![]() |
16 تابع / شرح : حديث أبي زرع
قوله : ( جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع ) في رواية الطبراني ( خادم أبي زرع ) وفي رواية الزبير ( وليد أبي زرع ) والوليد الخادم يطلق على الذكر والأنثى . قوله : ( لا تبث حديثنا تبثيثا ) وفي رواية بالنون بدل الموحدة وهما بمعنى : بث الحديث ونث الحديث أظهره ويقال بالنون في الشر خاصة كما تقدم في كلام الأولى . وقال ابن الأعرابي : النثاث المغتاب . ووقع في رواية الزبير ( ولا تخرج ) . قوله : ( ولا تنقث ) بتشديد القاف بعدها مثلثة أي تسرع فيه بالخيانة وتذهبه بالسرقة ، كذا في البخاري وضبطه عياض في مسلم بفتح أوله وسكون النون وضم القاف وأرادت المبالغة في براءتها من الخيانة ، والميرة بكسر الميم وسكون التحتانية بعدها راء الزاد وأصله ما يحصله البدوي من الحضر ويحمله إلى منزله لينتفع به أهله . وقال أبو سعيد : التنقيث إخراج ما في منزل أهلها إلى غيرهم ، وقال ابن حبيب : معناه لا تفسده ، ويؤيده أن رواية الزبير ( ولا تفسد ) وذكر مسلم أن في رواية سعيد بن سلمة بالفاء في الموضعين ، وفي رواية أبي عبيد ( ولا تنقل ) وكذا للزبير عن عمه مصعب ، و لأبي عوانة ( ولا تنتقل ) وفي رواية عن ابن الأنباري ( ولا تغث ) بمعجمة ومثلثة أي تفسد ، وأصله من الغثة بالضم وهي الوسوسة ، وفي رواية النسائي ( ولا تفش ميرتنا تفشيشا ) بفاء ومعجمتين من الإفشاش طلب الأكل من هنا وهنا ، ويقال : فش ما على الخوان إذا أكله أجمع ، ووقع عند الخطابي ( ولا تفسد ميرتنا تغشيشا ) بمعجمات ، وقال : مأخوذ من غشيش الخبز إذا فسد ، تريد أنها تحسن مراعاة الطعام وتتعاهده بأن تطعم منه أولا طريا ولا تغفله فيفسد وقال القرطبي : فسره الخطابي بأنها لا تفسد الطعام المخبوز بل تتعهده بأن تطعمهم منه أولا فأولا ، وتبعه المازري ، وهذا إنما يتمشى على الرواية التي وقعت للخطابي ، وأما على رواية الصحيح ( ولا تملأ ) فلا يستقيم وإنما معناه أنها تتعهده بالتنظيف . والحاصل أن الرواية في الأولى كما في الأصل ( ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ) وعند الخطابي ( ولا تفسد ميرتنا تغشيشا ) بالغين المعجمة ، قوله : ( ولا تملأ بيتنا تعشيشا ) بالمهملة ثم معجمتين ، أي أنها مصلحة للبيت مهتمة بتنظيفه وإلقاء كناسته وإبعادها منه وأنها لا تكتفي بقم كناسته وتركها في جوانبه كأنها الأعشاش ، وفي رواية الطبراني ( ولا تعش ) بدل ( ولا تملأ ) ووقع في رواية سعيد بن سلمة التي علقها البخاري بعد بالغين المعجمة بدل المهملة ، وهو من الغش ضد الخالص ، أي لا تملؤه بالخيانة بل هي ملازمة للنصيحة فيما هـي فيه ، وقال بعضهم : هو كناية عن عفة فرجها ، والمراد أنها لا تملأ البيت وسخا بأطفالها من الزنا ، وقال بعضهم : كناية عن وصفها بأنها لا تأتيهم بشر ولا تهمة . ووقع في رواية الهيثم ( ولا تنجث أخبارنا تنجيثا ) بنون وجيم ومثلثة أي تستخرجها ، وأصل التنجثة ما يخرج من البئر من تراب ، زاد الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن جعفر الوركاني عن عيسى بن يونس ( قالت عائشة : حتى ذكرت كلب أبي زرع ) وكذا ذكره الإسماعيلي عن البغوي عن الوركاني ، وزاد الهيثم بن عيد في روايته ( ضيف أبي زرع فما ضيف أبي زرع ، في شبع وري ورتع ، طهاة أبي زرع فما طهاة أبي زرع لا تفتر ولا تعدى تقدح قدر وتنصب أخرى ، فتلحق الآخرة بالأولى ، مال أبي زرع فما مال أبي زرع على الجمم معكوس ، وعلى العفاة محبوس ) وقوله ري ورتع بفتح الراء وبالمثناة أي تنعم ومسرة والطهاة بضم المهملة الطباخون وقوله لا تفتر بالفاء الساكنة ثم المثناة المضمومة أي لا تسكن ولا تضعف ، وقوله ولا تعدى مهملة أي تصرف ، وتقدح بالقاف والحاء المهملة أي تفرق ، وتنصب أي ترفع على النار ، والجمم بالجيم جمع جمة هم القوم يسألون في الدية ومعكوس أي مردود ، والعفاة السائلون ، ومحبوس أي موقوف عليهم . ( يتبع ) ................... |
الساعة الآن 10:57 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com