الرد على ما كتبه جند الله بخصوص ابليس الملعون!!!!
ابليس كان اسمه عزازيل وكان من أشراف الملائكة وكان من الأجنحة الأربعة ثم أبلس بعد. روى سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان إبليس من الملائكة فلما عصى الله غضب عليه فلعنه فصار شيطانا. وحكى الماوردي عن قتادة: أنه كان من أفضل صنف من الملائكة يقال لهم الجنة. وقال سعيد بن جبير: إن الجن سبط من الملائكة خلقوا من نار وإبليس منهم, وخلق سائر الملائكة من نور. وقال ابن زيد والحسن وقتادة أيضا: إبليس أبو الجن كما أن آدم أبو البشر ولم يكن ملكا, وروى نحوه عن ابن عباس وقال: اسمه الحارث. وقال شهر بن حوشب وبعض الأصوليين: كان من الجن الذين كانوا في الأرض وقاتلتهم الملائكة فسبوه صغيرا وتعبد مع الملائكة وخوطب, وحكاه الطبري عن ابن مسعود. والاستئناء على هذا منقطع, مثل قوله تعالى: "ما لهم به من علم إلا اتباع الظن" [النساء: 157] وقوله: "إلا ما ذكيتم" [المائدة: 3] في أحد القولين, وقال الشاعر: ليس عليك عطش ولا جوع إلا الرقاد والرقاد ممنوع
واحتج بعض أصحاب هذا القول بأن الله جل وعز وصف الملائكة فقال: "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" [التحريم: 6], وقوله تعالى: "إلا إبليس كان من الجن" [الكهف: 50] والجن غير الملائكة. أجاب أهل المقالة الأولى بأنه لا يمتنع أن يخرج إبليس من جملة الملائكة لما سبق في علم الله بشقائه عدلا منه, لا يسأل عما يفعل, وليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة حين غضب عليه ما يدفع أنه من الملائكة. وقول من قال: إنه كان من جن الأرض فسبي, فقد روي في مقابلته أن إبليس هو الذي قاتل الجن في الأرض مع جند من الملائكة, حكاه المهدوي وغيره. وحكى الثعلبي عن ابن عباس: أن إبليس كان من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن خلقوا من نار السموم, وخلقت الملائكة من نور, وكان اسمه بالسريانية عزازيل, وبالعربية الحارث, وكان من خزان الجنة وكان رئيس ملائكة السماء الدنيا وكان له سلطانها وسلطان الأرض, وكان من أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما, وكان يسوس ما بين السماء والأرض, فرأى لنفسه بذلك شرفا وعظمة, فذلك الذي دعاه إلى الكفر فعصى الله فمسخه شيطانا رجيما. فإذا كانت خطيئة الرجل في كبر فلا ترجه, وإن كانت خطيئته في معصية فارجه, وكانت خطيئة آدم عليه السلام معصية, وخطيئة إبليس كبرا. والملائكة قد تسمى جنا لاستتارها, وفي التنزيل: "وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا" [الصافات: 158], وقال الشاعر فى ذكر سليمان عليه السلام: وسخر من جن الملائك تسعة قياما لديه يعملون بلا أجـر
وأيضا لما كان من خزان الجنة نسب إليها فاشتق اسمه من اسمها, والله أعلم. وإبليس وزنه إفعيل, مشتق من الإبلاس وهو اليأس من رحمة الله تعالى. ولم ينصرف, لأنه معرفة ولا نظير له في الأسماء فشبه بالأعجمية, قال أبو عبيدة وغيره. وقيل: هو أعجمي لا اشتقاق له فلم ينصرف للعجمة والتعريف, قال الزجاج وغيره.
" أبى" معناه امتنع من فعل ما أمر به, ومنه الحديث الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: )إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله - وفي راوية: يا ويلي - أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار(. خرجه مسلم.