ألا تُحبين أن يغفر الله لكِ ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بسم الله العفو الكريم ، الرحيم الحليم ، غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
والصلاة والسلام على أسوتنا الذي دلنا على كل خير ، سيدنا محمد القائل " وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ.. "
وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد : السلام عليك ورحمة الله وبركاته .
قال ربي سبحانه : ** وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ ** .
قال السعدي رحمه الله :
( ذكر الله في هذه الآية مراتب العقوبات ، وأنها على ثلاث مراتب: عدل وفضل وظلم.
فمرتبة العدل: جزاء السيئة بسيئة مثلها ، لا زيادة ولا نقص ، فالنفس بالنفس، وكل جارحة بالجارحة المماثلة لها، والمال يضمن بمثله.
ومرتبة الفضل: العفو والإصلاح عن المسيء ، ولهذا قال: ** فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ** يجزيه أجرا عظيما، وثوابا كثيرا، وشرط الله في العفو الإصلاح فيه، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به.
وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإن الجزاء من جنس العمل ..)
نحن بنيتي في عرض حسنـة واحدة ، لا ندري أي عمل سَيُنْجينا .
وكل فرصة للعُلا هي منحة من الله إليك لا تضيعيها ..
أترفعين الظلم عن نفسك لبعض الراحة في دنيا فانيـة ! أم تؤثرين الآخرة .. والآخرة خير وأبقى .
دعي عنك تفاهتهم ..
أنت لك أهداف وأمور عظام تشغلك ، فلا تلتفي لمقالهم ..
ما دمت على الحق توكلي على الله وثقي أنه لن يضيعك .
ليكن قلبك أصفى وأنقى من أن يغبَّره البشر ، علقيـه بالله تكن همتك عاليـة وهمك كبير ..
لا شيء من أذاهم ينال من عزمك ، بل لا تكادين تشعرين به فلست بقدرهم .
أريدك مجد الأمـّـة .. لذا لا أرضى لك بالعدل .. بل الإحسان والفضل .
أتدرين يا ابنتي ماذا كانت تعني لأبي بكر عائشة –رضي الله عنهما- ؟!
إنها ابنته فلذة كبده ، ليس هذا فقط .. بل هي زوجة نبيه وحبيبه وما يؤذيه يؤذيها .
فمصابه ثلاث مصائب : مصاب في ابنته ، ومصاب لابنته ، ومصاب لنبيـه ..
لم يكتفي بالعفو ، بل ورد النفقة فيا لله ما هذا القلب ! *
لقد جعلهم الله لنا قدوة ، وما استطاعوه نستطيعه فهم بشر من بني جلدتنا . فلنجتهد لنصل .
ساجدة فاروق