره ،
ومن الصعوبة بمكان إقناع من نوى أن ينتحر في العدول عن ذلك و لاشك أنه قلق ومتوتر وفي حالة نفسية يرثى لها ،
قال له الطبيب أقترح عليك اقتراحا أرجو أن توافقني عليه قال ما هو ؟
قال تأجيل الانتحار إلى أن تأتي لي بسرعة اذهب للمطار واحجز على أول طائرة قادمة للرياض وتعال لمقابلتي وبعد مقابلتي يمكنك أن تنتحر كما تشاء أنت حر ، فقال الشخص طيب سوف آتي لك وبعدما أتى الشاب للطبيب
استقبله الطبيب في مكتبه وبدأ الحديث معه وهو في غاية التوتر والارتباك وأعطاه الطبيب ورقة وقلما وقال له قسم هذه الورقة لقسمين اكتب في أعلى الصفحة أشياء افتقدتها من حياتي والقسم الآخر أشياء لم أفتقدها وقال له أكتب تحت كل عمود ما افتقدته ومالم لم تفتقده فقال الشاب كل شيء افتقدته ،
فقال الطبيب اعمل ما قلت لك ثم قال الطبيب دعني ألقي عليك بعض الأسئلة وأنت تجيب عنها 0
1- هل زوجتك هجرتك فجأة ؟
*فرد عليه بشدة وقا ل له من قال لك هذا ؟إنها تحبني بشده0
2- هل أولادك في السجن بسبب المخدرات أو جريمة ارتكبوها ؟
*فهاجم الشخص الطبيب بشدة وقال له ما هذا الكلام التافه أولادي جميعا في أحسن حال إن بعضهم في الجامعات والتعليم العام 0
*قال الطبيب للشاب إذا دعنا نضع في العمود الثاني ، زوجتك تحبك وأولادك بصحة وعافية ولم يودعوا السجن 0
3- هل أنت تعاني من بعض الأمراض التي تمنعك من الأكل الصحيح ؟
* فقال الشاب أبدا أنا بصحة وعافية ولا أعاني من أي مرض وشهيتي للأكل ممتازه0
4- هل فقدت وظيفتك بالطرد منها ؟
قال الشخص : أنا أعمل في وظيفة مرموقة الكل يحسدني عليها 0
قال الطبيب / إذا أضف إلى العمود الثاني أنا بصحة جيدة وأعمل في وظيفة مرموقة 0
لقد تابع الطبيب الأسئلة وتابع الشخص الإجابة حتى امتلأ العمود الثاني
والعمود الأول لازال خاليا وفي الأخير سأل الطبيب الشخص فقال له لو سألتك عن الله فأين ستكتبه فقال طبعا في العمود الثاني بالتأكيد،
ثم قال له ماذا تقصد بأنك لم تملك شيئا وفقدت كل شيء وسوف تنتحر ؟
ثم اخذ الشاب يتأمل في الورقة وقال لكني ما كنت أفكر بهذه الطريقة لقد غابت عني تماما لقد كنت متأكدا أنني فقدت كل شيء ( هنا رجع هذا الشخص إلى صوابه وأدرك حينها أنه أخطأ وأنه ظل الطريق وهيأ الله له هذا الطبيب الحاذق الذي دله على الطريق السوي و التفكير الصحيح )
بعد ذلك وضع الطبيب في العمود الأول كلمة واحدة كانت السبب في دفع هذا الشخص إلى الانتحار
إساءة الظن بالله وأن كل ما على هذا الشاب هو نقل هذه الكلمات من العمود الأول إلى العمود الثاني فهذا كل ما يحتاجه ،
فذهب هذا الشاب من عند الطبيب متعافي شاكرا لله أولا ولهذا الطبيب الذي كان سببا في إنقاذه مما كان مقدما عليه ،
والسؤال الآن هل يوجد من أطبائنا والمختصين في العلاج النفسي من يقوم بمثل هذه المهمة أم أن البعض يكتفي بصرف الأدوية النفسية التي أحيانا لاتسمن ولاتغني من جوع هذا المثال الذي عرضته مثال تطبيقي للعلاج العقلاني وهو مهاجمة الأفكار الخاطئة وإحلال الأفكار السليمة محلها ( نظرية ألبرت إلس ) والله الهادي إلى سواء السبيل
ما حكم من قتل نفسه متعمداً؟
هل يدخل النار لا محالة؟
وإذا كان كذلك فإن هناك من يقتل شخصاً آخر مسلماً بدون حق أو لغضب
ومع ذلك إذا تنازل الأقرباء لا يقتص منه ويكون عليه عتق رقبة
فهل هو في النار؟
وهل يعني دخوله النار أنه يكون مخلداً؟
الــجــواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
فقد قال الله سبحانه وتعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً" [النساء:93]
وثبت في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام – أنه قال: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده في نار جهنم يجأبها بطنه خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن تردى في جبل فإنه يتردى في جهنم خالداً مخلداً فيها" رواه البخاري (5778)، ومسلم (109) أو كما قال – عليه الصلاة والسلام -
دلت الآية ودل الحديث على عظم تحريم قتل الإنسان نفسه أو قتله لغيره وأن ذلك من كبائر الذنوب
فأما قتل الإنسان نفسه متعمداً فلا يترتب عليه شيء من أحكام الدنيا ولا حق لأحد فيه ولا تجب فيه الكفارة، وهو إذا كان مسلماً موحداً فهو يوم القيامة تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه
وإن عذبه فإنه لا يخلد في النار
هذا ما عليه أهل السنة والجماعة
فكل من مات على التوحيد ولم يأت بناقض من نواقض الإسلام فإنه لابد له من دخول الجنة ولو بعد تمحيصه في النار، فإما أن يتجاوز الله عنه دون عذاب، أو يعذبه سبحانه ثم يخرجه من النار برحمته أو بشفاعة الشافعين من أوليائه سبحانه وتعالى
وهذا الحديث عند أهل السنة والجماعة محمول على الوعيد ومقيد بقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" الآية، [النساء: 48]
ودل على خروجه من النار ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال "يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان – أو مثقال خردلة من الإيمان" رواه البخاري (44)، ومسلم (184) وما في معناه
وأما من يقتل غيره متعمداً فإنه من أهل الوعيد الذي في الآية الكريمة "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً" [النساء:93]
والكلام في هذا الوعيد كالكلام في الوعيد الذي ورد في الحديث
فالقاتل إذا مات ولم يتب ومات على التوحيد والإسلام فإنه كذلك تحت مشيئة الله
إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه
ثم أخرجه من النار برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته
ولكن القاتل للنفس التي حرم الله يترتب على فعله مع الوعيد الشديد حقوق فإما القصاص أو الدية
قال العلماء: إن القتل يتعلق به ثلاثة حقوق
1_ حق الله فهذا يسقط بالتوبة فإذا تاب العبد توبة نصوحاً تاب الله عليه
ومن شروط التوبة أن يسلم القاتل نفسه
2_ حق أولياء المقتول، وهذا الحق يسقط بعفو الأولياء أو أخذهم الدية، وإلا اقتصوا منه بأن يقتلوه بالقتيل، إذا توفرت شروط القصاص فلولي المقتول الأخذ به وإن شاء تنازل إلى الدية أو عفا مجاناً
3_ حق المقتول وهذا يستوفيه يوم القيامة، فإن كان القاتل قد تاب توبة نصوحاً فالله – سبحانه وتعالى – بفضله يرجى أن يرضي المقتول عن حقه ويكرم عبده التائب، وإلا فإنه يستوفي حقه من حسناته، فيوم القيامة ليس فيه ما تقضى منه الحقوق إلا الحسنات والسيئات
كما جاء في حديث المفلس، وهو الذي يأتي بأعمال صالحة، ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وانتهك عرض هذا وأخذ مال هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته ولم يؤد ما عليه أخذ من سيئات المظلومين ثم طرح عليه ثم طرح في النار انظر مسلم (2581)
والقتل العمد ليس فيه كفارة، وإنما في قتل الخطأ، فقتل العمد أعظم وأكبر من أن تؤثر فيه الكفارة، وإنما تجب فيه الحقوق التي ذكرت، يجب على القاتل التوبة النصوح ويجب عليه تسليم نفسه لأولياء المقتول ثم الله سبحانه وتعالى – يحكم فيه يوم القيامة بعدله، وبهذا نعرف أن المؤمن الموحد لا يخلد في النار مهما كانت ذنوبه، بل هو تحت مشيئة الله وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة، فإن الخوارج والمعتزلة يقولون إن من مات مصراً على كبيرة من كبائر الذنوب فإنه لابد أن يدخل النار، وإذا دخلها فإنه لا يخرج منها، بل يكون مخلداً فيها، وهذا قول باطل مخالف للنصوص الصحيحة في خروج الموحدين من النار. والله أعلم.
المـفـتـي
الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
حسب معطيات وزارة الصحة، يعتبر الانتحار السبب الثاني الذي يؤدي الى موت المراهقين في جيل 14-25 عاماً (السبب الاول هو حوادث الطرق). وأسباب الانتحار لدى المراهقين تعود لأسباب كثيرة ومتنوعة تختلف باختلاف الأفراد واختلاف البيئة الاجتماعية والظروف التي يعيش فيها المراهق.
الشخص الذي يقبل على الانتحار يعاني من شخصية هشة وضعيفة
للحديث عن الانتحار والاسباب التي تلجأ المراهقين بشكل خاص الى الانتحار، التقينا الاختصاصية النفسية سلام عامر، من كفرقاسم، التي تعمل في مركز الخدمات النفسية في مجلس جلجولية وفي مركز شنايدر لطب الاطفال.
تقول سلام: "حين نتطرق الى موضوع الانتحار، علينا ان نميز بين الانتحار-محاولات الانتحار-التفكير في الانتحار. فهنالك اختلاف بين هذه الامور الثلاثة".
الانتحار: ان يقدم الشخص على عمل ما بهدف الموت عن سبق اصرار وتفكير وتخطيط. النتائج تكون مدمرة في كلتا الحالتين، اذا لاقى الشخص حتفه نتيجة ذلك او ما يتراكم على ذلك من صعوبات ومشاكل اذا لم ينجح الشخص في العملية.
محاولات الانتحار: تتعلق بعدة امور، الشخص الذي يقبل على الانتحار يعاني من شخصية هشة وضعيفة، واي شيء يسبب له الم كبير. محاولات الانتحار يقبل عليها الشباب اكثر من الفتيات، ويعود ذلك الى طبيعة المجتمع الاسرائيلي، فالشاب يتواجد معه سلاح وهو مستقل اكثر من الفتاة.
التفكير في الانتحار: يعبر عن ضائقة يعاني منها المراهق تدفعه للتفكير بالانتحار ولكنه لا يطبق الامر. هذا الامر شائع اكثر عند الفتيات.
لماذا الانتحار في اوساط المراهقين؟
في هذا الجيل يمر الشخص بعدة تخبطات فهذه المرحلة هي مرحلة متوسطة ما بين نهاية فترة الطفولة وبداية البلوغ. هنالك عوامل وتغييرات تطرأ على المراهق من نواحي شخصية، ذاتية، نفسية، عقلية واجتماعية. نظرة المراهق الى نفسه تتغير، فالمراهق يبدأ بتحمل المسؤولية عن اعماله ويشعر بالذنب اذا ما اخطأ، ويشعر بانه في المركز وكل تصرفاته منتقدة.
من ناحية عقلية - نضوج قدرة اتخاذ القرار لدى المراهق تكون غير ناضجة فلا يستوعب عواقب الانتحار او ما يترتب على الامر من عواقب.
مجموعات المراهقين الموجودة في خطر
المراهق يشعر بانه في المركز وكل تصرفاته منتقدة
هناك مجموعات شبابية معرضة اكثر من غيرها للانتحار، ليس معنى ذلك بان هؤلاء حتماً يفكرون او مقدمون على الانتحار، ولكنهم معرضون اكثر وبحاجة الى اهتمام ومراقبة من قبل الاسرة والمدرسة:
- مراهقون يعانون من الاكتئاب.
- مراهقون يعانون من امراض نفسية.
- مراهقون يتعاطون المخدرات.
- مراهقون مدمنون على شرب الكحول (نمط حياة).
- مجموعة الجيل، المراهق معرض للانتحار اذا قام صديقه او شخص مقرب منه بذلك.
- مراهقون في عائلات شهدت حالات انتحار، حتى الآن لم تتمكن الابحاث من معرفة اذا كانت هناك علاقة وراثية او مركبات شخصية تؤدي الى اتخاذ القرار بالانتحار.
- مراهقون يعيشون في عائلات تكثر فيها المشاحنات بين الزوجين "غياب أحد الوالدين" موت الوالدين أو أحدهم_ مرض الأهل الطويل ولا تعطي للمراهق حب وحنان، تريد من المراهق ان يكون معطاء في عدة مجالات وفي المقابل لا تعطيه شيئاً.
تأثير الانتحار على ترابط الاسرة
مراهقون يعانون من الاكتئاب
ليس من السهل على العائلة ان تتعامل مع موضوع الانتحار لما يحمل في طياته من احداث مؤلمة تتعلق بموت عزيز عليها، وما يترتب على ذلك من الشعور بالذنب ومحاولة معرفة الاسباب التي دفعت فرد من افراد الاسرة على الاقدام على الانتحار. فالوالدين يشعران بانهما اخفقا في تربية الابن ويحاولان استعادة احداث اثرت على ابنهما، ويتساءلان بدون توقف: كيف كان بامكاننا منعه من الانتحار؟
د. عبد اللطيف محاليقي
تجمع الدراسات في تحليل أسباب الانتحار لدى المراهقين، على وجود أسباب كثيرة ومتنوعة تختلف باختلاف الأفراد واختلاف البيئة الاجتماعية والظروف التي يعيش فيها الفرد. ويتبين من هذه الدراسات أن أهم الأسباب التي تدفع المراهقين الى الانتحار أو محاولة الانتحار هي:
أ_ أسباب ظرفية: يمكن ربطها بالأحداث التي يعيشها المراهق، انطلاقاً من الأحداث البسيطة الى الأحداث الأشد خطورة، وهي تتعلق في أكثرها بنظام العلاقات القائمة بين المراهق وأهله من جهة، وعلاقاته بالآخرين من جهة ثانية. ويمكن تحديد هذه الأحداث بالشكل التالي: المنع المفروض على المراهق في البقاء خارج المنزل لوقت متأخر، رفض الأهل تحقيق بعض من متطلباته، قصور الأهل المادي لشراء ما يرغب به، المشاحنات مع الرفاق، الفشل الدراسي، علاقة فاشلة مع الجنس الآخر، ادخاله في مدرسة داخلية، انهيار وضع الأسرة الاجتماعي _ الاقتصادي، فقدان شخص عزيز، وخصوصاً الأب أو أحد المقربين.
ب_ أسباب اجتماعية: يمكن تصنيفها بنوعين:
1_ أسباب عائلية:
_ التفكك العائلي
_ انعدام الأمن والعاطفة نتيجة عوامل مختلفة أهمها: تعاطي الأب أو الأم الكحول.
_ المشاحنات بين الزوجين _غياب أحد الوالدين _ موت الوالدين أو أحدهم_ مرض الأهل الطويل.
ولقد استأثر الاهتمام في دراسة الأسباب العائلية بمشكلة غياب الأب انطلاقاً من فكرة أن سلطة الأب وعاطفة الأم هما الركنان الأساسيان في توازن العلاقات الأسرية. فالسلطة ليست قمعاً دائماً، بل هي أيضا سند ودعم عاطفي. فالأب الذي لا يعرف إلا القساوة، ولا يستطيع تأكيد ذاته إلا من خلال الصراخ والعقاب الجسدي، لا يمكنه أن يفرض السلطة العادلة والثابتة، فينشأ الأبناء على فكرة السلطة القاسية والقمعية، وعندما يصلون الى مرحلة المراهقة فانهم يستجيبون بطريقة عدوانية مماثلة.
التحليل الفرويدي: اعتبر ان وظيفة الأب ذات أهمية كبيرة في مرحلة المراهقة، أولاً للخروج نهائياً من "الأوديب" ثم ثانياً من أجل تكامل الاستقلالية واعادة تنظيم الواقع الذاتي. والخلل في الصور العائلية في مجموعها، في الوقت الذي يحصل فيه انبعاث جديد للشحنات السابقة، يمكن أن يكون له التأثير الكبير على مصير الميل الاندثاري القومي في هذه المرحلة.
ب_ أسباب اجتماعية: تظهر الدراسات على أن مستوى الأسرة الاجتماعي _ الاقتصادي والمستوى الثقافي ليس لهما تأثير كبير في دوافع الانتحار لدى المراهقين. فلقد تبين من هذه الدراسات ان المراهقين الذين ينتحرون أو يحاولون الانتحار ينتمون الى جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بشكل متعادل. وكذلك عامل السكن الذي يؤثر فقط في حال شكل انعكاساً لمآزم عاطفية.
فالسبب الاجتماعي الأكثر تأثيراً يرجع الى الفشل المدرسي الذي يعيشه المراهق كجرح نرجسي عميق. ومما يزيد في خطورة هذا العامل، موقف الأهل الذين يسقطون الآمال على ابنائهم ويأملون تحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه من خلالهم. فيلجأون الى استعمال القمع والقوة للوصول الى ما يبتغون.
وهكذا، فان الفشل المدرسي يشكل نقطة التقاء ظروف سلبية وشكل خاص من التوظيف والتأثير القمعيين.
ج_ الانتماء الى جماعات الرفاق
ان عجز المراهق عن الانخراط في مجموعة ما، أو بمعنى آخر، عزلة المراهق الاجماعية، هي ظاهرة ترجع في الواقع الى مرحلة الطفولة. وهذا العزل الاجتماعي يتخذ أشكالاً مختلفة:
_ العزل نتيجة لشعور المراهق بضعفه وعجزه عن تحمل المنافسة ضمن المجموعة.
_ العزل نتيجة للنظر الى المجموعة على أنها ليست بذي فائدة، وان الانتماء اليها لا يعود عليه بأي نفع.
_ وأحياناً يكون العزل نتيجة لشعور المراهق بأنه لا يملك الحق في ترك أهله لأنه يشعر بالارتياح معهم.
_ فاستمرار العلاقة الطفلية السابقة بين المراهق وأمه، وظهور الأب كأول غريب في علاقة الأم/ الطفل، واستحالة تخطي العلاقة الثلاثية، تشكل جميعها العوامل التي تفسر عدم امكانية التنشئة الاجتماعية.
من المعلوم اليوم ان الانتماء الى عُصب الأحداث، له نتائج ايجابية بالنسبة الى المراهق:
_ ينزع عن المراهق الميل الى الاندثار الذاتي من خلال تفريغ العدوانية في تصرفات جماعية.
_ يعزز ويقوي الميول "اللبيدية"، وبالتالي يعزز الأواليات الدفاعية ضد شحنات الاندثار والموت.
_ اتحاد الطاقات يقوي مشاعر الحماية ضد اتحاد الأخطار الخارجية المتأتية من عالم الراشدين.
هكذا فان العزل الاجتماعي يعيق تشكل الأوليات الدفاعية ضد الميول الاندثارية.
د_ أسباب نفسية
ان بعض الخصائص النفسية تظهر بشكل ثابت، وتبين خاصية مزدوجة: قدمها وتثبيتها.
1_ خصائص المزاج: التي أساسها ليس الخور بل شكل من أشكال الكآبة وعدم الرضى المستمرين والعميقين اللذين يسترهما نشاط زائد ظاهري. واستجابات الخيبة والخجل هي أكثر شيوعاً من مشاعر الذنب. ان هذه الخصائص جميعها ذات علاقة بقلق منتشر من نمط سلفي لا يشبه مطلقاً قلق الخصاء بسبب خاصيته الكثيفة التي لا لبس فيها ولا بروز. ان المراهق الذي لا يعرف إلا قانون "الكل أو لا شيء" يمكن ن يكشف عن مزاج ضعيف.
2_ اضطراب الارصان: الذي هو في الأساس اضطراب ناتج عن عجز في التفكير والتعبير اللفظي للمُعاش العاطفي والانفعالي. وبشكل عام فان هذا الاضطراب شبيه بالاضطرابات التي تلاحظ عند الجانحين وفي بعض الاضطرابات النفسبدنية ، ويؤلف حلقة من الحلقات التي تربط هذين النمطين من السلوك. والانتحار يتعلق بهذين النمطين، أولاً كفعل وثانياً كتدمير ذاتي.
ان اعتماد المراهق العقلنة لا يمنع وجود هذا الاضطراب. فالعقلنة عادة، وبفعل وظيفتها الدفاعية والنمائية، هي مرحلة من مراحل النمو الارصاني، وهي مشحونة بالعاطفة ولها تأثير في تنظيم الانفعال. ولكنها هنا، على العكس، تبنى على فراغ، والكلمات لا تحمل أي شحنة عاطفية.
3_ تنظيم مثال الأنا: يظهر أيضاً خصائص نفسية. فالأمر يتعلق بمثال "أنا" سلفي وعظامي مع خصائصه الطبيعية: مطلب المطلق _غياب أو عدم كفاية في التغير. ويمكن الاشارة هنا الى العجز عن التكامل الزمني، إذ إن الزمن المُعاش بالنسبة للمراهقين الذين يقدمون على الانتحار لا يحتوي لا على فكرة الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل. وفي الوقت نفسه، سلوك الانتظار الذي ينظم الفعل، والذي يشكل سلوكاً مؤجلاً يصبح سلوكاً لا يحتمل.
ان هذه الاضطرابات ليست بالضرورة اضطرابات مكثفة، ويمكن أن تظل خفية، ولكنها في الواقع متجذرة بعمق. وهي تُصاحب بعدم امكانية تحمل الصدّ، وشدة الأحباط تترجم درجة العذاب والألم أمام العجز في امكانية التأثير على الواقع للتوصل الى اشباع الرغبات. وأحياناً الاحباطات المتلاحقة يمكن أن تأخذ شكل النقد الذاتي الذي يخفي متطلبات على مستوى مثال الأنا. ولا شك ان الميل المطلق والمتطلبات تجاه الذات نجدها لدى جميع المراهقين. ولكن المراهقين الذين يحاولون الانتحار يتميزون بأن مثال "الأنا" السلفي لديهم يظهر قبل البلوغ، واثناء المراهقة يلاحظ من خلال تثبيته وصلابته وعدم تأثيره التدريجي بواسطة اختيار الواقع. فكل مجابهة مع الواقع ليست عامل تطور، بل جرح وتعزيز لوضعيات سلفية.
ح_ عدم كفاية الأواليات الدفاعية الطبيعية
ان هذه الخاصية هي احدى السمات الأكثر ثباتاً لدى جميع الأحداث الذين يقدمون على الانتحار. فالمراهق يملك وسائله الدفاعية ضد جروحه النرجسية وما يتعرض له مثال "الأنا" وفقدان الموضوع. ومن أهم هذه الوسائل أواليتان ولكنهما غير كافيتين:
1_ حركية التوظيفات: اننا نجد لدى جميع المراهقين الذين يقدمون على الانتحار العجز في رفع التوظيف عن الموضوع المخيب أو الضائع. وبالرغم من العذاب الذي يشعر به المراهق فانه يبقي على توظيفاته ويكرر تصرفاته ويجتر خيبته ويغلق ذاته عن كل ما هو آخر. بتثبيت خاص يشكل انحرافاً في عملية المراهقة الطبيعية.
2_ أوالية الاسقاط: تجاه هذا التباعد الذي يشعر به ما بين رغباته وطموحاته المثالية من جهة والامكانيات المتواضعة المتوفرة له من جهة ثانية يستجيب المراهق عادة، بواسطة أوالية دفاعية اسقطاية. وبحسب مستوى طموحه فانه يبني مشاريع وأنظمة نظرية تهدف الى جعل الواقع، لاحقاً، يتوافق مع الصورة المثالية التي كونها عن هذا الواقع، أو أنه يستجيب من خلال المحاولة في تعديل الواقع مباشرة بواسطة الانتقال الى الفعل الذي يمكن أن ينتهي بالجنوح.
ان هذه الأوالية لدى المراهق الذي يقدم على الانتحار، تكون معطلة أو غير كافية أو لا وجود لها على الاطلاق. فاما ان يوجه عندئذ عدوانيته مباشرة تجاه ذاته، واما ان يحاول التأثير على الواقع في مرحلة أولى من خلال الانتقال الى الفعل. ولكن امام الاحباط الذي يصيبه فانه يتخلى عن ذلك ويوجه الى ذاته الفعل العدواني.