بسم الله الرحمن الرحيم
】 مصنعك الخــــــاص 【
ماذا سيكون شعورك لو أنك امتلكت مصنعا كبيرا ناجحا متميزا في إنتاجه،
جديد في طرحه، فريد في أنموذجه، تتسابق إليه جميع الأسواق ترجوك أن تبيع لها
وبالسعر الذي تريده، فعلا شأنه و انتشر صيته ونما رصيده،
ومع هذا فأنت مطمئن أن هذا المصنع لن يزول ولن يذهب بريقه
بل سيزداد اتساعه ويتضاعف إنتاجه حتى بعد موتك،
مع أنك حقيقة لن تضع عليه وكيلا ولا وصيا !!!
لابد أنك الآن تتساءل وأنى لي مثل هذا المصنع الذي ما سمعت عنه حتى في قصص الخيال ؟؟
ولكني أقول لك أن هذا المصنع هو بيتك !!!
هو رعيتك وأسرتك وذريتك.
وقبل أن تستغرب اسمع معي هذا الحديث النبوي الشريف:
عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال :
((إذا مات الانسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة،
إلامن صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له))
(رواه مسلم)
فالولد بالإضافة إلى كونه قرة عين للوالدين كما عبرت الآية الكريمة
﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾
(الفرقان:74)،
له كذلك آثار أخرى في الدنيا إن كان من الصالحين حيث إنه يكون عوناً
لوالديه على متاعب الحياة ومكاره الدهر ولا سيما عند بلوغ الأهل الكبر،
وإصابتهم بالعجز عن العمل، إن من سعادة المرء أن يكون له ولد يستعين به،
لأن الولد الصالح الذي ينشأ على التعاليم الإسلامية، يجرُّ الحسنات إلى أهله
بعد موتهما من خلال أعماله الخيِّرة ودعائه لهما، قال النووي في شرح مسلم:
معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته، وينقطع تجدد الثواب له
إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها فإن الولد من كسبه،
لأن الوالدين هما اللذين يربيان ويعلمان ويتابعان وينشئان،
فإذا صلحت البذرة والرعاية صلح الزرع و آتي أكله.
قيد الولد بالصالح لأن الأجر لا يحصل من غيره.
فالمسلم الذي يؤدي الفرائض ويجتنب الكبائر
يعتبر ولداً صالحا يصل ثواب دعائه لأبويه.
وفائدة تقييده بالولد مع أن دعاء غيره ينفعه،
هو تحريض الولد على الصلاح والدعاء لأبويه،
وقيل إن كل عمل صالح يعمله الولد يلحق
ثوابه لأبويه ولو لم يدع لهما..
والظاهر أن المقصود بالولد الأبناء المباشرون وغير المباشرين لأن الجميع يسمى أولادا للميت.
فانتاج مصنعك الخاص يمتد لأجيال وقرون،
فانتبه وأحسن زرعك ليصلح لك إنتاجك .
✿✿✿✿
المصدر : لأجلك محمد صلى الله عليه و سلم