فلسفة الظالم
رؤية بتصرف
تنام عينك والمظلوم منتبه .. يدعو عليك وعين الله لم تنم
مشكلة الظالم تتمثل في كثرة الاكاذيب والخداع الذي يخدع به نفسه والآخرين ليبرر معقولية تصرفاته وتجبّره على الآخرين ، والتعدي عليهم واذلالهم .. ونهب حقوقهم .
يأبى الظالم في ثقافتنا الشرقية أن يعود الى من ظلمه معتذرا منكسرا
تربيته تمنعه ان يُرى في لحظة من لحظات ضعفه
لأنه يتوقع من الطرف الآخر ان يتشفى وينتقم ويسخر
رغم ان النفس الانسانية الصحيحة تميل الى من يأتيها معتذرا عن ظلمه ، ولا تزدري الا الطغاة المتجبرين الجبناء.
غير ان الظالمين المتجبرين على غيرهم لا يكتشفون الا بعد فوات الأوان مرتع الظلم الوخيم ..مهما طال الزمن.
والظالمين يضعون في حسبانهم كل شيء الا الموت
الموت الذي تموت بحضرته كل الأكاذيب التي اختلقها لنفسه وامام الناس ليثبت صحة موقفه ..والكذب ذنب آخر ، والنفاق ابو الذنوب جميعها ..اما الظلم فحدث ولا حرج.
الموت الذي تنتهي عنده المزايدات والمفاوضات
انه الحقيقة التي يصغر امامها الجميع
لحظة يأتي الموت للظالم ، هل فكّر انه ما من صوت سيبقى له ليقول ، يا فلان ، سامحني ، ظلمتك !
والأكثر ألما ان يرحل المظلوم قبله
ويتركه ما بقي من العمر ينزف دما
سيبقى وحده ممسكا بالخنجر
لأنه لا يدري ماذا يفعل الآن بكل تلك الكلمات التي لم يقلها
والتي ستموت معه ..ان لم تقتله
ان على الظالمين المتناحرين المزايدين على الأذى بشراسة الحياة وعنفوانها
ان يتوقفوا ويفكروا في احتمال موتهم او موت من ظلموهم .
على الظالمين ان يفكروا بمنطق الموت - لا منطق الحياة
ليستحضروا بخيالهم جثة من ظلموهم باردة هامدة قبل ان تسلمها الايدي الى التراب
وليبكوهم أحياء قبل ان يبكوهم أموات ، فبعد ان يتأخر الوقت كثيرا ، وبعد موتهم ، لن تبقى للمظلومين آذان يسمعون بها اعتذارهم ولا عيون يبصرون بها دموعهم.