سادساً: الوزن :
مما يدخل في الإيمان باليوم الآخر :
الوزن .
قال الله تعالى : « والوزن يومئذ الحق »
سورة الأعراف 8
وقال تعالى : « ونضع الموازين القسط ليوم القيامة » سورة الأنبياء 47
فتوزن الأعمال يوم القيامة بميزان له كفتان توضع في إحداهما الحسنات وفي الأخرى السيئات .
والذي يوزن في ظاهر النصوص العمل .
قال الله تعالى : « فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره (7) ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره (8) » سورة الزّلزلة
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم :
( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان :
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ) .
متفق عليه
فيوضع هذا الميزان للخلائق و توزن فيه الأعمال .
ولكن هنا أسئلة على الميزان :
أولاً : كيف توزن الأعمال وهي أوصاف للعاملين وحركات وأفعال ؟
2) فالجواب : أن القاعدة في ذلك كما أسلفنا أن علينا أن نسلم ونقبل ولا حاجة لأن نقول : كيف ؟ ولم ؟
ومع ذلك فإن العلماء ـ رحمهم الله ـ قالوا في جواب هذا السؤال :
إن الأعمال تقلب أعياناً فيكون لها جسم يوضع في الكفة فيرجح أو يخف .
وضربوا لذلك مثلاً بما صح به الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم :
( أن الموت يجعل يوم القيامة على صورة كبش فينادى أهل الجنة يا أهل الجنة فيطلعون ويشرئبون وينادى يا أهل النار :
فيطلعون ويشرئبون ما الذي حدث ؟
فيؤتى بالموت على صورة كبش فيقال :
هل تعرفون هذا ؟ فيقولون :
نعم هذا الموت، فيذبح الموت بين الجنة والنار ويقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار : خلود فلا موت ) .
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
وغيرهم بألفاظ مختلفة .
ونحن نعلم جميعاً أن الموت صفة،
ولكن الله تعالى يجعله عيناً قائمة بنفسه
وهكذا الأعمال .
ثانياً : هل الميزان واحد أم متعدد ؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين وذلك لأن النصوص جاءت بالنسبة للميزان مرة بالإفراد ومرة بالجمع مثل قوله تعالى :
« ونضع الموازين القسط » سورة الأنبياء
وكذلك في قوله : « فمن ثقلت موازينه »
سورة الأعراف 8
وأفرد في مثل قوله، صلى الله عليه وسلم:
( ثقيلتان في الميزان )
فقال بعض العلماء : إن الميزان واحد، وإنه جمع باعتبار الموزون أو باعتبار الأمم
فهذا الميزان توزن به أعمال أمة محمد، وأعمال أمة موسى، وأعمال أمة عيسى، وهكذا فجمع الميزان باعتبار تعدد الأمم .
والذين قالوا : إنه متعدد بذاته قالوا :
لأن هذا هو الأصل في التعدد
ومن الجائز أن الله تعالى يجعل لكل أمة ميزاناً، أو يجعل للفرائض ميزاناً، وللنوافل ميزاناً .
والذي يظهر والله أعلم أن المراد أن الميزان واحد، لكنه متعدد باعتبار الموزون .