لماذا الصالحون؟!
أبو مهند القمري
يواجه العبد في حياته العديد من المشاغل على اختلاف ألوانها!!
فمنها ما يجعله يدور في رحى الهموم المادية!!
ومنها ما يلقي به في دوامة الهموم الأسرية!!
ومنها ما تنزلق بسببها قدمه في مستنقع الخصومات الشخصية!!
لتبقى مسيرة الحياة كلها تتلاطمها الأحداث بتزاحماتها!!
وتتطلع النفس البشرية إلى محطات استراحة!!
* تزيل فيها عن كاهلها عناء هذا السير الطويل بين كل هذا الصخب!!
* تستعلي فيها عن همومها الأرضية؛ لترى الصورة من منظور أشمل لمسيرة حياتها!!
* تنفض فيها عن قلبها ما علق به من أدران الخصومات والانفعالات، والتعدي على الآخرين من خلال التسرع في الأحكام!!
* يتراءى لها من بعيد ذلك الفارق الكبير بين مقعد السعادة أو مقعد الشقاء!!
* تسترجع وتستغفر وتتوب، وتعقد العزم على تصحيح المسيرة قبل فوات الأوان!!
* تستمد قوى الخير من منابعه، لتستقوى على نوازغ الشر الكامنة في جوانب النفس، أو ما كان من وساوس الشيطان!!
* تنهض من كبوتها بروح جديدة، لترى الدنيا بصورة جميلة؛ وبلون آخر جديد؛ من خلال آفاق الأمل والرجاء في رحمة الحليم المنان!!
* تواصل سيرها مجدداً، يحدوها ما كان من همسات تلك الاستراحة نحو عالمها الأخروي، فتصبر وتحتسب؛ أملاً فيما ترجوه من ثواب الرحمن!!
إنها محطات نورانية!!
واستراحات إيمانية!!
يديرها أصحاب الأفئدة البصيرة الحية!!
ممن استطاعوا التغلب على أهوائهم!!
وأسلموا وجوههم لله رب العالمين!!
فقادوا الدنيا بحداء الآخرة!!
ليأخذوا بأيدي الناس إلى رحاب رب العالمين!!
فأيقظوهم بمواعظهم من الغفلة!!
وأرشدوهم لمواطن الرحمات من رب كريم!!
فإذا أردت معرفة السبب في تحسر الشيطان على هداية العاصين؟!
وكيف ينحصر الشر، وينتشر الخير المبين؟!
ومن الذي يلتقط قطرات الدمع من عيون التائبين؟!
ويحولها إلى بسمة رقراقة . . تملأ الوجه بنور اليقين؟!
حيينها فقط ستعرف
لماذا أوجد الله الصالحين؟!