بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
شرع الإسلام الحنيف المنهاج المثالي للفرد و المجتمع و يستطيع الإنسان على ضوئه أن يعرف طريقه و يقوم انحرافه و يسعى دائما إلى الكمال الخلقي المنشود . و لكي يصل المسلم إلى هذا الخلق الراقي ، عليه أن يقتدي بالرسول عليه الصلاة و السلام في قوله و عمله و سلوكه و خلقه لأنه كما قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها : " كان خلقه القرآن " و يقول الله تعالى " لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا ) .
و من المثل العليا التي جاء بها الإسلام و دعا إليها نجد الخير و الحق و الكرامة الشخصية و الوطنية و هذا حتى يسمو الفرد و المجتمع عن طريقها إلى مرتبة العزة و الكرامة و يصل إلى الرقي الخلقي المنشود و يتبين لنا هذا مما يلي :
1 - الخير هو كل عمل فيه منفعة للفرد و مصلحة للمجتمع ، و الحرص على الخير يتطلب من الإنسان يقظة الضمير و قوة الإرادة .
2 - الحق يكون في القول و العمل ، أما الحق في القول فهو التزام الصدق و أما الحق في العمل فهو التزام ما شرعه الله تعالى .
و الحرص على الحق يتطلب شجاعة أدبية فلا يخشى الإنسان في الحق لومة لائم .
3 - على الإنسان أن يحرص على كرامته ، فلا تستذله الأطماع و الأهواء و لا يهمل في حق و لا يقصر في أداء عمله ، و لا ينبغي أن يتقدم إلى عمل لا يحسنه و لا يقدر عليه فيظهر عجزه و يتعرض للسخرية و المهانة و عليه أن لا يضعف في الشدائد .
و الكرامة الوطنية واجب كل مواطن ، لأن كرامته رهن بكرامة وطنه، و من ثم يجب عليه أن يذود عن حماه ، و يعمل جاهدا لرقيه و تقدمه .