بسم الله الرحمن الرحيم
【 المحطة الخامسة 】
【 أنت الكنز المنشـــــــود 】
لو سألك شخص: من أنت ؟
فما هو جوابك: ؟؟
هل تعتقد أن بإمكانك أن تقول: لا أعلم من أنا ؟؟!!!!
و ربما لن تكون جانبت الصواب ؟؟
هذه حقيقة الكثير من الناس وأريد أن أخص هنا المسلمين،
فأنت أيها المسلم لست كغيرك من أهل الديانات الأخرى،
ولست أقول هذا من فراغ أو من مشاعر فياضة لحبي للإسلام
واعتزازي بانتمائي للإسلام –و إن كنت لا أنكره –
إلا أن كلامي هذا يخرج من تجارب على مر القرون و العصور الماضية.
彡 彡 彡
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
( إن الأمة الإسلامية تستطيع أن تحصد من العلوم
في سنوات قليلة ما يحصده غيرهم في عدة قرون )
فأنت أيها المسلم لديك الكثير بما وضعه الله فيك من إمكانيات هائلة
وقدرات عظيمة، وبما خصك به قبل ذلك وهو- أنك مسلم –
فتوكلك على الله، وإن تقربت إلى الله شبرا تقرب إليك ذراعا،
وإن تقربت إليه ذراعا تقرب إليك باعا، فلو أنك احتسبت علمك
وقدرتك ونعم الله عليك في خدمة نفسك ودينك وأمتك
لوفقك الله من حيث لا تدري.
فانظر إلى النحلة - تلك المخلوق الضعيف الصغير الحجم العظيم الهمة
المتبع لأمر الله و وحيه- كيف تذهب آلاف الأميال عن خليتها
ثم تعود من وراء البحار و القفار فلا تغلط و تدخل في خلية غير خليتها؛
من الذي دلها و علمها ؟!!
و الله تعالى يقول:
" وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً
وَمِنَ الشَّجَرِ ومِمَّا يَعْرِشُونَ " [النحل:68]
وأوحى إليها: أي ألهمها، وكان نتيجة استجابتها لأمر ربها
أن أكرمها فجعل إخراجها فيه شفاء للناس.
" وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ
وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ
ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
彡 彡 彡
فأنت أيها الانسان المسلم إذا التزمت أمر الله ولجأت إليه
وتوكلت عليه واتقيته حق تقاته ثم أخذت بالأسباب فاعلم
أنك الكنز المنشود لحمل هذه الأمة وقد وعدك الله بهذا في قوله :
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55)
و هاهو عمر بن الخطاب الفاروق -الذي وافق الوحي في عدة مواضع
في القرآن – عندما سألوه عن أمنيته قال :
( و أنا أتمنى أن تمتلئ الأرض برجال كأبي عبيدة بن الجراح ... )
لأنه يعلم أن الأرض لو امتلئت بمثل أبي عبيدة – أمين هذه الأمة-
حينها سيكون للإسلام مستقبل مشرق....
فهل تكون أنت كأبي عبيدة رضي الله عنه ؟؟؟
彡 彡 彡
بقلم : الأخت الفاضلة " اللجين "
المصدر : لأجلك محمد صلى الله عليه و سلم
محطات في الحياة .. المحطة الخامسة .. أنت الكنز المنشود
