خرج رجل على هارون الرشيد و على سلطانه و خلافته ، فلما جيء به إليه قال له :
ما تريد أن أصنع بك ؟
قال : الذي تريد أن يصنعه بك الإله إذا وقفت بين يديه ، و لا أحد أذل مني بين يديك .
فأطرق الرشيد رأسه قليلا ثم قال له : اذهب حيث شئت .
فأغراه جلساؤه به و حذروه منه و من خروجه عليه ، فأمر الرشيد برده إليه ، فلما حضر قال الرجل :
يا إمام الأئمة لا تطعهم في ، فلو أطاع الله فيك خلقه ما استخلفك عليهم .
فتعجب الرشيد من قوله و أسلوبه و كمال فطنته ، فخلى سبيله لقوة حجته و تمام ذكائه ، و خرج الرجل آمنا مطمئنا .