موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة الصحة البدنية والنفسية والعلاج بالأعشاب وما يتعلق بها من أسئلة > الحجامة > تاريخ الحجامة

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 07:56 AM   #11
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي بيان حكم كسب الحجام

(30) عَن حُمَيْدٍ قَالَ : سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ ؟ ، فَقَالَ : احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ ، فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ ، وَقَالَ : (( إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ أَوْ هُوَ مِنْ أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ )) . صحيح . أخرجه مسلم (10/242) ، والتـرمذى (1278) و(( الشمائل ))(361) ، والطحاوى (( شرح المعانى ))(4/131) ، وابن الجوزى (( التحقيق ))(1587) من طرق عن إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس به .

وأخرجه البخارى (4/10. سندى ) قال : حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله يعنى ابن المبارك أخبرنا حميد الطويل عن أنس بمثله .

وتـابعهما عن حميد : مالك بن أنس ، وشعبة ، والثورى ، وعبد العزيز بن أبى سلمة ، ومروان الفزارى ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى ، ويزيد بن زريع ، ويزيد بن هارون ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد الله ابن بكر السهمى .

وبسـط طـرقه يطول مع اختلاف يسيـر فى ألفاظه : مالك ويحيى بن سعيد يقولان (( فأمر له بصاع من طعام )) ، والثورى يقول (( فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ )) ، وشعبة يقول (( وَأَمَرَ لَهُ بِصَاعٍ أَوْ صَاعَيْنِ أَوْ مُدٍّ أَوْ مُدَّيْنِ )) ، وسائرهم كقول إسماعيل بن جعفر القرشى .



(31) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْرَهُ ، وَكَلَّمَ سَيِّدَهُ ، فَخَفَّفَ عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ ، وَلَوْ كَانَ سُحْتًا لَمْ يُعْطِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صحيـح . أحمد (1/365) ، ومسـلم (10/242) ، وأبـو عوانة (3/358/5298) ، والطبرانى (( الكبير ))(12/96/12589) ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/338) عن عبد الرزاق عن معمر عن عاصم الأحول عن الشعبي عن ابن عباس .



(32) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أَعْطَاهُ . صحيح . أخرجه أحمد (1/351) ، والبخارى (2/11. سندى ) ، وأبو داود (3423) ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/338) من طرق عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس به .وأخـرجه أحمد (1/258،292،293) ، والبـخارى (2/36،37) ، ومسلم (10/242) ، وابن سعد (( الطبقات ))(1/445) ، والطحاوى (( شـرح المعانى )) (4/129) ، وابـن حبان (5150) ، والطبرانى (( الكبـير ))(11/21/10908) و(( الأوسط ))(8/228/8481) ، والحاكم (4/449) ، والبيـهقى (( الكبرى ))(9/337) ، وابن عساكر (( التاريخ ))(27/401) من طرق عن وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس به ، إلا أنه قال (( وأعطاه أجره واستعط )) .

وله طرق ووجوه عن ابن عباس ، ليس ذا موضع بسطها .



(33) عَنِ ابْنِ مُحَيِّصَةَ عَنْ أَبِيهِ : أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِجَارَةِ الْحَجَّامِ ، فَنَهَاهُ عَنْهَا ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُهُ وَيَسْتَأْذِنُهُ ، حَتَّى قَالَ : (( اعْلِفْهُ نَاضِحَكَ ، وَأَطْعِمْهُ رَقِيقَكَ )) .

وفى روايةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ : أَنَّهُ كَانَ لَهُ غُلامٌ حَجَّامٌ ، يُقَالُ لَهُ : نَافِعٌ أَبُو طَيِّبَةَ ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ خَرَاجِهِ ؟ ، فَقَالَ : لا تَقْرَبْهُ ، فَرَدَّهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : (( اعْلِفْ بِهِ النَّاضِحَ ، وَاجْعَلْهُ فِي كِرْشِهِ )) . صحيح . وله طرق الأولى ) ابن محيصة عن أبيه .أخرجه الشافعى (( المسند ))(ص190) ، وأحمد (5/435) عن إسحاق بن عيسى ، وأبو داود (3422) عن القعنبى ، والترمذى (1277) عن قتيبة ، والطحاوى (( شرح المعانى ))(4/132) عـن عبد الله بن هب ، وابن قانع (( معجم الصحابة ))(3/116) عن عبد العزيز الأويسى ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/337) عن يونس بن بكير ، سبعتهم عن مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة عن أبيه : أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام فذكره .وأخرجه أحمد (5/436) ، وابن الجارود (583) كلاهما عن معمر ، وابن حبان (5154) عن الليث بن سعد ، وابن ماجه (2166) ، والطحاوى (( شرح المعانى ))(4/132) ، والطبرانى (( الكبير ))(6/48/5471) ، وابن بشكوال (( غوامض الأسماء المبهمة ))(1/446) أربعتهم عن ابن أبى ذئب ، ثلاثتهم ـ معمر والليث وابن أبى ذئب ـ عن الزهرى عن ابن محيصة عن أبيه به .

قلت : هكذا رواه عن الزهرى : مالك من رواية أكثر أصحابه عنه ، ومعمر ، والليث ، وابن أبى ذئب . وخـالف جماعتهم : يحيى بن يحيى ، وابن القاسم ، فروياه عن الزهرى عن ابن محيصة أنه استأذن رسـول الله صلى الله عليه وسلم به ، فأسقطا من إسناده (( أباه )) .

أخرجه هكذا يحيى بن يحيى (( الموطأ ))(3/141) عن مالك عن ابن شهاب عن ابن محيصة الأنصارى . قال أبو عمر بن عبد البر (( التمهيد ))(11/77) : (( وذلك من الغلط الذي لا إشكال فيه على أحد من أهل العلم ، ولا يختلفون أن الذي روى عنه الزهري هذا الحديث هو حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود ابن كعب ابن عامر الأنصاري من بني حارثة بن الحارث ، لجده محيصة بن مسعود صحبة ورواية ، وليس لسعد بن محيصة صحبة ، فكيف لابنه حرام ؟! .والحديث مع هذا كله مرسل )) .

قـلت : ورجال هذا المرسل كلهم ثقات ، مالك ومن تابعه ، ومن فوقه ، ومن دونه . وإنما يتصل هذا الإسناد من الطريقين التاليتين .

( الثانية ) ابن محيصة عن أبيه عن جده .

أخرجه الحميدى (878) : ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني حرام بن سعد ـ قال سفيان : هذا الذي لا شك فيه وأراه قد ذكر ـ عن أبيه أن محيصة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن كسب حجام له فنهاه عنه ، فلم يزل يكلمه ، حتى قال له : أعلفه ناضحك أو أطعمه رقيقك .

وأكثر أصحاب ابن عيينة : الشافعى ، وابن أبى شيبة ، وأحمد يروونه (( عن حرام بن سعد أن محيصة )) ، هكذا مرسلاً . ولكن تابع الحميدى على الوجه الأول موصولاً : محمد بن إسحاق ، وزمعة بن صالح .

فقد أخرجه الشافعى (( المسند ))(ص190) و(( اختلاف الحديث ))(ص277) ، وابن أبى شيبة (4/354) ، وأحمد (5/436) ثلاثتهم عن ابن عيينة عن الزهرى عن حرام بن سعد بن محيصة أن محيصة به .

وأخرجه أحمد (5/436) ، وابن أبى عاصم (( الآحاد والمثانى ))(4/138/2119) كلاهما عن ابن إسحاق ، وابن أبى عاصم (4/138/2120) ، والطبرانى (( الكبير ))(20/313/744) كلاهما عن زمعة بن صالح ، كلاهما عن الزهرى عن حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه عن جده : أنه استأذن ... بنحوه .

قلت : ولا يتصل هذا الحديث من رواية الزهرى إلا من طريق ابن عيينة برواية الحميدى عنه ، وابن إسحاق ، وزمعة بن صالح . وسائر الرواة عن الزهرى يرسلونه كما سبق بيانه .

( الثالثة ) أبو عفير الأنصارى عن محمد بن سهل بن أبى حثمة عن محيصة .

أخرجه أحمد (5/435) ، والبخارى (( التاريخ الكبير ))(8/53/2125) ، والطحاوى (( شرح المعانى )) (4/131) ، والطبرانى (( الكبير ))(20/312/742) ، وابن قانع (( معجم الصحابة ))(3/116) ، والبيهقى (( الكبرى ))(9/337) ، وابن عبد البر (( التمهيد ))(11/79) ، وابن بشكوال (( غوامض الأسماء المبهمة ))(1/446) ، وابن الجوزى (( التحقيق فى أحاديــث الخلاف ))(1583) ، وابن عساكر (( التاريخ ))(53/156) من طرق عن الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي عفير الأنصاري عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن محيصة بن مسعود الأنصاري : أنه كان له غلام حجام .. بنحوه .

قَالَ أَبو عِيسَى : (( حَدِيثُ مُحَيِّصَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )) .



(34) عن رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ خَبِيثٌ ، وَكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ )) .(34) صحيح. أخرجه الطيالسى (966) ، وابن أبى شيبة (4/355) ، وأحمد (3/465،464و4/141) والدارمى (2621) ، ومسلم ، وأبو داود (3421) ، والترمذى (1275) ، والنسائى (( الكبرى )) (3/113/4686،4685) ، والطحاوى (( شـرح المعانى ))(4/129،52) ، وأبو عوانة (3/356) ، وابن حبان (5153،5152) ، والطبرانى (( الكبير ))(4/243،242/4260،4259،4258) ، والحاكم (2/48) ، والبيهقى (6/6 و9/336) ، وابن عبد البر (( التمهيد ))(2/226) ، وابن الجوزى (( التحقيق فى أحاديث الخلاف ))(1581) من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج به .

وأما أجر الحجام ، ففيه ثلاث مسائل :

[ المسألة الأولى ] الأحاديث فى كسب الحجام على ثلاثة أنواع :

( الأول ) حل الأجرة مطلقاً .

( الثانى ) حل الأجرة فى إطعام الرقيق والناضح دونه .

( الثالث ) خبث الأجرة وكونها سحتاً .

[ المسألة الثانية ] قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووى (( شرح مسلم ))(10/233) : (( وقد اختلف العلماء في كسب الحجام ، فقال الأكثرون من السلف والخلف : لا يحرم كسب الحجام ، ولا يحرم أكله لا على الحر ولا على العبد ، وهو المشهور من مذهب أحمد . وقال في رواية عنه ، قال بها فقهاء المحدثين : يحرم على الحر دون العبد . واحتج الجمهور بحديـث ابن عباس : أن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وأعطى الحجام أجره ، قالوا : ولو كان حراما لم يعطه . وحملوا هذه الأحاديث التى في النهى على التنزيه ، والارتفاع عن دنئ الاكساب ، والحث على مكارم الاخلاق ، ومعالى الأمور ، ولو كان حراما لم يفرق فيه بين الحر والعبد ، فإنه لا يجوز للرجل أن يطعم عبده مالا يحل )) .



لكن يبقى إشكال ، وهو : إن كان أجر الحجام حلالاً كيف جاز إطلاق لفظ الخبث والسحت عليه ؟ . أجاب عنه القاضى بقوله : (( الخبيث في الأصل ما يكره ، لرداءته وخسته ، ويستعمل للحرام من حيث كرهه الشارع ، كما يستعمل الطيب للحلال قال تعالى (( ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب النساء )) ؛ أي الحرام بالحلال ، وقال سبحانه وتعالى (( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون )) ؛ أي الدنيء من المال . ولما كان مهر الزانية ، وهو ما تأخذه عوضا عن الزنا حرام ، كان الخبيث المسند إليه بمعنى الحرام ، وأما كسب الحجام لما لم يكن حراما ، لأنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وأعط الحجام أجره ، كان المراد من المسند إليه المعنى الثاني ، يعنى الدنئ الخسيس )) .



كما أجاب عنه أبو سليمان الخطابى بقوله : (( إن معنى الخبيث في قوله (( كسب الحجام خبيث )) : الدنئ ، وأما قوله (( ثمن الكلب خبيث ، ومهر البغي خبيث )) ، فمعناه المحرم . وقد يجمع الكلام بين القرائن في اللفظ ، ويفرق بينهما في المعاني ، وذلك على حسب الأغراض والمقاصد فيها . وقد يكون الكلام في الفصل الواحد ، بعضه على الوجوب ، وبعضه على الندب ، وبعضه على الحقيقة ، وبعضه على المجاز ، وإنما يعلم ذلك بدلائل الأصول وباعتبار معانيها )) .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 07:57 AM   #12
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

وقال القاضى الشوكانى فى (( نيل الأوطار ))(5/22) : (( استدل من قال بتحريم كسب الحجام ، وهو بعض أصحاب الحديث ، بأحاديث النهى عن كسب الحجام ، ووصفه بأنه خبيث ، لأن النهي حقيقة في التحريم ، والخبيث حرام ، ويؤيد هذا تسمية ذلك سحتا كما في حديث أبي هريرة . وذهب الجمهور من العترة وغيرهم إلى أنه حلال ، واحتجوا بحديث أنس ، وابن عباس . وحملوا النهي على التنزيه ، لأن في كسب الحجام دناءة ، والله يحب معالي الأمور ، ولأن الحجامة من الأشياء التي تجب للمسلم على المسلم للإعانة له عند الاحتياج إليها .



ويؤيد هذا إذنه صلى الله عليه وآله وسلم ، لمن سأله عن أجرة الحجامة أن يطعم منها ناضحه ورقيقه ، ولو كانت حراما لما جاز الانتفاع بها بحال . ومن أهل هذا القول من زعم أن النهي منسوخ ، وجنح إلى ذلك الطحاوي ، وقد عرفت أن صحة النسخ متوقفة على العلم بتأخر الأخر ، وعدم إمكان الجمع بوجه ممكن . والجمع ممكن ، بحمل النهي على كراهة التنزيه ؛ بقرينة إذنه صلى الله عليه وآله وسلم بالانتفاع بها في بعض المنافع ، وبإعطائه صلى الله عليه وآله وسلم الأجر لمن حجمه ، ولو كان حراما لما مكنه منه . ويمكن أن يحمل النهي عن كسب الحجام على ما يكتسبه من بيع الدم ، فقد كانوا في الجاهلية يأكلونه ، ولا يبعد أن يشتروه للأكل ، فيكون ثمنه حراما . ولكن الجمع بهذا الوجه بعيد ، فيتعين المصير إلى الجمع بالوجه الأول .

ويبقى الإشكال في صحة إطلاق اسم الخبث والسحت على المكروه تنزيها ! . قال في القاموس : الخبيث ضد الطيب ، والسحت ـ بالضم وبضمتين ـ الحرام ، أو ما خبث من المكاسب ، فلزم عنه العار انتهى . وهذا يدل على جواز إطلاق اسم الخبث والسحت على المكاسب الدنية ، وإن لم تكن حراماً ، والحجامة كذلك فيزول الإشكال .



وحكى صاحب (( الفتح )) عن أحمد وجماعة الفرق بين الحر والعبد ، فكرهوا للحر الاحتراف بالحجامة ، وقالوا : يحرم عليه الإنفاق على نفسه منها ، ويجوز له الإنفاق على الرقيق والدواب منها ، وأباحوها للعبد مطلقا ، وعمدتهم حديـث محيصة ، لأنه أذن له صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلف منه ناضحه )) .



وتأول أبو جعفر الطحاوى الإباحة على حل كسبه ، إذ لا يجوز لأحد أن يطعم عبيده من المال الحرام . قال فى (( شرح المعانى ))(4/132) : (( وفي إباحة النبي صلى الله عليه وسلم أن يطعمه الرقيق أو الناضح دليل على أنه ليس بحرام ، ألا ترى أن المال الحرام الذي لا يحل أكله ، لا يحل له أن يطعمه رقيقه ولا ناضحه ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الرقيق (( أطعموهم مما تأكلون )) ، فلما ثبت إباحة النبي صلى الله عليه وسلم لمحيصة أن يعلف ذلك ناضحه ، ويطعم رقيقه من كسب الحجامة ؛ دل ذلك على نسخ ما تقدم من نهيه عن ذلك ، وثبت حل ذلك له ولغيره ، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد )) .



وقال : (( وتجوز الإجارة على الحجامة ، لأنا قد رأينا الرجل يستأجر الرجل يفصد له عرقا أو يبزغ له حمارا فيكون ذلك جائزا ، فالحجامة أيضا كذلك )) .

[ المسألة الثالثة ] هل يضمن الحجام إذا تلف شئ بفعله ؟ .

قال الإمام الشافعى (( الأم ))(6/172) : (( مسألة الحجام والخاتن والبيطار . قال : وإذا أمر الرجل أن يحجمه أو يختن غلامه أو يبيطر دابته ، فتلفوا من فعله ، فإن كان فعل ما يفعل مثله مما فيه الصلاح للمفعول به عند أهل العلم بتلك الصناعة ، فلا ضمان عليه ، وإن كان فعل ما لا يفعل مثله ممن أراد الصلاح وكان عالما به ، فهو ضامن ، وله أجر ما عمل في الحالين ، في السلامة والعطب .

قال الربيع بن سليمان : وفيه قول آخر للشافعى ، قال : إذا فعل ما لا يفعل فيه مثله ، فليس له من الأجر شيء ، لأنه متعد ، والعمل الذي عمله لم يؤمر به ، فهو ضامن ، ولا أجر له وهذا أصح القولين )) .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 07:57 AM   #13
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

بيان حكم حجامة النساء

(29) عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحِجَامَةِ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهَا . قَالَ : حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ ، أَوْ غُلامًا لَمْ يَحْتَلِمْ . صحيح . أخرجه أحمد (3/350) ، ومسلم (14/193) ، وأبو داود (4105) ، وابن ماجه (3480) ، وأبو يعلى (2267) ، وابن حبان (5602) ، والحاكم (4/233) ، والبيهقى (( الكبرى )) (7/96) ، والخطيب (( تاريخ بغداد )) (5/169) من طريق الليث بن سعد عن أبى الزبير عن جابر . وقال أبو عبد الله الحاكم : (( هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه )) .قـلت : وهو كما قال ، ولكن فاته أن مسلماً أخرجه فى (( صحيحه ))



هذا الحديث غاية فى الصحة ، ولهذا أودعه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابورى فى (( صحيحه )) ، وهو قائم مقام الاحتجاج فى جواز تطبب المرأة ، ومداواتها بيد الرجل الموثوق بأمانته وديانته وصيانته لحرمات النساء ، ولهذا بوَّب عليه الإمام أبو حاتم بن حبان فى (( التقاسيم والأنواع )) :



ذكر الأمر للمرأة أن يحجمها الرجل عند الضرورة إذا كان الصلاح فيها موجوداً . وأما قول الراوى فى الحديث : حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ ، أَوْ غُلامًا لَمْ يَحْتَلِمْ ، فمما لا يلزمنا قبوله بإطلاق ، فهو من إدراج أحد الرواة دون جابر بن عبد الله ، ولا يمكن القطع بتعيينه ولا يقدح ذلك فى صحة الحديث ، ولا تلقينا إيَّاه بالقبول ، ومن مقتضاه جواز حجم الرجل الورع الأمين الثقة للمرأة إذا اضطرت إلى الحجامة ، وكان الشفاء مظنوناً ، ولم تكن ثمة نسوةٌُ حجامات ماهرات بأصول هذه الصنعة ، وذلك فى وجود زوجها وبإذن منه إن كانت ذات زوجٍ ، أو أحد محارمها إن لم تكنه .



وما أحسن ما قاله العلامة ابن حزم (( المحلى ))(10/33) : (( وأما قول الراوي : حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ أَخَاهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ ، أَوْ غُلامًا لَمْ يَحْتَلِمْ ، فإنما هو ظن من بعض رواة الخبر ممن دون جابر ، ثم هو أيضا خلاف لواقع الأمر ، لأن أم سلمة رضي الله عنها ولدت بمكة ، وبها ولدت أكثر أولادها ، وأبو طيبة غلام لبعض الأنصار بالمدينة ، فمحال أن يكون أخاها من الرضاعة ، وكان عبداً مضروبا عليه الخراج ، كما روينا من طريق مالك عن حميد الطويل عن أنس قال : حجم رسـول الله صلى الله عليه وسلم أبو طيبة ، فأمر له بصاع من تمر ، وأمر أهله أن يخففوا من خراجه )) . ثم قال : (( ولا يمكن أن يحجمها إلا حتى يرى عنقها ، وأعلى ظهرها مما يوازى أعلى كتفيها )) .



وأما التحرز للحجام الذى يعالج النساء بكونه ورعاً ثقةً أميناً ، فلأنه يكشف من المرأة ما يحرم عليه كشفه فى غير هذه الضرورة ، فلا يحجزه عن المحظورات المهلكات إلا ورعه ، ولأن عورات المرأة من الأمانات التى يجب ويتأكد حفظها وصيانتها ، ولا يصلح لذلك إلا الأمناء الثقات ، ألم تقل المرأة المؤمنة (( إن خير من استأجرت القوى الأمين )) .



ولا يخفى أن ستر عورات النساء من أوجب الواجبات ، ولا يجوز لامرأة أن تكشف عن جزءٍ ولو يسيرٍ من عورتها لأجنبىٍ عنها إلا لضرورة ماسة كمداواةٍ ونحوها ، وضابط ذلك قول الله جلَّ وعلا (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبآئهن أو أبآء بعولتهن أو أبنآئهن أو أبنآء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسآئهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النسآء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) .



قال سلطان العلماء الإمام العز بن عبد السلام (( قواعد الأحكام )) : (( ستر العورات واجب ، وهو أفضل المروءات وأجمل العادات ، ولا سيما فى النساء الأجنبيات . لكنه يـجوز للضرورات والحاجات . أما الحاجات ، فكنظر كل واحد من الزوجين إلى صاحبه ، ونظر الأطباء للمداواة )) .



والحجام وهو مضطر للنظر إلى محاجم المرأة المحرم عليه النظر إليها فى غير هذا الموضع ، فهذا الاضطرار مقيد بشرطين :

( الأول ) ألا يجاوز موضع الحاجة ، إذ الضرورة تقدر بقدرها ، فقد قال تعالى (( فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه )) . فعلى الحجَّام ألا يجاوز ما أبيح له من الكشف والنظر لئلا يأثم بذلك ، وليتحرى الإسراع بالفراغ من عمله ما أمكنه ؛ لئلا يحرج المرأة وزوجها ومحارمها .

( الثانى ) ألا يمس شيئاً من جسد المرأة بيده مباشرة ، وذلك باستعمال قفازين ، لما صحَّ من حديث معقل بن يسارٍ أن رسول الله قال : (( لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيطٍ من حديدٍ خير له من أن يمسَّ امرأةً لا تحلّ له )) صحيح . أخرجه الرويانى (( المسند ))(2/323/1283) ، والطبرانى (( الكبير )) (20/211/488،487) من طرق عن شداد بن سعيد الراسبي سمعت يزيد بن عبد الله بن الشخير يقول سمعت معقل بن يسار به .

قلت : وهذا إسناد متصل برجال كلهم ثقات ، خلا شداد بن سعيد أبا طلحة الراسبى ، فقد اختلفوا فى توثـيقه ، والأكثر على توثيقه . فقد وثقه ابن معين ، وأحمد بن حنبل ، والنسائى ، والبزار ، وابن حبان . وكفى بتوثيق الإمامين أحمد وابن معين .



وأما وجود الزوج وإذنه لذوات الأزواج ، أو المحارم لغيرهن ، فلما فى (( الصحيحين )) من حديث ابن عيينة حدثنا عمرو بن دينار عن أبي معبد سمعت ابن عباس يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ : (( لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ، وَلا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ )) ، فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا ؟ ، قَالَ : (( انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ )) .



وقد صحَّ عن عمر بن الخطاب أنَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (( أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ )) صحيح . أخرجه أحمد (1/18) ، والترمذى (2165) ، والنسائى (( الكبرى ))(5/388/9225) ثلاثتهم من طريق محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال خطبنا عمر بالجابية فقال : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا ، فَقَالَ : (( أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلا يُسْتَحْلَفُ ، وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلا يُسْتَشْهَد أَلا لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشيْطَانُ . عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ، فَإِنَّ الشيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ . مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ . مَنْ سَرتهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِئتُهُ ، فَذَلِكُمُ الْمُؤْمِنُ )) .



قال أبو عيسى : (( هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة ، وقد روي هذا الحديث من غير وجهٍ عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم )) . قـلت : هو كما قال ، له عن عمر طرق يطول تخريجها ، وقد بسطتها فى غير هذا الموضع .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 07:59 AM   #14
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

Post آلة الحجامة

آلــة حجامة



تأخذ كأس زجاجية ضيقة الفم واسعة البطن حجمها نحو الرمانة الصغيرة ، ثم تحرق قطعة من الورق أو قليل من القطن وترمي بها داخل الكأس ، وتوضع في الحال على الجلد سوف تنطفئ النار وينسحب الجلد إلى داخل الكأس ، ويمكن أن تضع قطعة من الكرتون ، تركز عليها قطعة صغير من شمعة مشتعلة وتوضع المحجمة فوقها .



القرون كانت تستخدم في السابق في عملية للحجامة



يمكن صنع المحجمة من أي كأس زجاجي أو معدني (أو برطمان صغير) بفوّهة قطرها 5 سم

وعمل فتحة " ثقب " من جانبه بريشة " بنطة " دريل مناسبة يمتص من خلالها الهواء كما هو موضح أعلاه



أدخل خرطوم " هوز بلاستيكي " من خلال الفتحة وثبتها بالطرف بإدخال خرطوم "هوز" آخر

بطول سنتيمتر واحد داخل طرف الهوز الطويل كما هو موضح أدناه

فسوف يضغط الهوز الداخلي على الخارجى ليثبت على جدار الكأس



أما البالونة أو الواقي الذكري فينصح به الأستاذ أحمد حفني/ القاهرة / حارة الزيتون صاحب هذه الطريقة من أجل المبالغة في النظافة حيث أنه يستخدم لمرة واحدة " لشخص واحد" وأظن الصورة أدناه توضح الطريقة.


هذا الجهاز يوجد في معظم دول العالم ، أمريكا ، ألمانيا ، الصين ، جمهورية مصر ، السعودية ، البحرين .
ويختلف حجم وعدد الكاسات من شركة الى أخرى .
سعره الشنطة من 10 ريال سعودي الى 250 ريال سعودي أي ما يعادل 3 دولار الى 80 دولار


عناوين بيع آلة الحجامة

هذه العناوين ليس من قبيل الدعاية ولكن لتيسر الحصول عليها ، وأي شخص يبيع آلة الحجامة ويود أن أضع عنوانه في هذه الصفحة مجاناً فليراسلني على هذا العنوان: [email protected]

جهاز الحجامة يوجد في معظم دول العالم ، أمريكا ، ألمانيا ، الصين ، جمهورية مصر، دولة البحرين

المملكة العربية السعودية على هذا العنوان:
في المنطقة الغربية
جـدة _ شارع الملك عبد العزيز _ مبنى أسواق الكورنيش التجاري _ الدور الأرضي
مركز لوازم البيت والأسـرة تلفون : 026442282 - فاكس : 026442204
محلات رامز في المنطقة الشرقية ـ الدمام ـ شارع الملك سعود هاتف رقم 8172311 - 8172411.


في المنطقة الشرقية
1- محل عطارة لقط المنافع - الثقبة / شارع مكة / مقابل مطعم كبانا . / هاتف رقم 8953552
2- محلات رامز في المنطقة الشرقية ـ الدمام ـ شارع الملك سعود " سعر الشنطة عشرة ريالات فقط " .

3- جميع فروع مركز سابل مارت:

الخبر" العقربية 8179200"

الدمام " مخطط 71 الشارع التجاري "

الدمام " شارع الأمير نايف 42 سابقاً " هاتف رقم 8373397 .

سعر الشنطة 8 ريالات فقط لا غير

وفي دولة البحرين - رائد أحمد حسين خنجي [email protected]
الجوال: 9435901 - (00973) - مستعدون للتصدير لدول الخليج بإضافة 00/5 دينار بحريني لكل شنطة وباقي الدول أيضا بعد الإتفاق على الشراء ، على أن يحول المبلغ على الحساب التالي: رقم الحساب 5 -1- 415715 -1 بنك البحرين الاسلامي - المنامة - البحرين
تتكون الشنطة من 15 كأس من جميع الأحجام و آلة السحب وقطع غيار


وفى جمهورية مصر
12 شارع دار السعادة متفرع من شارع سنان او نصوح -حدائق الزيتون - القاهرة
أ/ احمد حفنى تليفون 4536212 - 4536213- 0105669555 - الأدوات تليفون 2577224
وفي سوريــــا
عنواننا : سوريا - حمـاه - شارع صلاح الدين الأيوبي - بناء المهندسين
TEL - 033 216020 fAX - 033 216021 ... WWW.ALIMAN-TC.COM
[email protected] - [email protected]

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 07:59 AM   #15
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

الحجــامة

مختصر كتاب الدواء العجيب " الجزء الأول "



لمكتشف القوانين العلمية الدقيقة لعملية الحجامة

العلاَّمة العربي الكبير محمد أمين شيخو ولد في دمشق (1308هـ ـ 1890م)



تعريف الحجامة:

كلمة (الحجامة) مأخوذة من (حَجَمَ) و (حَجَّمَ)، تقول: حجَّم الأمر، أي: أعاده إلى حجمه الطبيعي. ونقول: حجَّم مجموعة النعم في نعمة واحدة، أي: جعلها محتوية على خصائص جميع تلك النعم. ومن (أحجم) وهي ضد (تقدَّم)، فمن احتجم تحجم الأمراض من التعرُّض له.

وبالحجامة يكون: إعادة الدم إلى نصابه الطبيعي وبالتالي تنشيط الدورة الدموية، وإزالة ما ازداد من الفاسد (الهرم) من الدم الذي عجز الجسم عن التخلص منه من توالف دموية وشوائب وسواها في أوانها مما يدر بهذه النعمة نعماً عميمة على الجسم وصاحبه علاجاً ووقاية.



وصف الكأس المستخدم في عملية الحجامة:

تعمل الحجامة على إحداث نوع من الاحتقان الدموي في منطقة الكاهل من الجسم باستعمال كؤوس خاصة مصنوعة من الزجاج تعرف بإسم (كاسات الهواء) ذات بطن منتفخ ثم عنق متطاول قليلاً بقطر أصغر من البطن ينتهي بفتحة مستديرة منتظمة [شكل (2)].

وقديماً كانت هذه الكؤوس متخذة من القرون المجوّفة لبعض الحيوانات أو مصنوعة من عيدان النباتات الصلبة المجوَّفة مثل أغصان خشب البامبو (عند أهل الصين)، وقد تطورت فيما بعد إلى كؤوس مصنوعة من الزجاج اليدوي لسهولة تنظيفها وتعقيمها وشفافيتها التي تسمح للحجَّام برؤية الدماء المستخرجة من المحجوم.



آلية عمل كأس الحجامة (كاسات الهواء):

نقوم بحرق قطعة ورقية مخروطية الشكل، أي بشكل قمع ويُفضَّل أن تكون من أوراق الجرائد لسهولة اشتعالها بحجم يستطاع إدخاله في فوهة الكأس المستخدم. بعد إدخال المخروط المشتعل داخل الكأس نلصق فوهة الكأس مباشرة على أسفل لوح الكتف (منطقة الكاهل) [شكل (3)].. فيقوم المخروط الورقي المشتعل هذا بحرق جزءٍ كبيرٍ من الهواء داخل الكأس وهذا يُحدث انخفاضاً في الضغط فيمتص الجلد ويجذبه من فوهة الكأس قليلاً ليعدِّل هذا الإنخفاض الحاصل في الكأس ونتيجة لذلك يظهر احتقان دموي موضعي .



إن هذا الجذب للجلد وهذه الحرارة المرتفعة قليلاً داخل الكأس تحدث توسعاً وعائياً سطحياً في منطقة الكاهل المثبَّت عليها كأسا الحجامة، حيث يخضع الدم أيضاً للجذب فيزداد توارده لهذه المنطقة، ويساهم بقاء الكأس مدة كافية جاذباً للجلد بمنع اشتراك الدم المتجمع في الدورة الدموية نوعاً ما.

بعدها يقوم الحجَّام بتشطيبات سطحية لهذه المنطقة المحتقنة من الجلد (بعد نزع الكأس) بطرف شفرة حادة معقَّمة.. وفيما بعد سنتعرض بشرح مفصَّل لهذا العمل.



الحجامة على الكاهل:

أخرج أبو داود والترمذي وحسَّنه، والحاكم وصحَّحه عن أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم في الكاهل».

وتتلاقى الحكمة المحمَّدية التي هي من شرع الإله صانع الجسم مع الحقيقة الطبية العلمية المكتشفة أن منطقة الكاهل هي المنطقة المثلى لإجراء الحجامة، والفائدة لا تكون إلاَّ من خلال هذه المنطقة حصراً، فهي تتميَّز بمايلي:

1) إنها منطقة لتجمع الكريات الحمر العاجزة والتالفة والشوائب الدموية عامة والجزيئات الكبيرة ذات الوزن الجزيئي المرتفع، حيث تقيل هذه الشوائب في هذه المنطقة أثناء النوم.

2) إنها منطقة مأمونة حتى ولو كان المرء يعاني من مرض السكري أو الناعور فلا خطر من التشطيبات السطحية، كذلك فإنها سريعة الشفاء دون أن ينتج عنها أية التهابات طالما أن الحجامة تُجرى في الظروف والأوضاع الصحيحة والسليمة صحياً.

3) أضف إلى هذا أنها منطقة خالية من أية أوعية دموية يكون جرحها خطيراً.

هذا وإن تجاربنا بالحجامة المسبقة التي قمنا بها على مدى نصف قرن لم ينتج عنها أية مضاعفات من هذا القبيل أبداً.



التعليل العلمي لإجراء عملية الحجامة في منطقة الكاهل:

قبل البدء في البحث العلمي في سبب اختيار منطقة الكاهل حصراً لإجراء عملية الحجامة فيها، لا بد أن نقدِّم فكرة موجزة عن الدم وجهاز الدوران:

لمحة موجزة عن الدم وجهاز الدوران:

يشكِّل جهاز الدوران في جسم الإنسان شبكة مواصلات عظيمة لم يُشهد لها مثيل في الوجود في تنظيمها وتفرعاتها المعقدة الدقيقة الإشراف المحكمة السيطرة على كافة أعضاء وخلايا الجسم البشري بما تحتويه من وظائف النقل والإمداد والتوزيع الغذائي، فغذاء العين يختلف عن غذاء الأذن الذي إن أتى إلى العين سبَّب لها العمى، وغذاء العين إن أتى إلى الأذن سبَّب لها الصمم، وفي إمداد ساحاته القتالية التي تعتبر ميادين لحروب عالمية بصواريخ بعيدة المدى تفرزها الكريات البيضاء كترياقات تطال أهدافها على الجراثيم القاذفة للسموم والدخيلة على الجسم، بأبعاد لها كبعد القمر عن الأرض نسبياً.. فالجسم كون عجيب بإلهام مدبَّر ومُبَرْمَج على أسس وتقنيات ذاتية عالية في التطور إعجازية في الابتكار.



الدم: هو وسط حيوي سائل تتم بواسطته كافة العمليات الحيوية في مختلف أنحاء الجسم ومن خلاله تسري الحياة وتنبعث القدرة على استمرارها، فعندما يتم هضم الطعام في المعدة والحاوي على النسب المختلفة من الحاجات الغذائية للجسم بعناصره ومركباته المختلفة يتدافع إلى الأمعاء (فيكتمل تمثُّله الهضمي) حيث تمتصه ملايين الخمائل الماصة التي تبطن الأمعاء الدقيقة بعد أن يكون قد أصبح معدّاً بخلاصته الكيلوسية لنقل الممتص منه بواسطة الدم إلى الكبد فسائر أرجاء الجسم في رحلةٍ طويلة متكررة ماراً بشبكة هائلة من الأوعية الدموية كالأنهار الضخمة تشقه من أدنى الجسم إلى أقصاه محمّلة بما تحتاج إليه أعضاؤه وأنسجته من المركبات والعناصر الغذائية والماء. ومن الرئتين الأوكسجين ليؤوب بطريقه إلى أجهزة الإطراح فيلقي فيها ما حُمِّل به من نفايات ومخلفات كغاز الفحم السام، والبولة لتقوم هي الأخرى (الأجهزة) بدورها في تخليص الجسم منها.



وكذا تصب فيه المنتجات الاستقلابية للغدد والأعضاء فيوصل بعضها إلى مكان الحاجة إليه ويطرح بعضها الآخر خارج الجسم بإحدى الطرق الطارحة للمنتجات الزائدة السامة ويُخزِّن بعضها الآخر لوقت الحاجة إليه مثل الغلوكوز (سكر الدم) الذي يُختزن في الكبد على شكل غلوكوجين (سكر معقد). وإن زمن هذه الدورة يستغرق (30) ثانية يقوم القلب فيها بدور المضخة الجبارة يرفده ضغط الشرايين والأوعية الدموية بدور إضافي حتى يكمل الدم دورته. وفي طريق عودته التي تتم بمساعدة تقبُّض عضلات الجسم التي تضغط بدورها على الأوردة ليعود من جديد إلى القلب. وذلك يتم في شبكة ضخمة من الأوعية الدموية يصل قطر بعضها (2.5) سم لتستدق وتصغر في نهاياتها لتصبح أوعية شعرية مجهرية. ويبلغ مجموع أطوال هذه الشبكة (100.000) كم أي: مثلي ونصف محيط الكرة الأرضية.



وللتعرف على مكونات الدم نقوم بالاستعانة بآلة الطرد المركزي التي تحوي أنبوب اختبار يحتوي على قليل من الدم يدور بسرعة (3000)د/د(1)، فنجد أن مكونات الدم تترسَّب على حسب ثقلها تدريجياً لتستقر الثقيلة في قاع الانبوب ثم الأخف فالأخف. وبذلك يتألف الدم من طبقتين:

1) طبقة رائقة يميل لونها إلى الصفرة وهي البلازما plasma وتشكل (55%) من حجم الدم. وهي تحوي المواد السكرية والأحماض الأمينية والكالسيوم والمغنزيوم واليود والحديد على شكل مركبات مختلفة كما تحوي الهرمونات والخمائر التي تسيطر على نمو الجسم وأنشطته المختلفة.

2) الطبقة السفلية تشكل (45%) من حجم الدم وهي التي تمنحه ذلك الصباغ الأحمر وتتكون من: (الصفيحات ـ الكريات البيضاء ـ الكريات الحمراء).

الصفيحات: وعددها (150-350) ألف/مم3، وحجمها (1-3) ميكرون(1) وتنحصر مهمتها في إيقاف نزوف الأوعية الدموية وإرقائها.

الكريات البيضاء: ويحتوي الميلي متر المكعب على (7000) كرية، قطر الواحدة (10-12) ميكرون، مهمتها الأساسية هي مهاجمة الجراثيم، إذ تنسل من جدران الشعيرات إلى الأنسجة بفضل أرجلها الكاذبة التي تمكِّنها من الحركة بحركة لولبية باتجاه الجراثيم محاولة إلتهامها والقضاء عليها بفضل ما تحمله من مواد مخربة للجراثيم.



الكريات الحمراء: ويحتوي الميلي متر المكعب من الدم على (5) ملايين كرية ليبلغ تعدادها حوالي (25) ألف مليار كرية في جسم الرجل البالغ أي (5×1210) في الليتر وذلك لاحتواء جسم الإنسان على (5-6) ليتر من الدم [شكل.

يتجدد منها يومياً ما يعادل (250) بليون كرية وتأخذ هذه الكريات شكل العجلات ذات الدواليب المنفوخة، قطر الواحدة منها (7) ميكرون وتميل هذه الكريات إلى الالتصاق التصاقاً مؤقتاً (السليمة الطبيعية منها) مكونة ما يشبه صفاً متراصاً من النقود المعدنية متراكبة فوق بعضها البعض Rouleaux وذلك عائد للزوجة سطحها [شكل (12)]. ولدى فحص الكريات الحمراء مجهرياً وجد أنها خلايا عديمة النوى ذات مرونة تسمح لها بأن تنثني على نفسها كما أنها ذات خاصية عالية في نقل الأوكسجين.



إن الخلل الكمي والكيفي في عمل هذه الكريات الحمراء يعكس مشكلات كبرى خطيرة، شائعة آثارها بين الناس عموماً، لذا فإن الوقاية والمعالجة بواسطة الحجامة تتركَّز عليها وتدور حول الأعضاء والوظائف المرتبطة بها فهي العنصر الدموي النشيط والفعَّال الدائم والمركزي في سير دورة الحياة والمحافظة عليها لهذا الكائن البشري.. وتاريخ ميلادها يبدأ في نقي العظام حيث تنطلق منه، إذ بعد نضجها تنطلق إلى مهماتها فتية نشيطة لتؤديها في الشروط الطبيعية على أكمل وجه وأتم حال.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 08:00 AM   #16
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

حتى إذا ما أتمت المائة والعشرين يوماً من تاريخ ميلادها غدت هرمة قد استُهلِكت جرَّاء العمل المتواصل فيأخذ نشاطها بالذبول وحياتها نحو الإضمحلال فتفقد مرونتها وقد استحالت إلى كرية ميتة عالة على الدورة الدموية فتزوي مع البلايين من مثيلاتها إلى جدران الأوعية الدموية تتدافعها الكريات الفتية معرقلة جريان الدم مما يؤدي إلى اختلالات في الجهاز الدوراني مع ضعف بسيْره بشكل عام ونقص في وظائف الأعضاء ناتج عن نقص في التروية الدموية الناجمة عن إعاقات هذه الكريات، وتظهر جلية عند الأشخاص المتقدمين في السن لعجز أجهزتهم عن درء هذه المعضلة المتفاقمة والمترافقة بارتفاع في الضغط الدموي .



وقد تبيَّن أن ذلك يعود إلى عوامل عديدة مسببة ليس فقط لتلك الإعاقات، بل إلى تشكُّل الخثرات الدموية وهي:

ـ لزوجة سطوح هذه الكريات.

ـ كثافتها المرتفعة والتي هي أكبر من كثافة المصورة 1095-1100<1024-1028.

ـ لزوجة بروتينات بلازما الدم.

كل هذا يدفع الكريات إلى الالتصاق عشوائياً أو انتظامياً ببعضها بعضاً بشكل تراكبي Rouleaux سرعان ما يزول بفضل مرونة هذه الكريات الفتية أثناء تدافعها خلال دورة الدم.

أما الكريات الهرمة والميتة فإنها تفقد خاصية المرونة فيكون من المتعذر أن تنفصل عن بعضها، وبوجود الألياف والصفيحات تتشكل الخثرات الدموية التي بدورها تغدو معيقة لحركة الدم، ونتيجة لهذه الترسبات على جدران الأوعية ونتيجة لعرقلات سير الدم يرتفع ضغط الدم.. وحالة ضغط الدم المرتفع مع وجود الترسبات المختلفة على جدران الأوعية تؤدي لتصلب الشرايين الذي يؤدي بدوره لارتفاع الضغط، وهكذا فكلٌّ منهما يؤدي للآخر.

وإن وقفت حائراً لما تقرؤه متعجباً مندهشاً من أن مشاكل تصلب الشرايين الخطيرة وما ينشأ عنها كله يعود لما ذكرت من ترسبات!!.

أقول: إن حصل ذلك فما عليك إلاَّ أن تطَّلع على تعريف منظمة الصحة العالمية WHo لتصلب الشرايين العصيدي، إذ تقول Who: (إن تصلب الشرايين العصيدي هو الحالة التي تنشأ من مجموع متغيرات استحالية تحدث في الطبقة المتوسطة والبطانة الداخلية للوعاء الدموي الشرياني Intima of arteries التي تتألف من بؤرة من المتراكمات الدهنية والكاربوهيدرات المعقدة وكذلك من مواد ذات أصل دموي وكذلك مادة الدم نفسها ونسيج ليفي، وترسب من مادة الكالسيوم). هذا الوصف للحالة ومعناه: تصلب الشرايين الإكليلية، تكاد تكون مرادفة لكلمة (عصيدة) Atheroma.



مصير الخثرات والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم في الدورة الدموية:

لقد تبيَّن أن الخثرات والكريات الهرمة تبحث لها عن مناطق أقل نشاطاً وحركة لتأوي إليها، وهكذا حتى يتركَّز معظمها في منطقة الكاهل ويحدث ذلك يومياً أثناء النوم في هذه المنطقة التي تعتبر أركد منطقة في جسم الإنسان ولِمَا تتصف به من أنها منطقة خالية من المفاصل المتحركة تماماً، فمفاصلها من نوع المفاصل نصف المتحركة.. والعضلات الموجودة فيها هي عضلات شد وتثبيت للعظام حتى أن وضعية الركوع تتم بتقوّس الجزء السفلي من العمود الفقري وتبقى هذه المنطقة بسوية واحدة.



وبما أن شبكة الشعيرات الدموية أشد ما تكون تشعباً وغزارة في منطقة الكاهل فهذا ما لا يخفى أثره في أن سرعة الدم فيه تفتر وتقل.

ومثال الكريات في سلوكها في جهاز الدوران وبمنطقة الكاهل خصوصاً، أشبه ما يكون بالنهر مع رسوبياته، فالنهر يكون بأشد قوة جريانه عند المنبع يجرف أمامه كل شيء إلاَّ ما ثقل كثيراً، ثم تراه يخف تدريجياً في الوسط حتى يصبح عند مصبه هادئاً يكاد أن يكون راكداً، حيث تحط رسوبياته التي كانت عالقة بمياهه الجارية رحالها في قعره. ففي منطقة الكاهل تنخفض سرعة الدم في الأوعية السطحية لحدود دنيا (الشعرية في الجلد) وفي الأوعية الدموية العميقة منها (العضلات وطبقات الجلد العميقة) فتحط رسوبيات الدم رحالها فيها لتنخفض بذلك سرعة الدم أكثر.. وهكذا في علاقة عكسية بينهما مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي في الجسم.



هذه الصفات مجتمعات تدفع الكريات الهرمة والميتة مع الشوائب الدموية والخثرات إلى الترسُّب في هذه الأوعية يومياً (وخصوصاً أثناء النوم لهدوء الدورة الدموية). إذ أنه من المعلوم أيضاً أن الكريات الحمراء التي دنا أجلها ومع مرور الزمن يصبح من العسير عليها اجتياز الدوران الدقيق.

وقد تظهر هذه الترسبات بشكل بدائي متمثلة بتفشي آلام الظهر في منطقة الكاهل (كالوتَّاب مثلاً)، فنلجأ إلى التدليك الرياضي Massage لهذه المنطقة الذي يعمل مفعوله آنياً في تنشيط حركة الدم فيها وزيادة التروية الدموية لنسجها فيجرف تيار الدم المتدافع بالتدليك ما تراكم فيها من شوائب دموية وسموم، وهي المواد الضارة (الناتجة عن عمليات استقلاب الخلايا) المسببة للألم unwanted materials (كأمثال حمض اللبن Lactique Acid) ويغذيها بالغذاء والأوكسجين الكافي .



ولعلنا نتطلع إلى أوسع من محيط هذه الآلام الظهرية فالعلة لمَّا تُجتث من أساسها بعد، فالإنسان بجسده كلٌّ مترابط من أدنى خلية إلى أكبر وأعظم عضو منه، كما أن الدم فيه صلة الوصل بين جميع أعضائه ولهذا نرى أن الجسم أضحى عرضة لكافة الأمراض مثل آلام الرأس والعينين والظهر وجهاز الهضم والكبد والرئتين وآلام المفاصل والذبحة الصدرية والاحتشاءات القلبية. وهذا ما لاحظه الطبيب الياباني Kuakuroiwa ـ كواكورواوا.. فقد أكَّد على حقيقة واحدة استنتجها بعد أن ركَّز أبحاثه على الحجامة وهي أن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة.



ولا ننسى أن الحجامة تخلصنا أيضاً من لزوجة الدم الزائدة فلدى تخليص الجسم من العاطل من الكريات الحمر نكون قد خفضنا لزوجة الدم الزائدة بشكل لا يؤثر على وظائفه، بل زالت العثرات وأتيح للدم أن يتحرك بسهولة وحرية في ظروف ضغط مثالي منتظم والقاعدة الطبية تقول: (إنه كلما نقصت لزوجة الدم كلما زادت ميوعته وزال خطر تشكل الخثرات الدموية)، وما أكثر ما يصف الأطباء مميعات الدم لمرضى القلب.



  



نعم لقد أدرك كل هذا بأبعاده السحيقة طبيب الإنسانية صلى الله عليه وسلم مفجِّر علوم الوقاية بفهمه العالي على ربِّه حتى أنطقه الحق بالحق يراه بالأفق المبين فكان قريباً من المولى عزَّ وجل وقريباً من خلقه، فمن كان الإله معه كان كل شيء بين يديه من قبل أن يرتد إليه طرفه.. فأوصى صلى الله عليه وسلم أصحابه أن كل داء سببه غلبة الدم، والحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا.

لذلك أدرك صحابة الرسل الكرام ومن تابعهم بإحسان أنه من الضروري التخلُّص سنوياً من هذه الكريات الحمر الهرمة بالحجامة.

وبالحجامة فقط تستعيد الدورة الدموية نشاطها بيسر وسهولة دونما معاناة من ارتفاع في الضغط، وتستعيد كامل الأعضاء نشاطها الأمثل وهذا ما يسمونه في الطب الحديث الطب البيولوجي والذي يعتمد على تنشيط وظائف الأعضاء.

فبتطبيق وصايا الرسل الكرام بإجراء الحجامة بالربيع عاد إليك الربيع أيها الجسم وأزهرت أجهزتك السبعة، فصارت تؤتي أكلها رائعاً مستمراً وأينع ثمرها فأصبح صالحاً..

الآن قد انغسل الجسم من الأمراض غسلاً وذهبت منه الأوجاع والآلام أصلاً..



دور الكبد والطحال في تنقية الدم من الشوائب:

لعلك تقول: إنك بالغت كثيراً في موضوع تجمُّع الكريات في منطقة الكاهل وأسهبت في التركيز على دور الشوائب الدموية والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم في حدوث معظم الأمراض بآلية مرتبطة بتنشُّؤ وتراكم هذه العثرات واستشهدت حتى بقول الطبيب الياباني الشهير (كواكورواوا)، لكن أما للكبد والطحال من دور أوجده الله في ابتلاع هذه الكريات والعثرات وتحطيمها والحد من تأثيراتها السلبية على الدورة الدموية.

وفي صدد هذا نقول: نعم لقد أعطى الله تعالى كل شيء خلقه ثم هدى، وإن للكبد والطحال الكثير من الوظائف الضرورية لاستمرار بنية الإنسان في مسارها الصحيح ومن ضمنها بلعمة تلك الكريات والشوائب الدموية، فما نقَّص الإله على هذا الإنسان في شيء، لكن كما هو بديهي من علاقة الإنسان بهذا الكون وما حوله من أخذ ورد، كذلك لرسول الإله دور فعَّال أساسي وضروري وبدون هداه القلبي الإلهي لا يمكن أن تسير سفينة الحياة في خضم بحر الوجود في أمان واطمئنان.. إن كان هناك ثمة تقصيرٍ في أي شيء وهذا التقصير مرجوعه إلى التقصير في عمل آلية الفكر وسلطانه في الأشياء. ولما كان هذا الإنسان قاصراً في مبلغ علمه مهما علا وبلغ، كانت رحمة الإله تقتضي باختصار كل ذلك عليه، فأرسل له رحيماً من رحمته تعالى يدل التائهَ ويُرشد الضَّالَّ إلى سبيل النجاة من كافة المعضلات.



وتلك هي لعمري نعمة النِعَم كلها.. فترى هذا الرسول الكريم لم يترك ناحية من نواحي الحياة إلا وصبَّ فيها وصاياه من الطعام وأصوله، والنوم والزواج، والعمل والراحة، في الحرب والقتال، إلى السلم والسلام، في ينابيع الأرض والبحار، في الكون والأفلاك، حتى تعداه إلى يوم الدين، فتراه أوتي من كل شيء علماً.. أفهل يبخل علينا بإرشاده إلى الحجامة بعد أن أدرك حادثة الفناء؛ وأن كل شيء يبلى فمهما كان الكبد والطحال جادَّان في عملهما لا بد من مساعدات فبادر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بإسعاف إخوانه من بني البشر مسرعاً في نصحهم بالحجامة موفياً نصائحه شروحاً وتفصيلات لكل النواحي والاتجاهات.

ولكي تكون لنصائحه فينا مفعولاً، جعلْنا البحث العلمي سبيلاً وسنداً حتى نأخذ بوصاياه متحققين.. فالطير يطير بجناحين، فجناح من الرسول الكريم ، وجناح منا، فيأخذ بأيدينا إلى سبل النجاة والنجاح والفلاح.

وها هو قد وجَّهنا إلى زيادة الاستقصاء فلنبحث في آلية عمل كِلاَ العضوين (الكبد والطحال) لكي نكشف اللثام عن الأهمية الكبيرة لعملية الحجامة في هذا المجال وغيره من الاتجاهات لكمال صحة البدن والنفس والتي لم تخفَ عن ثاقب بصيرته صلى الله عليه وسلم ، فكان القدوة والرائد في هذا المجال.



الكبد (Liver):

ويزن (1200-1500)غ.. وهو إنبيق عظيم تتم فيه الآلاف من العمليات الكيميائية المعقدة.

نذكر من وظائف الكبد:

1) يرشح المواد السامة من السائل الدموي ويستقلبها مبطلاً سميتها، أو يصرِّفها عن طريق الصفراء خارج الجسم.

2) يصنع السائل المراري من نواتج تكسير الكريات الحمر التالفة.

3) يضطلع باستقلابات السكريات Metabolism وتخزينها ليحررها عند الحاجة.

4) يقوم باستقلاب البروتينات واصطناعها.

5) يُوجِد المركبات التي تساعد على تجلط الدم وتخثره في وضع النزف.

6) يضطلع باستقلاب الدهون lepids والشحوم الثلاثية Triglycerides واستقلاب وتصريف الكوليسترول بالسائل الصفراوي.

7) يعمل على استقلاب واختزان معظم أنواع الفيتامينات وعددٍ من العناصر المعدنية كالحديد وغيره.. وله وظيفة من الوجهة الهرمونية.

8) وللكبد أهمية كبيرة في الحياة الجنينية، إذ يشترك مع الطحال في تكوين الدم.

9) يسهر الكبد للدفاع عن الإنسان ضد هجوم المكروبات، حيث يلتهمها ويقضي عليها أو يحد من ضررها.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 08:01 AM   #17
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

الطحال (Lien):

وهو لا يقل أهمية عن الكبد ويقع تحت الحجاب الحاجز خلف المعدة وفوق الكلية اليسرى بقليل ويزن (150غ) تقريباً.

دورة الدم في الطحال:

إن الدم عندما يلج إلى الطحال تستقبله شبكة من حبال بيليروت Cords of Billirott يستنقع الدم في عيونها ليمس البالعات الثابتة والمتحركة والبطانية ليدخل بعدها الدم في الجيوب الوريدية المثقبة، ثم ينتقل إلى الشعرية الوريدية فالأوردة فالوريد الطحالي.. وهذه هي النظرية المفتوحة Open Theory.

وهناك النظرية المغلقة Closed Theory: (إن الشرايين المسماة Penicilleary تنفتح مباشرة على أشباه الجيوب). أما Kinsely فوصف شكلاً ثالثاً، وآخرون قالوا توجد الدورتان معاً المغلقة والمفتوحة.



وظائف الطحال:

أولاً: في الدم:

1) دور تخزيني: يختزن الطحال كمية قليلة من الدم تتراوح بين (20-60)سم3، فلدى تنبيه العصب الودي في حالات النزف، أو هبوط ضغط الدم، يطلق الطحال الكمية المختزنة من الدم للدوران العام بعد أن كان يختزنها في الجيوب الوريدية واللب الأحمر.

2) ودوره في بلعمة الكريات الحمراء (تحطيم الخضاب): إن تحطيم الخضاب يتم في مجمل البدن بالجملة الشبكية البطانية إلاَّ أن نصف هذا العمل يتم في الطحال، حيث يتم تحطيم الخضاب Hemoglobin في الجملة الشبكية البطانية Reticals-endothelia فتمر الكريات من اللب الطحالي إلى الجيوب بحادثة الضغط الإنسلالي عبر مسام أصغر من قطر الكريات نفسها، فمن يحتمل هذا الضغط ينفذ ومن لا يحتمله يتكسر ويتخرب فيتحرر الخضاب ويبقى هيكل الكريات لتجري عليها (الكريات المحطمة) عمليات الهضم في الشبكة البطانية للطحال.. فمن نواتج الهضم يؤمن الطحال مخزونه من الحديد وعندما يتسارع تحطيم الكريات يطفح الطحال بالهيموسدرين، أي أن الطحال بحالة امتلاء Siderotic.. مثال ذلك في حالة الفاقة الإنحلالية. ويساعد الطحال على توليد الكريات الحمراء في حالة نقص الدم.



ثانياً: في المناعة:

1) يقوم بإنتاج الأضداد.

2) تخليص الدم من العناصر الغريبة كالجراثيم والطفيليات والفطور والأوالي وأشكال الكريات الحمراء الشاذة وذلك يتم في الشبكة البطانية بالطحال بواسطة الخلايا البالعة والخلايا اللمفاوية T المسؤولة عن المناعة الخلوية. والخلايا اللمفاوية B المسؤولة عن المناعة الخلطية نتيجة تحولها إلى خلايا مفرزة للغلوبولينات المناعية، لذلك حين يستأصل الطحال تكثر الإنتانات.

نستنتج مما سبق أن للطحال دوراً هاماً في تخليص الجسم من الكريات غير الطبيعية والشائخة الحمراء، ولكن ليس كلها. ففي الطحال يخلص الجسم من الكريات الشائخة بحادثة الضغط الانسلالي، لكن ينفذ الكثير من الكريات المقبلة على الهرم والهرمة وجزء من الأشكال الشاذة لها إلى الدوران العام، ولو كان الأمر تاماً لوجب ألاَّ نجد في الدم إلاَّ الأشكال الصحيحة من الكريات الحمر، ولكن الملاحظ وجود نسبة لابأس بها غير ذلك. إذ أن الكبد بدخول الدم إليه من الطحال (الجملة البابية) يعمل على تخليص الدم من الكريات التالفة التي لم يستطع الطحال تحطيمها (مشكلاً الصفراء) .



إنَّ نظرة شمولية متفحصة لهذه الكريات الحمراء الهرمة والمقبلة على الهرم والأشباح منها، تُظهر أن هناك كميات كبيرة منها تزوي إلى المناطق الهادئة للدوران الدموي في الجسم متقاعدة على جدران الأوعية الدموية(1) وعند تفرعاتها، في الجلد وفي معظم أنسجة الجسم الأخرى وفي الشبكات الدموية لأعضاء هذا الجسم.

هذه الكريات عمرها أربعة أشهر.. ففي السنة الواحدة يلد ويموت ما يقارب ثلاثة أجيال، أي خمسة وسبعون ألف بليون كرية (75×1210) بشكل مستمر دون انقطاع. فدائماً هناك وفيات وهناك ولادات، ولولا وظائف الكبد، والطحال، والكليتين أيضاً والجملة الشبكية البطانية العامة في البدن في بلعمة هذه الكريات لتحوَّل دم الإنسان إلى جلطة واحدة واستحالت حياته [شكل (23)].

لكن مهما تخلَّص الكبد والطحال فإنه يبقى عدد عظيم منها مقعداً عاطلاً مُعطِّلاً غيره من الدم الفتي معيقاً كابحاً لوظائف أعضاء هذا الجسم البشري مؤدياً لما كنا قد بيَّناه.

إذاً لهذه المصافي حد معيَّن فتزيل قسماً من الكريات الهرمة وغير الطبيعية المارة فيها وقسم ليس بالقليل ينفذ منها وقسم آخر يتقاعد أو تبطؤ حركته فلا يأتيها..

هنا يتجلَّى دور الحجامة السنوي العظيم في اجتثاث المتبقي من الكريات الهرمة والشوائب الأخرى من الدم مما يمنح مجالاً أوسع للكبد والطحال والبالعات في البدن عامة من أجل إتمام وظائفها العديدة الأخرى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نعم العبد الحجَّام يذهب بالدم، ويخف الصلب، وتجلو عن البصر» (نعم العبد الحجَّام يذهب بالدم): أي الدم الزائد الفاسد، (ويخف الصلب): بسحب الشوائب الدموية المترسبة فيه، (وتجلو عن البصر): بدعم التروية الدموية لمركز الرؤية والعين.



  



مقارنات مخبرية بين (الدم الوريدي) و (دم الحجامة):

أدهش الأطباء ما قاله العلاَّمة الدمشقي محمد أمين شيخو في بحثه العلمي الفريد حول الحجامة عن السر العام لآلية الشفاء التي تقوم بها عملية الحجامة في تخليص الجسم من الدم الفاسد والهرم والذي يعرقل على الجسم قيامه بمهامه ووظائفه على أكمل وجه مما يجعله فريسةً سهلة للأمراض والعلل. ولكشف مدلول هذه العبارة (تخليص الجسم من الدم الفاسد) حرص الفريق المخبري على دراسة الدم الخارج من منطقة الحجامة (الكاهل) دراسة مخبرية دموية ومقارنتها مع الدم الوريدي الطبيعي لعددٍ كبير من الأشخاص الذين أجريت لهم الحجامة وفق أصولها الصحيحة.. ونتيجة الفحص المخبري الدموي لدم الحجامة تبين مايلي:



1) إن دم الحجامة يحوي عشر كمية الكريات البيض الموجودة في الدم الطبيعي وذلك في جميع الحالات المدروسة دون استثناء، وهو الأمر الذي أثار دهشة الأطباء!!. إذ كيف يخرج الدم بغير كرياته البيض!!. مما يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر الجهاز المناعي وتقويه.

2) أما على صعيد الكريات الحمر فقد كانت الكريات الحمر كلها ذات أشكال شاذة، أي إنها غير قادرة على أداء عملها فضلاً عن عرقلتها لعمل بقية الكريات الفتية العاملة .

وهذا يوجِّه نحو الإيمان من أن عملية الحجامة تذهب بالكريات الحمراء والدم غير المرغوب فيه، وتُبقي للبدن كرياته البيضاء، في حين أن الفصادة الوريدية تؤدي إلى فقد مكونات الدم المفيدة مع كرياته الحمراء المطلوب الخلاص منها، مما يجعلنا نوصي بالحجامة الوقائية والعلاجية لكلِّ إنسان مع مراعاة شروطها وأوقاتها وكلِّ ما يتعلَّق بحسن الوصول معها إلى أفضل النتائج وخير العلاج من الراحة بالنوم والتعقيم الجيد.

3)لقد كانت السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً (550-1100) مما يدل على أن الحجامة تبقي الحديد داخل الجسم دون أن يخرج مع الدم المسحوب بهذه الحجامة، تمهيداً لاستخدامه في بناء كريات فتية جديدة.

4) كما أن الكرياتينين في دم الحجامة كان مرتفعاً وهذا يدل على أن عملية الحجامة تقتنص كل الشوائب والفضلات والرواسب الدموية مما يؤدي إلى نشاط كل الأجهزة والأعضاء.



الأخطاء الشائعة التي لم تبنَ على أسس طبية صحيحة:

الحجامة على الرأس والأخدعين والساق:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان فتجنبوا ذلك».

غير أننا نسمع عن حجامة تُجرى على الرأس والأخدعين الذين هما وريدان خفيان جانبي العنق، فهل الفائدة تتم عليهما أيضاً؟.

وفي الجواب عن هذا نقول: من الممكن أثناء الحجامة على الأخدعين أن تقع شرطة (الشفرة) على أحدهما فيحدث نزف قد يصعب إيقافه ويودي بحياة الشخص. ومن ناحية أخرى الحجامة في هذا الموضع لاتفي بالغرض الذي بيَّناه من نزع الهرم والشاذ من الكريات الحمر والشوائب الدموية.

كذلك بالنسبة للرأس فهي أخطر وأكثر حساسية، وجروحه تبقى أمداً طويلاً حتى تندمل لأنه أكثر عرضة للتلوث وبالتالي للالتهابات فضلاً عن صعوبة تثبيت كأس الحجامة عليه، بل يكاد يكون مستحيلاً بسبب وجود الشعر والتصاق جلد الرأس بعظام الجمجمة مباشرة لخلوّه من العضلات بخلاف الكاهل تماماً.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما، فالأنفع والأكثر أمناً هو الحجامة على الكاهل ولا فائدة بتمامها إلاَّ بالكاهل حصراً.

يقول الطبيب ابن سينا في كتابه الطبي (القانون في الطب): لكن الحجامة على النقرة تورث النسيان.

كما أن الساق ليست منطقة ركودة دموية حتى تكون مستنقعاً تترسب فيه الشوائب والكريات المسنة وأشباحها، بل على العكس هي أكثر ما تكون حركة ونشاطاً.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



دراســــة مـخبـريــة

أجرى الفريق الطبي حجامات عديدة في مواضع مختلفة كالأخدعين والساق وعلى الظهر قرب الحوض (أسفل منطقة الكاهل بـ (35) سم)، وقام الفريق المخبري بأخذ عينات من الدم الخارج من شقوق الحجامة في هذه المواضع، وبعد إخضاع هذا الدم للدراسات المخبرية الدقيقة تبيَّن أنه مشابهاً للدم الوريدي من حيث التعداد والصيغة واللطاخة، مما يدل أن الحجامة في هذه المواضع غير مجدية أبداً.



ملاحظة هامة: حرص الفريق الطبي عند قيامه بالاختبارات لمواضع الحجامة على مراعاة قوانين الحجامة الأخرى بشكل دقيق من حيث التوقيت والسن وإجرائها على الريق. وطبق ذلك أيضاً على بقية القوانين عند إجراء دراسات مخبرية عليها، فقد كان يعتمد على تثبيت جميع الأنظمة وفق أصولها والتغيير فقط في القانون المراد دراسة أثر مخالفته.





السن المناسبة للحجامة بالنسبة للرجال والنساء:



أولاً: السن المناسبة لحجامة الرجال:

يتوجب تطبيق عملية الحجامة على كلِّ شخصٍ ذكر تجاوز العشرين من العمر في كل عام مرة، للحديث الشريف: «نعم العادة الحجامة» .

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



التعليل العلمي لعدم إجراء الحجامة في سن الطفولة والبلوغ:

إن فترات النمو تستدعي دعماً متزايداً بالحديد، إذ من الملاحظ والذي تمَّ معاينته أن حديثي الولادة والرضع واليافعين حتى مرحلة البلوغ يتطلَّبون من الحديد كميات أعلى من (3-6) مرات نسبة لأوزانهم بالمقارنة مع أولئك الذين تجاوزوا مرحلة النمو (فوق سن العشرين عاماً). ومن الطبيعي أن نسبة طعامهم لا يمكن زيادتها أبداً بنفس النسبة السابقة، بشكل عام يتناول الإنسان (10-20) ملغ حديد يومياً ضمن غذائه.. يُمتص منها (10%) ويطرح الباقي بالفضلات.



وكما ذكرنا فإن مرحلة الطفولة والبلوغ تتطلَّب كميات كبيرة من الحديد كون الجسم بهذه المرحلة في طور النمو وهذه الكميات لا يؤمِّنها الغذاء كاملةً لهذا الجسم النامي، إنما يجري سدُّ النقص عن طريق هضم الكريات الهرمة والتالفة في الكبد والطحال وبلعميات عامة الجسم مشكِّلةً الحديد الاحتياطي المخزون الموضوع لحاجة الجسم، حيث يتكسر يومياً (250) بليون كرية تقريباً، أي كل ساعة (10) بليون كرية. إذاً فالجسم عامة ونقي عظامه يستفيد من هذه الكريات وذلك بعد أن يتم تحويلها التحويلات المناسبة ليستفيد منها في نموه وبنائه.. إضافة لبناء كرياته الحمراء بسلسلة من العمليات (وإن أي هدر لها يورث الجسم مشاكل كثيرة وخطيرة).

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 08:01 AM   #18
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

من هنا فإن الجسم يستفيد من كل الكريات الميتة وبالنتيجة لا يحوي إلاَّ القليل من الكريات المعيقة، أما بعد الـ (20) من العمر فيتوقف الاستهلاك الكبير للكريات الحمر التالفة لتوقف عجلة النمو ويصبح الفائض منها كبيراً يجب التخلُّص منه، وتبدأ مشاكل الكبد والطحال والتي سنشرحها لاحقاً.

وزيادة في التفصيل وتوسعاً في الشرح نقول:

إن الكرية الحمراء تحتوي على (65-70 %) ماء، عناصر معدنية ومواد عضوية.. وتتميز باحتوائها على كمية كبيرة (27-28%) بروتين خاص هو خضاب الدم (هيموغلوبين(2) Hemoglobin) وهو الذي يحتوي على معدن الحديد.

ويتكون الهيموغلوبين من (96%) غلوبين Globin وهو جزء بروتيني محض مكوَّن من حموض أمينية منها: هيستيدين، لوسين،...

و (4%) من الهيم Heme.. وهو الذي يحوي على (4) ذرات حديد بالإضافة إلى بروتوبورفيرين Protoporphyrin.. على هذا فإن جزيء الهيموغلوبين يحتوي على عدد من ذرات الحديد.



  

لننتقل الآن إلى الجنين في رحم أمه فنجد أن عدد الكريات الحمر أو نسبة الهيموغلوبين في دمه مرتفعة جداً إذا ما قورنت مع البالغين، والسبب في ذلك يعود إلى صعوبة تبادل الأوكسجين اللازم لعمليات النمو المتزايدة باطِّراد في جسمه، إذ أن رئتيه لمّا تعملان بعد.. فإذاً لا بد من الاعتماد على أمه في ذلك، وحتى يغطي هذا الاحتياج الكبير لا بد من زيادة عدد الكريات الحمر وبالتالي زيادة نسبة الهيموغلوبين في دمه.

أما بعد الولادة فتتكسر الكريات الزائدة ويستمر تقويض الهرم منها طيلة الحياة ويستفيد الجسم من نواتج التكسير وخصوصاً الحديد والغلوبين وبقية العناصر والمواد الأخرى في نموه وفي توليد كريات حمر أخرى.



من قبل ولمَّا كان جنيناً في الأسابيع القليلة الأولى من حياته الجنينية كانت كرياته الحمراء البدئية تتولَّد في كيس المح Yolk Sac، ثم تنتقل هذه الوظيفة ليتقلَّدها الكبد وذلك أثناء الثلث الأوسط من مدة الحمل على الرغم من أن الطحال والعقد اللمفية تولِّد في الوقت نفسه أعداداً مناسبة منها. أما في الفترة المتأخرة من الحمل وبعد الولادة فتتكون الكريات الحمراء في نقي العظام فقط Bone Marrow. يولِّد نقي كل عظام الجسم خلايا الدم الحمراء حتى سن الخامسة من العمر ويصبح نقي العظام الطويلة بعد ذلك شحمياً (أصفر) ما عدا الأقسام العلوية لعظمي العضد والظنبوب. أما بعد سن العشرين فيقتصر تولُّد كريات الدم الحمراء على نقي العظام الغشائية كالفقرات والأضلاع والقص والحرقفة. إذاً وبالنتيجة فالكريات الحمر المكسرة (قبل سن توقف النمو) يتطلبها الجسم لما يستفيده منها بناءً على ما تحتويه من حديد ضروري له وعناصر ومواد أخرى كالغلوبين ضرورية أيضاً طيلة هذه السنوات (من الولادة حتى توقف النمو) وهدر هذه الكريات يورث الجسم مخاطر جسيمة.



أما بعد توقف النمو حيث انخفض طلب الحديد بمقدار (3-6) مرات نسبة للوزن ونقص تطلُّب المواد الأخرى عن الفترة السابقة الذكر. فالتخلص من الكريات الهرمة والفاسدة ضروري جداً.. وتجني هذه الفائدة كافة الأعضاء لا سيّما الكبد، جهاز الدوران، الطحال، الرئتين.. وكذا فزيادة الحديد في الجسم يمكن أن يؤدي لترسب كبير من الهيموسيدرين في البلعميات في كل أنحاء الجسم. وقد يكون ذلك مؤذياً جداً، إذ إن الحديد الزائد يترسَّب في الدم وفي كل خلايا الجسم أيضاً، وهذا له من الآثار السلبية ماله، إذ تبيَّن أنه أحد العوامل المؤهبة لحدوث الجلطات الدموية.



دراســــة مـخبـريــة

قام طاقم الحجامة الطبي بإجراء دراسات تحليلية للدم الناتج من حجامة أشخاص كانوا تحت سن (20) عام، فوجدوا أن هذا الدم يقترب من الدم الوريدي من حيث اللطاخة والتعداد والصيغة، على عكس الحجامة في السن المناسب فوق (20) عام.



ثانياً: السن المناسبة لحجامة النساء:

لا تحتجم المرأة حتى تتخطى سن اليأس ذلك أن يد القدرة الإلهية قد جعلت لها مصرفاً طبيعياً تستطيع من خلاله أن تتخلص من الدم العاطل، فبالمحيض تبقى دورتها الدموية في قمة نشاطها وكرياتها الحمراء في أوج حيويتها.. بالإضافة إلى ذلك فإن الكبد والطحال يلتهمان جزءاً لا بأس به من الدم العاطل (الكريات الحمر الهرمة) ليقوما بتفكيكها والاستفادة من المكونات عند الحاجة.



وبخروج دم المحيض من المرأة، ولئلا يحدث أي خلل في وظائف الدورة الدموية، يحرّض الجسم نقي العظام لرفد الدم بخلايا دموية جديدة فتية، ويساهم الطحال في إطلاق كمية الدم التي يخزِّنها إزاء هبوط الضغط الدموي.. لذلك نجد أن متطلَّبات النساء من الحديد قبل دخولهن مرحلة انقطاع المحيض تبلغ ضعفي ما يتطلَّبه الرجال والنساء اللواتي دخلن هذه المرحلة من العمر.. وبالتالي فإجراء عملية الحجامة لذوات المحيض فيه بالغ الضرر، ولذا نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.



أما عندما تبلغ المرأة سن اليأس يتوقف المحيض وتصبح خاضعة لنفس الظروف التي يخضع لها الرجل الذي تخطّى سن العشرين وتكون بذلك قد دخلت مرحلة فيزيولوجية بيولوجية جديدة تقود إلى تغيرات نفسية وجسدية تمهِّد لنشوء أمراض عديدة: فمن ارتفاع ضغط الدم إلى نقص التروية الدموية إلى الجلطات إلى أمراض السكري والشقيقة والقصور الكلوي والروماتيزم وضخامة الطحال والارتشاحات الرئوية وضعف الرؤية وآلام الرأس وغيرها كثير، كلها تبدأ بالظهور عقب انقطاع المحيض بفترة بسيطة من الزمن.. وهنا تصبح الحجامة أمراً محتماً وقانوناً لازماً لا بديل عنه أبداً، يعيد للمرأة استقرارها النفسي والجسدي.



وقد لاحظ الأطباء : أن المرأة التي دخلت سن اليأس أو التي على مشارف الدخول فيه (بالعادة تكون قد تخطَّت سن الأربعين) قد تتعرَّض للإصابة بالجلطة القلبية جراء التصلُّب العصيدي الذي يصيب الأوعية الدموية، وإن إصابة النساء في هذا العمر يفوق بمرات عديدة النساء اللواتي لم يصلن إلى سن اليأس بعد. وتعليل ميكانيكية هذه الظاهرة إلى الآن لم يتضح بشكل نهائي.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



وهذا التعليل الذي ذكرناه هو خير تعليل لهذه الظاهرة، ووقاية النساء اللواتي بلغن سن اليأس وشفاؤهن تتم بالعملية الطبية (الحجامة).

وقد بيَّن ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله: «من هراق هذه الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيءٍ لشيء» . وكي يتم التوسع بالتفصيلات نقول:

إنه لما كان المحيض عند المرأة كانت التروية الدموية كاملة النشاط مما جعل الأعضاء تعمل بشكل أمثل فلا إعاقة لتيار الدم ولا إجهاد يقع على الكبد ولا يصيب الطحال رهقٌ فالكل يسير على ما يرام. والتالف من الكريات الحمراء ينصرف بالمحيض، أما ما يبقى فتستغل مكوناته في إنتاج عناصر دموية جديدة.. وعندما يعمل الكبد بشكل ممتاز فإنه يستقلب الشحوم والمواد الدهنية ويستقلب ويصرف الزائد من الكوليسترول فيمنع تراكمها على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي لا يحدث التصلب العصيدي. وباختفاء التالف من الكريات الدموية لا يحدث التجلط ولا يرتفع الضغط(3) ولا ترتص حبيبات الدهون ولا الكوليسترول ولا التوالف من الكريات.. فمن أين سيأتي التصلب العصيدي بعد ذلك.



ولنعد ثانية لتعريف تصلب الشرايين العصيدي..

تصلب الشرايين العصيدي: حالةٌ تنشأ من مجموع متغيرات استحالية تحدث في الطبقة المتوسطة والبطانة الداخلية للوعاء الدموي الشرياني Intima of arteries، والتي تتكون من بؤرة من المتراكمات الدهنية والكربوهيدرات المعقدة ومواد ذات أصل دموي (أشلاء كريات حمراء) ومادة الدم نفسها (الهيموغلوبين) ونسيج ليفي وترسُّب من مادة الكالسيوم.. هذا الوصف هو المرادف لكلمة Atheroma أو العصيدة.

هذه العصيدة هي التي تسد الشرايين فتسبب العظيم من الكوارث والأذيات القلبية والدماغية والتنفسية إضافة إلى رفع الضغط الدموي [شكل (25)].

فالمرأة بشكل عام قبل سن اليأس وبفضل الدورة الشهرية ومثالية عمل الكبد وغيره من الأعضاء، تتخلَّص من هذه المتراكمات والمواد ذات الأصل الدموي ومادة الدم نفسها المسبِّبة للتصلب العصيدي والأذيات الدورانية.

أما بعد ذهاب المحيض وحلول سن اليأس فإن تراكم التوالف من الكريات وقصور أجهزة الجسم وخصوصاً الكبد مع نقص التروية وارتفاع الضغط يمهد لحدوث الأذيات القلبية والأمراض الوعائية الدموية(1).

قال تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً..**2) أي إن هذا الدم (دم المحيض) دم فاسد وبقاؤه في جسم المرأة فيه بالغ الضرر ومنشأ الأمراض، لذا ورحمة من الله تعالى أنه يسوق هذا الأذى (الدم الفاسد) ويخرجه في الدورة الشهرية، أي يكون انطراحه بمثابة الحجامة لها، ومن هنا يتبيَّن أيضاً أن الدم الخارج بالحجامة هو أذى للجسم في بقائه دون حجمه واستئصاله.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 08:02 AM   #19
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي

وبعد سن اليأس من المحيض وعندما تتوقف هذه الدورة عند الأنثى يجب عليها إذاً سلوك الطريقة التي يتَّبعها الرجل ألا وهي الحجامة لتتفادى الأذى والضرر الناتج عن فاسد الدم المتراكم في جسمها.



المرأة وانقطاع العادة الشهرية أثناء الحمل والإرضاع:

ولرب استفسار يطرح نفسه في هذا المجال: أن المرأة أثناء فترة الحمل تنقطع عن المحيض فما مصير هذه الدماء في جهازها الدوراني؟.

إن تعليل هذه الظاهرة بسيط، ذلك أن الجنين المتكوِّن في رحم أمه بحاجةٍ إلى العناصر المكوِّنة لهذا الدم، فالجنين يستهلك تلك العناصر وحديد الكريات التالفة، ولذا بحكمة الله ولأمور تتعلَّق بآلية حدوث الحمل عند المرأة تقف الدورة الشهرية.

أما في فترة الإرضاع فيقوم المولود أيضاً باستهلاك الحديد والحموض الأمينية المستقلبة من تالف الكريات الحمراء عن طريق حليب الثدي من أجل بناء جسمه.



مواعيد الحجامة أربعة:

أولاً: الموعد السنوي:

قال صلى الله عليه وسلم: «نعم العادة الحجامة» أي: العادة السنوية.

إذاً فهي من السنة إلى السنة عادة لكلٍّ من الصحيح والمريض، لأنها للصحيح وقاية، وللمريض علاج فوقاية.

قال صلى الله عليه وسلم: «هي من العام إلى العام شفاء»، «من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان دواء الداء سنة» .





ثانياً: الموعد الفصلي:

قال صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على شدة الحرِّ بالحجامة»، لأن الحر يكون في فصل الصيف، فالحجامة حتماً تكون قبله، أي في فصل الربيع.

تجرى الحجامة في فصل الربيع شهري (نيسان/أبريل) و (أيار/مايو)(2) من كل عام.

ولكن قبل أن نبدأ بالتأويل العلمي (الفيزيولوجي) لهذا الموعد.. نقدِّم لمحة بسيطة عن وظيفة الدم في تنظيم(3) حرارة الجسم.

كما هو معلوم فالماء يشكِّل النسبة العظمى في الدم (90%) من بلازما الدم، ولما كانت للماء خصائص أساسية تميِّزه بصفة خاصة عن غيره من السوائل المعروفة في الطبيعة يجعله خير سائل مساعد على تنظيم حرارة الجسم في الكائن الحي.. وتشمل هذه الخصائص: قدرة عالية على تخزين الحرارة تعلو قدرة أي سائل آخر أو مادة صلبة.. وبالتالي يختزن الماء الحرارة التي يكتسبها أثناء مروره في الأنسجة النشطة الأكثر دفئاً ويحملها معه إلى الأنسجة الأخرى الأقل دفئاً أثناء حركته بين أجزاء الجسم المختلفة. إذاً فللدم (نسبةً للماء الداخل في تركيبه ولجولانه في أنسجة الجسم) قدرة عالية على توصيل الحرارة تعلو على قدرة غيره من الأنسجة المختلفة في الجسم.

وعلى هذا فالدم هو المتلقي الأول والمتأثِّر الرئيسي الأول بالحرارة الخارجية (من بين كل أنسجة الجسم) المؤثرة على الجسم، فهو يمتص الحرارة من جزيئات الجسم المحيطة به لينقلها للأقل دفئاً والعكس.

ونظراً لدورة الدم المستمرة في الجسم فهو يعمل على تنظيم حرارة الجسم وتدفئة الأجزاء الباردة وتبريد الأجزاء الدافئة حتى تظل حرارة الجسم ثابتة باستمرار ، وفرصة الحجامة هذه تتحقَّق مرتين في العام وذلك في شهري (نيسان/أبريل) و(أيار/مايو)، ولربما ثلاث أو أربع، أي في نهاية شهر (آذار/مارس) وذلك إن صادف دفء بنهاية هذا الشهر مع نقص الهلال فقط، أو في بداية شهر (حزيران/يونيو) في حال انخفاض حرارة الطقس إذا تصادف مع نقص الشهر القمري ، ففي هذا الوقت من الربيع نتابع الشهر القمري، فعندما يصبح اليوم السابع عشر القمري يمكن للإنسان أن يحتجم في أحد هذه الأيام (من السابع عشر إلى السابع والعشرين ضمناً)، وإن فاتته في الشهر الأول ففي حلول (17) من الشهر القمري التالي (المباحة به الحجامة) يستطيع أن يتدارك الفرصة أيضاً.



وطبعاً هناك سنوات شاذَّة، فلربما كان شهر (نيسان/أبريل) أيضاً شديد البرودة فعلينا الإنتظار لشهر (أيار/مايو)، ولربما أيضاً حلَّ (17) الشهر القمري الداخل في شهر (نيسان/أبريل) وكان لا يزال الجو بارداً فننتظر ريثما يعتدل الجو ويصبح دافئاً. وعلى سبيل المثال اعتدل ودَفُؤ في (22) لنفس الشهر القمري، عندها نبدأ بالحجامة، إذاً فالأمر يحدُّه قانون عام لا يمكن لنا تجاوزه وهو فصل الربيع (نيسان/أبريل)، (أيار/مايو)، لربما نهاية (آذار/مارس) إن حصل دفء بالطقس، وبداية (حزيران/يونيو) في حال انخفاض حرارة الطقس بهذا الشهر إذا تصادفا مع نقص الشهر القمري، في اليوم السابع عشر إلى السابع والعشرين من الشهر القمري فقط.

وبذا نكون قد استفدنا من ثلث السنة لإجراء عملية الحجامة.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2005, 08:03 AM   #20
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي التعليل العلمي لوجوب تطبيق عملية الحجامة في فصل الربيع:

أما عن فصل الربيع فقد ذكر الأقدمون عنه قولهم: وأول هذا الفصل بإجماع إذا حلت الشمس بأول دقيقة من برج الحمل (الكبش).. قال بطليموس: يكون ذلك في (15) آذار. وهذا الفصل حار رطب على طبع الدم فيه يستوي الليل والنهار (الاستواء الربيعي) ويتعدَّى الزمان وينبت العشب والأزهار وتورق الأشجار... وتخلق الحيوانات وتمتد الأنهار ويكثر الدم وتتحرك الأخلاط وتقوى القوى الغازية والمنمية وسائر القوى الحيوانية فينبغي على المرء أن ينحو بتدبيره منحىً بما (يولِّد دماً نقياً معتدلاً) ويُغذى غذاءً صالحاً.



أما العالم ابن سينا فقد أضاف أيضاً ملاحظاته عن الربيع بأنه موسم تهيج فيه الأمراض، حيث بيَّن أن للشتاء دور سلبي أيضاً في التهييء للأمراض فإذا ما صادف الدم تحليله في فصلي الربيع والصيف كثرت المشكلات المتأصلة علاقاتها بالدم، فقد ورد في كتاب (القانون في الطب) في المجلد الأول الفصل السادس في فعل كيفيات الطب بخصوص فصل الربيع وتأثيراته على فيزيولوجية الجسم تحت عنوان (الأهوية ومقتضيات الفصول):

والربيع إذا كان مزاجه فهو أفضل فصل، وهو مناسب لمزاج الروح والدم وهو مع اعتداله الذي ذكرناه يميل عن قرب إلى حرارة لطيفة سمائية ورطوبة طبيعية وهو يحمر اللون لأنه يجذب الدم باعتدال ولم يبلغ أن يحلله تحليل الصيف الصائف والربيع تهيج فيه ماليخوليا(1) أصحاب الماليخوليا ومن كَثُرت أخلاطه في الشتاء لنهمه وقلة رياضته استعدَّ في الربيع للأمراض التي تهيج من تلك المواد بتحليل الربيع لها وإذا طال الربيع واعتداله قلَّت الأمراض الصيفية وأمراض الربيع واختلاف الدم والرعاف وسائر الخراجات. ويكثر فيه انصداع العروق ونفث الدم والسعال وخصوصاً في الشتوي منه الذي يشبه الشتاء، ويسوء أحوال من بهم هذه الأمراض وخصوصاً مرض (الساد Cataract). ولتحريه في المبلغمين مواد البلغم تحدث فيه السكتة والفالج وأوجاع المفاصل وما يوقع فيها حركة من الحركات البدنية والنفسانية مفرطة وتناول المسخنات أيضاً فإنها تعين طبيعة الهواء ولا يخلِّص من أمراض الربيع شيء كالفصد والاستفراغ والتقليل من الطعام ... ذكر ابن سينا وسيلة الشفاء والوقاية (فصد ـ استفراغ..): والحقيقة أن الحجامة شاملة وكليَّة ويعتبر الفصد نوعاً من الحجامة المصغَّرة وفائدته موضعية . فالحجامة إذن هي المخلص الرئيسي والواقي من كل ما سينشأ.



التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الصيف:

إن أثر فصل الصيف على الدم جليٌّ من خلال ملاحظة ظاهرة الرعاف عند الكثيرين، فنجد أن ميوعة الدم تزداد مما تؤدي إلى اختلاط الدم بعد أن تقل لزوجته، حيث أن لزوجة السوائل تتناسب عكساً مع درجة الحرارة فكلما ازدادت درجة الحرارة كلما قلَّت اللزوجة (ازدادت الميوعة)، فيتحرك بسهولة وسرعة في الشرايين والأوردة والشعريات وهذا ما يُقلل تجمُّع الكريات الكهلة والعاجزة والشوائب الدموية عامة في منطقة الكاهل، بل تنتشر في كل أنحاء الجسم ممارسة فعلها السلبي على التروية الدموية ورفع الضغط.. فإذا ما أجرينا الحجامة في هذا الفصل (فصل الصيف) فَقَدَ الجسم من دمه الجيد العامل بدلاً من العاطل الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمراء الهرمة والمقبلة على الهرم وهذا يورث الضعف في الجسم، فهو بذلك يشبه عملية التبرع بالدم، الدم الذي به حياة الإنسان.



التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الخريف:

أما إجراء الحجامة في فصل الخريف وهو المماثل من حيث الطقس لفصل الربيع فإن هذا محظور (إلاَّ في الحالات المرضية الشديدة فقط للذين يكونون في خطر الموت بحال انتظارهم لفصل الربيع، تباحُ حجامة مقتصرة على كأسين فقط للضرورة الإجبارية وتُؤجل بقية حجامته الطبيعية لفصل الربيع)، حيث أنه يتلوه فصل الشتاء البارد فينشغل الجسم بوظيفة أخرى إضافة لمقاومته لدرجة حرارة الطقس المنخفضة وذلك بزيادة الاحتراقات وهي بناء(1) عناصر دموية عاملة بدلاً من كمية الدم الفاسد(2) المسحوبة بواسطة الحجامة، فبدل أن يسخِّر الأغذية بحرقها لتوليد الطاقة التي تحافظ على حرارة الجسم يتوجب عليه تسخيرها أيضاً في بناء عناصر دموية جديدة وقد ينشأ الضعف بالجسم.. ونحن بغنى عن هذا، فضلاً عن أن المرء (لا سمح الله) إن أهمل الحجامة في الربيع فإن زيادة الميوعة في الدم بفصل الصيف تخفي وراء الأكمة ما وراءها من ارتفاعات الضغط والرعاف وإحداث أمراض الأوعية الدموية كالتصلب العصيدي وتشكل الخثرات نتيجة ارتفاع الضغط وما ينشأ عن ارتفاع الضغط من مشاكل عامة في القلب والدماغ مما يؤدي إلى أزمات متعددة للقلب أو الشلل أو ما شابه ذلك.



التعليل العلمي لعدم تطبيق عملية الحجامة في فصل الشتاء:

أما عن الشتاء فإنه يزيد لزوجة الدم ويقلِّل ميوعته فيكون له دور مهيِّء مساعد في ترسيب الشوائب الدموية في منطقة الكاهل (في حال المثابرة على الحجامة) فهو يهيء للربيع تماماً كما تهيَّأُ الأرض بالفلاحة استعداداً لزراعتها، وكذا موضوع توليد وتحرير العناصر الدموية وتدفئة الجسم والتكيف مع برودة الشتاء يعود ليطرح نفسه.



الأخطاء الشائعة التي لم تبنَ على أسس طبية صحيحة:

ومن الأخطاء الشائعة أنهم يتعاطون تطبيق الحجامة في كافة فصول السنة دونما تغيير وهذا عين الخطأ، إذ تفقد الفائدة وربما يحصل الضرر.

* " قلت هذا مجرد اجتهاد من الأطباء واعترض عليه كثير من أهل الإختصاص "



دراســــة مـخبـريــة

ولقد قام الفريق الطبي بإجراء عملية الحجامة بغير الوقت الصحيح (خارج فصل الربيع)، وعندما أجرى الفريق المخبري الدراسة التحليلية على الدماء الناتجة من هذه الحجامة كانت تقترب من الدم الوريدي من حيث الصيغة والتعداد واللطاخة.. على عكس الحجامة في فصل الربيع.



ثالثاً: الموعد الشهري:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحجامة تُكره في أول الهلال، ولا يُرجى نفعها حتى ينقص الهلال».

إذاً نتبع في ذلك وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشهر القمري عندما يحل موعد الحجامة السنوية (فصل الربيع بشهريه نيسان وأيار).

فمثلاً عند حلول شهر (نيسان/أبريل) نتابع بهذا الشهر تدرُّج الشهر القمري الذي يحل بهذا الشهر (شهر نيسان) وعندما يصبح اليوم السابع عشر من الشهر القمري يكون هذا أوَّل يوم لتنفيذ الحجامة.

إذاً من (17) الشهر القمري (ضمناً) إلى (27) الشهر القمري (ضمناً).



علاقة القمر بالحجامة:

ولكن ما السر أنَّ موعد الحجامة من الربيع منذ تدرج الشهر القمري من السابع عشر حتى السابع والعشرين منه فقط؟.

نعلم أن للقمر تأثيره الفعلي على الأرض وعلى الرغم من أن قطره يبلغ (3478)كم فقط كما تبلغ كتلته جزءاً من (80) جزء من كتلة الأرض فإنه يبلغ من القرب وسطياً (385000)كم درجةً تجعل قوى جذبه ذات أثر عظيم فالمحيطات ترتفع لتكوِّن المد وحتى القشرة اليابسة لا تخلو من التأثيرات.

فقارة أمريكا الشمالية قد ترتفع بمقدار خمسة عشر سنتمتر عندما يتوسط القمر سماءها.. وللقمر فعل في صعود النسغ في الأشجار الباسقة الارتفاع.

وقد لاحظ الأستاذان الفرنسيان(1) (جوبت وجاليه دي فوند) أن للقمر تأثير على الحيوانات، فمنذ مولده كهلال إلى بلوغه مرحلة البدر الكامل يكون هناك نشاط جنسي عند الحيوانات والدواجن والطيور حتى أنهما لاحظا أن الدواجن تعطي بيضاً أكثر في هذه الفترة منها في فترة الشيخوخة أي عندما يبدأ القمر في الانضمار التدريجي إلى أحدب فتربيع أخير، ثم إلى المحاق. فهناك فترة نشاط وفترة فتوة في الحيوانات ترتبط بأوجه القمر وذلك حسب ملاحظتهما الخاصة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 08:44 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com