التلون في الدين
التَّلَوُّنُ نكوصُ تذبذبٍ، وعدمُ استقرارٍ على مبدأٍ محمودٍ وخُلقٍ سويٍّ وصداقةٍ لم يُكدَّرْ صفوُها؛ تكونُ به سرعةُ رجوعِ المرءِ عن الصوابِ كسرعةِ رجوعِه عن الخطأِ.
وتلك نقيصةُ ذمٍّ؛ كثيرًا ما يُستدَلُّ بها على سوءِ المسْلكِ وفسادِ العقلِ وخداعِ الرأيِ، وبها تُوصمُ تَراجمُ المتلوِّنين حين يُقال: وكان ذا تلوُّنٍ، أو متلوِّنًا، وباتَ مِن عيونِ نُصحِ الحكماءِ الذي محَّضتْهُ تجاربُ الحياةِ قولُهم: لا تُعاشِرْ متلوِّنًا.
وأقبحُ ما يكونُ ذلك التلوّنُ مَنْظرًا وأعظمُ خطرًا حين يكونُ تلوَّنًا في الدِّينِ، ونكوصًا عن مبادئه وأحكامِه؛ فيكونُ لذلك المتلوّنِ آراءٌ مُتقلِّبةٌ في كبرى مسائلِ الدِّينِ وأحكامِ المواقفِ والأحداثِ؛ فما كان بدعةً صار يراه سنةً، وما كان يُحرِّمُه أضحى مُبيحًا له، وباتَ يَلْبِسُ لكلِّ حالٍ لباسًا حَرْبَائيًّا؛ لا يَستنِدُ على دليلٍ، أو مبدأٍ راسخٍ، أو أثارةٍ من علمٍ؛ إنما هو لباسُ هوىً؛ يَرومُ مِن ورائه تحصيلَ لَعاعةِ دنيا وبريقَ شهرةٍ واسترضاءَ مخلوقٍ!
فليس ذلك التغيّرُ مبْنيًّا على تغيّرِ اجتهادٍ اتقى اللهَ فيه وُسْعَهُ، أو كان فُتورًا يرجو من اللهِ فيه عفوَه، بل هو تلوُّنُ هوىً وكذبٍ كسيُ بلباسِ تديُّنٍ.
قال ابنُ القيمِ: الكاذبُ متلوِّنٌ؛ لأنّ الكذبَ ألوانٌ، فهو يتلوّنُ بتلوِّنَه، والصادقُ مستمِرٌّ على حالةٍ واحدةٍ؛ فإنّ الصدقَ واحدٌ في نفسِه، وصاحبُه لا يتلوَّنُ، ولا يتغيَّرُ.
وذلك التلوّنُ علامةُ المفتونِ الذي تاهَ في قُعْرٍ سحيقٍ من طوفانِ ضلالٍ. يقولُ حُذَيفةُ -رضيَ اللهُ عنه-: مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ لَا؟ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ كَانَ يَرَى حَرَامًا مَا كَانَ يَرَاهُ حَلَالًا، أَوْ يَرَى حَلَالًا مَا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا، فَقَدْ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ؛ رواه الحاكمُ وصحّحه على شرطِ الشيخَيْنِ ووافقه الذهبيُّ.
ودخلَ عليه أَبَو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ -رضيَ اللهُ عنه- فَقَالَ: أَوْصِنَا يَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَمَا جَاءَكَ الْيَقِينُ؟ قَالَ: بَلَى وَرَبِّي! قَالَ: فَإنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ الْيَوْمَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَأَنْ تُنْكِرَ الْيَوْمَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ قَبْلَ الْيَوْمِ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ؛ فَإنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ»؛ (رواه عبدُالرزاقِ) .
عبادَ اللهِ!
إنّ داءَ التلوّنِ في الدينِ ثمرةٌ مُرَّةٌ لداءِ الشكِّ الذي اعْترى القلبَ حين لم يتمكنِ الإيمانُ منه، ولم يخالطْ بشاشتَه، وباتَ بناءُ الإيمانِ فيه هَشًَّا وَاهيًا يَتداعى بعادياتِ الشبهاتِ وبوارقِ الشهواتِ. وتلك حقيقةٌ استقرَّ يقينُها بإجماعٍ من السلفِ الصالحِ، كما حكاهُ عنهم إبراهيمُ النَّخَعيُّ بقولِه: كَانُوا يَرَوْنَ التَّلَوُّنَ فِي الدِّينِ مِنْ شَكِّ الْقُلُوبِ فِي اللَّهِ.
وصارَ ذلك التلوّنُ الدينيُّ سِمَةً لا تُفارِقُ أهلَ النفاقِ؛ لهشاشةِ الإيمانِ في قلوبِهم؛ فكان تلوّنُهم في دينِهم بقدْرِ ما تلطَّختْ به قلوبُهم من نفاقٍ، كما وصفَهمُ اللهُ -تعالى- بقولِه: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا**[النساء: 143].
وقد ضربَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لذلك التلوّنِ النِّفاقيِّ المتذبذبِ مَثَلًا كاشِفًا بؤسَ الحالِ وسوءَ الفعالِ بالشاةِ التائهةِ بين القطيعيْنِ، فقالَ: مَثَلُ المنافقِ كمَثَلِ الشاةِ العائرةِ بين الغَنميْنِ؛ تَعِيرُ إلى هذه مَرَّةً، وإلى هذه مرةً (رواه مسلمٌ) ، وزادَ أحمدُ في روايتِه: لا تدري؛ أهذه تَتْبَعُ أم هذه؟.
قال ابنُ القيمِ في المنافقين: ومن صفاتِهم كثرةُ التلوّنِ، وسرعةُ التقلُّبِ، وعدمُ الثباتِ على حالٍ واحدٍ؛ بينا تراه على حالٍ تُعجبُك من دينٍ أو عبادةٍ أو هديٍ صالحٍ أو صدقٍ، إذِ انقلبَ إلى ضدِّ ذلك كأنَّه لم يعرفْ غيرَه؛ فهو أشدُّ الناسِ تلوّنًا وتقلُّبًا وتنقُّلًا.
وغدا هذا التلوّنُ -خاصةً ممن يُنسَبُ إلى العلمِ- من أعظمِ أسبابِ الصدِّ عن دينِ اللهِ وتنفيرِ الناسِ عنه، ومن أبرزِ أسبابِ تسلُّطِ المتربِّصينَ والحاقدينَ، وسخريتِهم. ومن هنا عَظُمَ أمرُ التلوّنِ وخطرُه؛ واشتدتْ كراهيةُ السلفِ له ولأهلِه، كما قال إبراهيمُ النَّخَعيُّ: كانوا يَكرهون التلوّنَ في الدِّينِ، بل سمّاه الإمامُ مالكٌ بالداءِ العُضالِ المُستعصي شفاؤه، فقالَ: الداءُ العضالُ التنقُّلُ في الدِّينِ.
ولما جاءه أحدُ المتلوِّنينَ طالبًا جدالَه قَال له مالكٌ: فَإِنْ غَلَبَتْنِي؟ قَالَ: فَإِنْ غَلَبْتُكَ اتَّبَعْتَنِي، قَالَ: فَإِنْ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ، فَكَلَّمَنَا، فَغَلَبَنَا؟ قَالَ: نَتَّبِعُهُ، فَقَالَ مَالِكٌ: يَا عَبْدَاللَّهِ، بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِدِينٍ وَاحِدٍ، وَأَرَاكَ تَنْتَقِلُ مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ! وقال الحسنُ البصريُّ في مقارنةٍ استقرائيةٍ بين تلوّنِ المنافقِ وثباتِ المؤمنِ؛ بَناها على مُحْكَمِ النصِّ الشرعيِّ والواقعِ الذي سَبَرَ غَوْرَهُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَلْقَاهُ الزَّمَانَ بَعْدَ الزَّمَانِ بِأَمْرٍ وَاحِدٍ وَوَجْهٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ تَلْقَاهُ مُتَلَوِّنًا يُشَاكِلُ كُلَّ قَوْمٍ، وَيَسْعَى مع كلِّ ريحٍ.
وقال ابنُ تيميةَ: تَجِدُ أهلَ الكلامِ أكثرَ الناسِ انتقالًا من قولٍ إلى قولٍ، وجَزْمًا بالقولِ في موضعٍ وجزمًا بنقيضِه وتكفيرِ قائلِه في موضعٍ آخر؛ وهذا دليلُ عدمِ اليقينِ. فإنَّ الإيمانَ كما قال فيه قَيْصرٌ لما سألَ أبا سفيانَ عمّنْ أسلمَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل يَرجِعُ أحدٌ منهم عن دينِه؛ سَخْطَةً له بعدَ أنْ يَدخلَ فيه؟ قال: لا، قال: وكذلك الإيمانُ إذا خالط بشاشتُه القلوبَ لا يَسْخَطُه أحدٌ ؛ ولهذا قال بعضُ السلفِ - عمرُ بنُ عبدِالعزيزِ أو غيرُه -: مَن جعلَ دِينَه غَرَضًا للخصوماتِ أكثرَ التنقُّلَ. وأما أهلُ السنةِ والحديثِ فما يُعلَمُ أحدٌ من علمائِهم ولا صالحِ عامّتِهم رجعَ قطُّ عن قولِه واعتقادِه، بل هم أعظمُ الناسِ صبْرًا على ذلك وإنِ امتُحِنوا بأنواع المحنِ وفُتِنوا بأنواعِ الفتنِ، وهذه حالُ الأنبياءِ وأتباعِهم من المتقدمين كأهلِ الأخدودِ ونحوِهم وكَسَلَفِ هذه الأمةِ من الصحابةِ والتابعينَ وغيرِهم من الأئمةِ، حتى كان مالكٌ -رحمه اللهُ- يقولُ: لا تَغْبِطوا أحدًا لم يُصبْهُ في هذا الأمرِ بلاءٌ.
أيها المسلمون!
إنّ كثرةَ الجدالِ في الدِّين، وفتحَ بابِ الخصوماتِ فيه، وجعْلَ قواعدِه وأحكامِه مجالًا مفتوحًا للنقاشِ وكَلًَا مباحًا للأخذِ والردِّ، وما يَجُرُّه ذلك إلى مطالعةِ كتبِ الزائغين ومواقعِهم والدخولِ على حساباتِهم في مواقعِ التواصلِ والاستماعِ لهم- مِن أعظمِ الدسائسِ التي يتسرَّبُ منها سوسُ الشكِّ لنَخْرِ شجرةِ الإيمانِ في القلبِ، والذي ينجمُ عنه داءُ التلوّنِ في الدِّينَ. وتلك حقيقةٌ جلّاها السلفُ المتقدمون، وصدَّقَها التاريخُ وواقعُ الحالِ، قال أبو الرِّجَالِ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ بِالْمَدِينَةِ: مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ؛ كَثُرَ تَنَقُّلُهُ مِنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ، وَمَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ، وَمَنْ عَدَّ كَلَامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ عَمَلُهُ إِلَّا فِيمَا يَعْنِيهِ.
ويَعْظُمُ ذلك الخطرُ إنْ كان الزائغُ عليمَ لسانٍ ذا بيانٍ وجدلٍ يَضْرِبُ مُحْكَمَ الوحيِ بمُتشابهِهِ، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنّ أخْوَفَ ما أخافُ على أمتي كلُّ منافقٍ عليمِ اللسانِ» (رواه أحمدُ وصحّحه أحمدُ شاكرٍ)؛ وذلك لِعظمِ ما يُلقيه من شُبَهٍ قد لا يستطيعُ سامعُها إبطالَها؛ فتزعزعُ يقينَه، وتُثيرُ الشكَّ في قلبِه، ويكونُ عُرْضةً للزَّيغِ والتلوّنِ. هذا أخوفُ ما يخافُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على قرنِه الخَيِّرِ؛ فكيف يكونُ ذلك الخوفُ والخطرُ مع انفتاحِ قنواتِ التواصلِ العالميِّ، وسهولتِها، وفتنةِ انتفاشِ الباطلِ، وضَعْفِ مَن يقومُ بأمرِ اللهِ؟! قال زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ: قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ -رضيَ اللهُ عنه-: هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ، وَحُكْمُ الْأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ رواه الدارميُّ وصحّحه الألبانيُّ.
عبادَ اللهِ!
وسَخْطُ العبدِ على أقدارِ اللهِ النافذةِ يَفتحُ عليه بابَ الشكِّ، ويُوجِبُ تلوُّنَه وعدمَ ثباتِه مع اللهِ؛ فإنه لا يرضى إلا بما يُلائِمُ طبْعَه ونفْسَه، والمقاديرُ تجري دائمًا بما يلائمُه وبما لا يلائمُه، وكلما جرى عليه منها ما لا يلائمُه سَخِطَهُ؛ فلا يَثْبُتُ له على العبوديةِ قدمٌ. فإذا رضيَ عن ربِّه في جميعِ الحالاتِ؛ استقرَّتْ قَدَمُه في مقامِ العبوديةِ؛ فلا يُزيلُ التلوّنَ عن العبدِ شيءٌ مِثْلُ الرِّضا -كما قال ابنُ القَيِّمِ-.
وشرُّ خصالِ المرءِ تمزيقُ دينِه ** على نحوِ ما يُملي الهوى يتلوَّنُ
أيها المؤمنون!
إنّ السلامةَ من داءِ التلوّنِ إنما يكونُ بعصمةِ اللهِ عبدَه وتثبيتِه؛ وتلك -لَعَمْرُ اللهِ- جليلةُ نعمةٍ لا تُنالُ إلا بفضلِ اللهِ ورحمتِه، كما قال -تعالى- مخاطِبًا أعلمَ الخلقِ به وأعبدَهم له محمدًا صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا** [النساء: 113]. وسبيلُ نَيْلِ ذلك التثبيتِ الربانيِّ الذي تكونُ به العصمةُ من مَهلكةِ التلوّنِ إنما هو بمجانبةِ سبيلِ الزائغين ومعاشرتِهم، وإدمانِ سؤالِ اللهِ الهدايةَ، وامتثالِ أمرِه ونهيه، وإظهارِ الافتقارِ إليه، والاعتصامِ بوَحْيه، وتَيَقُّنِ الحقِّ الذي حَواه، واعتقادِ بطلانِ ما خالفَه وإنْ لم يُقْدَرْ على إبطالِ شُبَهِهِ؛ فتلك قاعدةُ الرسوخِ في الدِّينِ، كما قال -تعالى-: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ** [آل عمران 60]، ولما أَوْرَدَ زائغٌ مُفَوَّهٌ شُبْهَةً على أحدِ السلفِ أجابَه بقولِه: إنْ يكنْ لساني يَكِلُّ عن جوابِك، فإنّ قلبي يُنكِرُ ما تقولُ.
وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، تَعَالَ حَتَّى أُخَاصِمَكَ فِي الدِّينِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَبْصَرْتُ دِينِي، فَإِنْ كُنْتَ أَضْلَلْتَ دِينَكَ فَالْتَمِسْهُ، وكان الإمامُ مالكٌ إذا جاءه زائغٌ يجادلُه يقولُ: أَمَّا أَنَا فَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي، وَأَمَّا أَنْتَ فَشَاكٌّ، فَاذْهَبْ إِلَى شَاكٍّ مِثْلِكَ، فَخَاصِمْهُ، وقال أبو قِلابةَ: لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ، وَلَا تُجَادِلُوهُمْ؛ فَإِنِّي لَا آمَنُ مِنْ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ، أَوْ يُلَبِّسُوا عَلَيْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ.
وبعدُ -معشرَ المؤمنين-، فهذا إيجازُ وصفٍ لداءُ التلوِّنِ في الدِّينِ، وبيانٌ لخطرِه وسببِه، وإرشادٌ لسبيلِ النجاةِ من شرِّه المستطيرِ. عصمنا اللهُ منه! وثبّتنا على دينِه حتى نلقاه!
منقول