اغتنام العمر
كل وقت يخيله العبد من طاعة مولاه فقد خسره
وكل ساعة يغفل فيها عن ذكر الله تكون عليه يوم القيامة ترة
فوا أسفاه على زمان ضاع في غير طاعته
و واحسرتاه على قلب بات في غير خدمته.
من عمل طاعة من الطاعات وفرغ منها فعلامة قبولها أن يصلها بطاعة أخرى
وعلامة ردها أن يعقب تلك الطاعة بمعصية
ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها
وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها
وما أقبح السيئة بعد الحسنة تمحقها وتعفوها!
النكسة أصعب من المرض
وربما أهلكت !
سلوا الله الثبات على الطاعات إلى الممات
وتعوذوا به من تقلب القلوب
ومن الحور بعد الكور
و ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة
و أوحش منه فقر الطمع بعد غنى القناعة
ارحموا عزيز قوم بالمعاصي ذل
وغني قوم بالذنوب افتقر.
**
يا شبان التوبة لاترجعوا إلى ارتضاع ثدي الهوى من بعد الفطام
فالرضاع إنما يصلح للأطفال لا للرجال
ولكن لا بد من الصبر على مرارة الفطام
فإن صبرتم تعوضتم عن لذة الهوى بحلاوة الإيمان في القلوب
من ترك شيئا لله لم يجد فقده عوضه الله خيرا منه:
{إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ** [الأنفال: 70]
وفي الحديث: "النظر سهم مسموم من سهام إبليس من تركه من خوف الله أعطاه إيمانا يجد حلاوته في قلبه" خرجه الإمام أحمد
وهذا الخطاب للشباب
فأما الشيخ إذا عاود المعاصي بعد التوبة
فهو أقبح وأقبح!!
لأن الشباب يؤمل معاودة التوبة في آخر عمره
وهو مخاطر!!
فإن الموت قد يعاجله وقد يطرقه بغتة
وأما الشيخ فقد شارف مركبه على ساحل بحر المنون
فماذا يؤمل.؟؟!!
نعى لك ظل الشباب المشيب ... و نادتك باسم سواك الخطوب
فكن مستعدا لداعي الفناء ... فكل الذي هو آت قريب
ألسنا نرى شهوات النفو ... س تفنى وتبقى علينا الذنوب
يخاف على نفسه من يتوب ... فكيف يكون الذي لا يتوب
لطائف المعارف