عندما يطول بنا العمر ...ويزداد طولا
حينما نعيش أعمار أولئك الذين أحببناهم
ويتراكم شعورنا بالوحدة حين نتذكرهم ونشتاق للقياهم
نود لو أننا حجزنا جميع الأماكن التي يمكن أن يتواجدوا فيها
عساها تقر أعيينا برؤياهم
وتهدأ أرواحنا برائحة أنفاسهم
.....
يبكيهم شتاءنا
ويحترق بنا الصيف دونهم
ويتساقط الفرح أوراقا
في خريف وحشتنا بغيابهم وانتظارنا لهم
ويزيدنا الربيع توقا وحنينا إليهم
......
يحتضن القمر دموعنا
ويستنشق الصباح زفراتنا
ويعدد المساء تنهداتنا
وتتبعثر الآهات منا فوق الأرض
وتتكاثر طولا وعرضا
وتتناسل وتكبر
ويخترقنا الفراق وينهك بهجتنا
ونظل نقاوم بإبتسامة الوفاء
......
نتعثر أحيانا
ونسقط ونتهاوى من وجع الانين
ثم نقوم وبنا جراح وآلام
نتمنى لو أننا نمشي وندوس الأشواك
ونفرش الساحات وردا لإستقبالهم
نتظاهر بأننا تناسيناهم لبعض الوقت
ونحن في ذلك الحين كالمجنون الذي يتظاهر بالتعقل
وما أجمل الجنون في حضورهم
وما أقسى التعقل حين اختفاءهم
......
قد يرحلون عنا لزمن
قد يهاجرون مع نوارس الإغتراب
وقد يودعون الدنيا
ونتخيل لو أننا نستطيع اجتزاء ذرات روحنا
كي نجود بها عليهم فيعودون لنا
ويظل لنا أمل واحد حينها ينتشلنا من الحزن والحسرة
هو أننا سنلتقيهم بإذن ربنا في جنان الخلد
م/ن