قوله : ( جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع )
في رواية الطبراني ( خادم أبي زرع )
وفي رواية الزبير ( وليد أبي زرع )
والوليد الخادم يطلق على الذكر والأنثى .
قوله : ( لا تبث حديثنا تبثيثا )
وفي رواية بالنون بدل الموحدة
وهما بمعنى : بث الحديث ونث الحديث أظهره
ويقال بالنون في الشر خاصة كما تقدم في كلام الأولى .
وقال ابن الأعرابي : النثاث المغتاب .
ووقع في رواية الزبير ( ولا تخرج ) .
قوله : ( ولا تنقث ) بتشديد القاف بعدها مثلثة أي تسرع فيه بالخيانة وتذهبه بالسرقة ،
كذا في البخاري وضبطه عياض في مسلم بفتح أوله وسكون النون وضم القاف
وأرادت المبالغة في براءتها من الخيانة ،
والميرة بكسر الميم وسكون التحتانية بعدها راء الزاد وأصله ما يحصله البدوي من الحضر ويحمله إلى منزله لينتفع به أهله .
وقال أبو سعيد : التنقيث إخراج ما في منزل أهلها إلى غيرهم ،
وقال ابن حبيب : معناه لا تفسده ،
ويؤيده أن رواية الزبير ( ولا تفسد ) وذكر مسلم أن في رواية سعيد بن سلمة بالفاء في الموضعين ،
وفي رواية أبي عبيد ( ولا تنقل ) وكذا للزبير عن عمه مصعب ،
و لأبي عوانة ( ولا تنتقل )
وفي رواية عن ابن الأنباري ( ولا تغث ) بمعجمة ومثلثة أي تفسد ،
وأصله من الغثة بالضم وهي الوسوسة ،
وفي رواية النسائي
( ولا تفش ميرتنا تفشيشا )
بفاء ومعجمتين من الإفشاش طلب الأكل من هنا وهنا ،
ويقال : فش ما على الخوان إذا أكله أجمع ،
ووقع عند الخطابي ( ولا تفسد ميرتنا تغشيشا ) بمعجمات ،
وقال : مأخوذ من غشيش الخبز إذا فسد ،
تريد أنها تحسن مراعاة الطعام وتتعاهده بأن تطعم منه أولا طريا ولا تغفله فيفسد
وقال القرطبي : فسره الخطابي بأنها لا تفسد الطعام المخبوز بل تتعهده بأن تطعمهم منه أولا فأولا ،
وتبعه المازري ، وهذا إنما يتمشى على الرواية التي وقعت للخطابي ،
وأما على رواية الصحيح ( ولا تملأ ) فلا يستقيم وإنما معناه أنها تتعهده بالتنظيف .
والحاصل أن الرواية في الأولى كما في الأصل ( ولا تنقث ميرتنا تنقيثا )
وعند الخطابي ( ولا تفسد ميرتنا تغشيشا ) بالغين المعجمة ،
قوله : ( ولا تملأ بيتنا تعشيشا ) بالمهملة ثم معجمتين ،
أي أنها مصلحة للبيت مهتمة بتنظيفه وإلقاء كناسته وإبعادها منه وأنها لا تكتفي بقم كناسته وتركها في جوانبه كأنها الأعشاش ،
وفي رواية الطبراني ( ولا تعش )
بدل ( ولا تملأ )
ووقع في رواية سعيد بن سلمة التي علقها البخاري بعد بالغين المعجمة بدل المهملة ،
وهو من الغش ضد الخالص ، أي لا تملؤه بالخيانة بل هي ملازمة للنصيحة فيما هـي فيه ،
وقال بعضهم : هو كناية عن عفة فرجها ،
والمراد أنها لا تملأ البيت وسخا بأطفالها من الزنا ،
وقال بعضهم : كناية عن وصفها بأنها لا تأتيهم بشر ولا تهمة .
ووقع في رواية الهيثم ( ولا تنجث أخبارنا تنجيثا ) بنون وجيم ومثلثة أي تستخرجها ، وأصل التنجثة ما يخرج من البئر من تراب ،
زاد الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن جعفر الوركاني عن عيسى بن يونس
( قالت عائشة : حتى ذكرت كلب أبي زرع ) وكذا ذكره الإسماعيلي عن البغوي عن الوركاني ،
وزاد الهيثم بن عيد في روايته
( ضيف أبي زرع فما ضيف أبي زرع ، في شبع وري ورتع ، طهاة أبي زرع فما طهاة أبي زرع لا تفتر ولا تعدى تقدح قدر وتنصب أخرى ، فتلحق الآخرة بالأولى ، مال أبي زرع فما مال أبي زرع على الجمم معكوس ، وعلى العفاة محبوس )
وقوله ري ورتع بفتح الراء وبالمثناة أي تنعم ومسرة والطهاة بضم المهملة الطباخون
وقوله لا تفتر بالفاء الساكنة ثم المثناة المضمومة أي لا تسكن ولا تضعف ،
وقوله ولا تعدى مهملة أي تصرف ،
وتقدح بالقاف والحاء المهملة أي تفرق ،
وتنصب أي ترفع على النار ،
والجمم بالجيم جمع جمة هم القوم يسألون في الدية
ومعكوس أي مردود ،
والعفاة السائلون ، ومحبوس أي
موقوف عليهم .
( يتبع ) ...................