![]() |
8 تابع / شرح : حديث جبريل عليه السلام للعلاّمة ابن عثيمين رحمه الله
سادساً: الوزن : مما يدخل في الإيمان باليوم الآخر : الوزن . قال الله تعالى : « والوزن يومئذ الحق » سورة الأعراف 8 وقال تعالى : « ونضع الموازين القسط ليوم القيامة » سورة الأنبياء 47 فتوزن الأعمال يوم القيامة بميزان له كفتان توضع في إحداهما الحسنات وفي الأخرى السيئات . والذي يوزن في ظاهر النصوص العمل . قال الله تعالى : « فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره (7) ومن يعمل مثقال ذرّة شرّاً يره (8) » سورة الزّلزلة وقال النبي، صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ) . متفق عليه فيوضع هذا الميزان للخلائق و توزن فيه الأعمال . ولكن هنا أسئلة على الميزان : أولاً : كيف توزن الأعمال وهي أوصاف للعاملين وحركات وأفعال ؟ 2) فالجواب : أن القاعدة في ذلك كما أسلفنا أن علينا أن نسلم ونقبل ولا حاجة لأن نقول : كيف ؟ ولم ؟ ومع ذلك فإن العلماء ـ رحمهم الله ـ قالوا في جواب هذا السؤال : إن الأعمال تقلب أعياناً فيكون لها جسم يوضع في الكفة فيرجح أو يخف . وضربوا لذلك مثلاً بما صح به الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم : ( أن الموت يجعل يوم القيامة على صورة كبش فينادى أهل الجنة يا أهل الجنة فيطلعون ويشرئبون وينادى يا أهل النار : فيطلعون ويشرئبون ما الذي حدث ؟ فيؤتى بالموت على صورة كبش فيقال : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم هذا الموت، فيذبح الموت بين الجنة والنار ويقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار : خلود فلا موت ) . رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وغيرهم بألفاظ مختلفة . ونحن نعلم جميعاً أن الموت صفة، ولكن الله تعالى يجعله عيناً قائمة بنفسه وهكذا الأعمال . ثانياً : هل الميزان واحد أم متعدد ؟ اختلف العلماء في ذلك على قولين وذلك لأن النصوص جاءت بالنسبة للميزان مرة بالإفراد ومرة بالجمع مثل قوله تعالى : « ونضع الموازين القسط » سورة الأنبياء وكذلك في قوله : « فمن ثقلت موازينه » سورة الأعراف 8 وأفرد في مثل قوله، صلى الله عليه وسلم: ( ثقيلتان في الميزان ) فقال بعض العلماء : إن الميزان واحد، وإنه جمع باعتبار الموزون أو باعتبار الأمم فهذا الميزان توزن به أعمال أمة محمد، وأعمال أمة موسى، وأعمال أمة عيسى، وهكذا فجمع الميزان باعتبار تعدد الأمم . والذين قالوا : إنه متعدد بذاته قالوا : لأن هذا هو الأصل في التعدد ومن الجائز أن الله تعالى يجعل لكل أمة ميزاناً، أو يجعل للفرائض ميزاناً، وللنوافل ميزاناً . والذي يظهر والله أعلم أن المراد أن الميزان واحد، لكنه متعدد باعتبار الموزون . |
الساعة الآن 03:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com