لكي يؤتي العلاج بالقرآن ثماره المرجوة، ويتم تحقيقالشفاء للمريض، ونظرا لوجود أدعياء على الرقيه شوهوا أمرها فقد اتجه مجموعة من أهل العلم ومحققيهم إلى وضع شروط وضوابط في كل من الراقي،والرقية، والمرقي لا بد من مراعاتها لتكون الرقية جائزة مقررة شرعاً، وللانتفاع بها من جانبآخر وتؤتي أكلها وتشفي بإذن الله تعالى، وفي هذا الخصوص لابد وأن نعلم أن مسائل الرقية الشرعيةأمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها، وبالتالي فقد بيَّنالعلماء الشروط الخاصة بالرقية الشرعية: بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطلب ممن كانوا يرقون قبل الإسلام أن يعرضواعليه رقاهم للنظر في إقرارها واعتبارها شرعية. فما الضوابط التي ينبغي أن تقيدالرقية بها حتى تكون شرعية؟هذا ما نجيب عنه ضمن المطالب التالية :
المطلب الأول : الضوابط الشرعية للراقي
أما الضوابط الشرعية التي ينبغي مراعاتها في الراقي فهي (1) :
أولاً: أن يكون الراقي مسلماً: يشترط فيمن يعالج المرضى بالرقى والتمائم أنيكون مسلماً أن يكون المسترقى من أهل الايمان بالله ربا والها واختصاصا بالحول والقوه فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا ﴾[الإسراء : 82]. فلا يجوز لغير المسلم أن يعالج بها لأن غير المسلم سواء أكان يهودياً أمنصرانياً لا يعلم بحقيقة الرقى الإسلامية التي توافق كتاب الله تعالى وسنة نبيه،وإذا مارس هذا العمل سيرقي بكتابه من التوراة، أو الإنجيل، أو بالسحر. فإذا رقىبكتابه فلا يجوز، لأن ذلكالكتاب دخله التحريف، وقد خالف في ذلك الإمام الشافعي فأجاز لغيرالمسلم أن يرقى المسلم وهو رواية ثانية للإمام مالك رواها عنه ابن وهب (2)، واستدلوا بما روى الإمام مالك عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة، وهىتشتكي ويهودية ترقيها، فقال أبو بكر: "ارقيها بكتاب الله" (3). وأرجح الرأي الأول وهواشــتراط الإسلام في الراقي، فلا يجوز للمسلم أن يقصد غير المسلم من أجل الرقية بعدأن استقر الطب ال****** عند المسلمين وتحددت معالمه في القرآن الكريم، وبين النبيصلى الله عليه وسلم بفعله وقوله حتى قال أبو سعيد الخـدري رضـي الله عنه: "كانرسول الله صلى الله عليه وسلك يتعوَّذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان،فلمّا نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما" (1) ،وأمّا ما روي عن أبي بكر فهو محمول علىأنه كان في بداية الإسلام، وقبل تحديد معالم الطب ال****** الإسلامي. أمّا بعداستقراره فلا يجوز للمسلم أن يسترقي بما عند غير المسلمين من رقى(2).
ثانياً: أن يكون الراقي عدلاً في دينه: يقول العلماء : إن الرقية الشرعية التي يُؤمل منها الشفاء بإذن الله هي ما كانت على لسان الأبرار من الخلق ، لذا نبه كثير من العلماء إلى ضرورة تحقق العدالةوالصلاح في الراقي الذي يرقى بذكر الله تعالى وأسمائه وصفاته، لأن الشفاء الذي يأذنبه الله تعالي يحصل على لسان الراقي الصالح دون الطالح ، فيشترط ألا يكون الراقى من أهل الضلال والانحراف والتعلق بغير الله والتقرب إلى من يتعلق به من الشياطين ومردة الجان بوسائل العبادة والخضوع كأن يطلب ممن يسترقيه شيئا من أثوابه أوأظفاره أو شعوره أومعلومات عن أسرته أو نحو ذلك مما هو مسلك الدجاجلة والمشعوذين وعبدة الشياطين .
قال ابن التِّين: "الرقىبالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب ال****** إذا كان على لسان الأبرار منالخلق حصل الشفاء بإذن الله" (3) ، وقال الخطابي: "الرقية التي أمر بها رسول اللهصلى الله عليه وسلم هو ما يكون بقوارع القرآن وبما فيه ذكر الله على ألسن الأبرارمن الخلق الطاهرة النفوس وهو الطب ال******. وعليه كان معظم الأمر في الزمانالمتقدم الصالح أهله. فلما عزّ وجود هذا الصنف من أبرار الخليقة مال الناس إلى الطبالجسماني، حيث لم يجدوا للطب ال****** نجوعاً في الأسقام، لعدم المعاني التي كانيجمعها الرقاة المقدمة من البركات"(4) .
ولأن لنفس الراقي أثراً في نفس المرقي،فالنفس الصالحة الطيبة إذا التقت بنفس المريض (المرقي) حصل بينهما فعل وانفعال،كالذي يحصل بين الداء والدواء؛ فإذا أصاب الدواء الداء برئ.. بإذن الله تعالى، قال ابن القيم: "ونفس الراقيتفعل في نفس المرقي فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال، كما يقع بين الداء والدواء،فتقوى نفس المرقى وقوته بالرقية على ذلك الداء فيدفعه بإذن الله. ومدار تأثيرالأدوية والأدواء على الفعل والانفعال، وهو كما يقع بين الداء والدواء الطبيعيين؛يقع بين الداء والدواء ال******ين(5) .
والعدالة: كما عرفها العلماء هي : " الصلاح في الدين والمروءة والصلاح في أداء الواجبات وترك الكبيرة والإصرار على الصغيرة ، وهي صفة في الإنسانتحمله على أداء ما وجب عليه من فرائض وواجبات: كالقيام بالصلاة، والصيام، والزكاة،والتحلي بالأخلاق الفاضلة من صدق وأمانة وتقوى ومروءة، كما تحمله على اجتنابالكبائر من شرك بالله، وسحر، وكذب، وبدعة مكفرة، وإصرار على صغائر الذنوب، وتجنب مافيه خسة من التصرفات"(1).
لماذا يشترط الصلاح في الراقي؟!: لقد كثر في زماننا من يزعمون أنهم معالجون وأهل رقية، وكثير منهم لا يسلم من قادح في عدالته، ومغمز في دينه، عليه: ننصح الناس – وخاصة النساء- بأن يلجأن لمعالجة أنفسهن بأنفسهن، وقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وغيرها من النساء كيف ترقي نفسها، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فلما اشْتَدَّ وَجَعُهُ كنت أَقْرَأُ عليه وَأَمْسَحُ بيده رَجَاءَ بَرَكَتِهَا (2).
ثالثاً: أن يعتقد أن الله هوالشافي: اتفق العلماء على أنه ينبغي على الراقي أنيعتقد اعتقاداً جازماً أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى، وأن الرقية لا تؤثربذاتها، بل بإذن الله تعالى وقدرته، لأن الذي أنزل الداء هو الذي أنزل الدواء، وهوالذي يرفع البلاء ويدفعه(3)، وإلا وقع الراقي في شرك الأسباب، فمن قال: إن الأسباب بما فيها الرقى تؤثر بطبعها في المريض فتشفيه فقد أشركبالله تعالى وكفر، ويدل على ذلك ما يلي: قوله تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [ الزمر:38] فالآية تخاطب المشركين الذين كانوا يعترفونأن الله عز وجل هو الخالق للأشياء كلها، لكنهم يتوجهون بالدعاء والعبادة إلى غيرالله ليكشف عنهم الضر، ويدفع البلاء؛ مع أنه لا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ،وروى الترمذي -بسنده- عن النبي صلى اللهعليه وسلم: من تعلق شيئاً وكل إليه"(4)، وفى رواية: "من علق تميمة فقدأشرك" (5)، وفى رواية: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودعالله له" (6) .
فهي تدل على أن التمائم لا تؤثر بذاتها، ومناعتمد عليها بذاتها فقد أشرك، ويوكل شفاؤه إلى تلك التمائم فلا يحصل الشفاءله. وروى البخاري -بسنده- عن عائشة رضي اللهعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أَذهب الباس واشف، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادرسقماً" (1) ، فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن كلما يقع من الدواء والتداوي إن لم يصادف تقدير الله عز وجل لم ينجح(2) .
رابعاً: أن يكون الراقي خبيراً بطرق المعالجةبالرقية الشرعية : ينبغي أن يستعان في كل شيء بأعلم أهله، أوبالمختصين فيه. وعلم الرقى الشرعية أوالطب النبوي أصبح علماً قائماً بذاته، وهو: "علم باحث عن الطب الذي ورد في الأحاديث النبوية الذي داوى به المرضى"(3) ، وقدأفرد بكتب خاصة في مجامع السنة النبوية، ففي صحيح البخاري كتاب الطب، وفى سننالترمذي كـتاب الطب، وفى سنن أبى داود كتاب الطب .. إلخ. كما وأفرد بمؤلفات مستقلةمثل: الطب النبوي لأبى نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (430هـ)، الطب النبوي لجعفربن محمد المستغفري (432 هـ)، والطب النبوي لمحمد بن أبى بكر ابن قيم الجوزية ( 751هـ ). هذا بالإضافة إلى كتب الأذكار والدعوات التي أفردها المصنفون بكتب مستقلة. وقد اشتملت هذه الكتب وغيرها على وصفات لكل مرض، وطرق متعددة للمعالجة، وعوارض لبعضالأمراض وأسبابها، وغير ذلك، واستيعاب ما في هذه الكتب من معلومات يحتاجإلى همة عالية وذكاء، لأن العلم بالتعلم، ونبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن علمالرقى يحتاج إلى التعلم في حديث الشفاء بنت عبد الله حيث قالت: دخل على رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيهاالكتابة"(4)، ولمّا كان الناس متفاوتين في استعدادتهموأفهامهم ومداركهم واستيعابهم فلا بد أن يتفاوتوا في تحصيلهم العلمي لهذا العلموإتقانهم له. وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من الاستعانة في علاج الأمراض بالرقىالشرعية بأعلم الناس بها، وأحذقهم، وأتقاهم، وأورعهم، وأكثرهم خشية من الله تعالى.
خامسا : القدرة على التشخيص الصحيح لنوع المرض واختيار نوع العلاج المناسب : إن ممارسة الضرب أو الخنق أو السُّعوط أو الكهرباء من أول وهلة غير مجدية , بل قد تؤدي إلى عواقب وخيمة سواء للراقي أو المرقي عليه , فالتدرج في العلاج مطلوب, والبدء بالقراءة على المريض بحد ذاتها عملية شفائية , ولو تمعنا في بعض الحالات المرضيّة وكيف عالجها رسول الله صلى الله عليه وسلم , لعرفنا الحكمة والأثر في ذلك , فمن ذلك :
- عَنِ بن عباس أن امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لها إلى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي بِهِ جُنُونٌ وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا فَيَخْبُثُ عَلَيْنَا فَمَسَحَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً فَخَرَجَ من جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الأَسْوَدِ فَشُفِيَ (1).
- وعن يَعْلَى بن مُرَّةَ قال لقد رأيت من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثاً ما رَآهَا أَحَدٌ قبلي وَلاَ يَرَاهَا أَحَدٌ بعدي لقد خَرَجْتُ معه في سَفَرٍ حتى إذا كنا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ مَعَهَا صبي لها فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ هذا صبي أَصَابَهُ بَلاَءٌ وَأَصَابَنَا منه بَلاَءٌ يُؤْخَذُ في الْيَوْمِ ما أدري كَمْ مَرَّةً قال ناولنيه فَرَفَعَتْهُ إليه فَجَعَلَتْهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ فغرفاه فَنَفَثَ فيه ثَلاَثاً وقال بِسْمِ اللَّهِ أنا عبد اللَّهِ اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ فقال القينا في الرَّجْعَةِ في هذا الْمَكَانِ فَأَخْبِرِينَا ما فَعَلَ قال فَذَهَبْنَا وَرَجَعْنَا فَوَجَدْنَاهَا في ذلك الْمَكَانِ مَعَهَا شِيَاهٌ ثَلاَثٌ فقال ما فَعَلَ صَبِيُّكِ فقالت والذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ما حَسَسْنَا منه شَيْئاً حتى السَّاعَةِ فَاجْتَرِرْ هذه الْغَنَمَ قال انْزِلْ فَخُذْ منها وَاحِدَةً وَرُدَّ الْبَقِيَّةَ... (2)
-وعن خارجة بن زيد بن ثابت أن أسامة بن زيد حدثه قال حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حج فيها، فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة تحمل صبيا لها فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسير على راحلته ثم قالت: يا رسول الله هذا ابني فلان والذي بعثك بالحق ما أبقى من خنق واحد من لدن ولدته إلى ساعته هذه، فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحلة فوقفت ثم اكتنع إليها فبسط إليها يده وقال: " هاتيه لأوضعه على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه إليه فجعل بينه وبين واسطة الرحل ثم تفل في فيه قال: اخرج يا عدو الله فإني رسول شاء الله صلى الله عليه وسلم، ثم ناولها إياه فقال : " خذيه فلن تري شيئا منه تكرهينه بعد هذا إن شاء الله" ، فأخذته ثم انصرفت، قال: ثم مضينا فحججنا، قال: فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلنا بالروحاء، قال أسامة: إذا تلك المرأة قد استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مصلية فوضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالت يا رسول الله: أنا المرأة أم الصبي الذي لقيتك به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فما فعل ابنك"، قالت: والذي بعثكبالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى يومي هذا(3) .
وعن عبد الله أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما قرأت في أذنه ؟ قال:" قرأت ) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ( [ المؤمنون: 115]حتى فرغ من آخر السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو أن رجلا موقنا قرأ بها على جبل لزال"(1).
فهذه التعددية في العلاج , تبيّن التعددية في أسباب الحالات وطرق العلاج , وهذا يوضح لنا سبب فشل بعض القراء في العلاج ؛ لاعتمادهم على حالة واحدة فقط .
سادساً : الفراسة : قال تعالى:) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ( [ الحجر: 75 ]، وهي منزلة من منازل: ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( [ الفاتحة: 5 ]، كما أشار إليها العلامة ابن القيم في كتابه : مدارج السالكين : " حيث قال مجاهد للمتفرسين , وقال ابن عباس رضي الله عنهما : للناظرين , وقال قتاده : للمعتبرين , وقال مقاتل : للمتفكرين " (2).
والفراسة :الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة(3) ، والذي يعنينا هنا حديث أم سلمة رضي الله عنها ، فعن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ عن زَيْنَبَ بنت أبي سَلَمَةَ عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى في بَيْتِهَا جَارِيَةً في وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فقال اسْتَرْقُوا لها فإن بها النَّظْرَةَ (4).
سابعاً : أن يتوجه أثناء الرقية إلى الله بصدق : بحيث يجتمع فيها القلبمع اللسان ، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه ، لأنه لا أحد يحس باضطراره وحاجته بمثلما يحس هو بنفسه ، ، والله عز وجل وعد المضطرين بالإجابة ، وغالباً ما يكون الراقيمشغول القلب ) أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ([ النمل:62]
(1) حاشية العدوي : 2/25 ، إعانة الطالبين : 3/124 ، فتح الباري : 10/195 ، معارج القبول : 2/509 ، شرح كتاب التوحيد : ص 136 .
(2) مختصر اختلاف العلماء : الطحاوي 3/492 ، الاستذكار : لابن عبد البر 5/22 .
(3) سبق تخريج الأثر .
(1) سبق تخريج الحديث .
(2) فتح الباري : 10/197 ، فيض القدير : 6/314 .
(3) نيل الأوطار : 9/106 ، تيسير العزيز الحميد : ص 129 .
(4) عمدة القارئ : 21/265 .
(5) زاد المعاد : 4/178 ، الطب النبوي : ص 139 .
(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 15/356 ، الفواكه الدواني : 2/225 ،
(2) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات (4728 ) 4/1916 ، ومسلم في كتاب السلام باب رقية المريض بالمعوذات ( 2192 ) 4/1723 .
(3) شرح الزرقاني على الموطأ : 4/417 ، فتح الباري : 10/195 ، فيض القدير : 1/558 .
(4) أخرجه الترمذي في كتاب الطب باب ما جاء في كراهية التعليق (2072)4/403 ، والنسائي في كتاب الاعتكاف باب الحكم في السحرة(3542)2/307 ، وأحمد في مسنده (18803)4/310.
(5) أخرجه أحمد في مسنده ( 17458 ) 4/156 .
(6) أخرجه الحاكم في مستدركه ( 8289 ) 4/463 ، وابن حبان في صحيحه ( 6086 ) 13/450 .
(1) سبق تخريج الحديث .
(2) فتح الباري : 10/268 ، عمدة القاري : 21/268.
(3) أبجد العلوم : 2/361 .
(4) أخرجه أبو داود في كتاب الطب باب ما جاء في الرقى ( 3887 ) 4/11 ، والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب الطب باب رقية النمل ( 7543 ) 4/366 ، وأحمد في مسنده ( 27140 ) 6/372 .
(1) أخرجه أحمد في مسنده ( 2288 ) 1/254 ، والطبراني في الكبير ( 12460 ) 12/57 وفيه فرد السبخي وثقه ابن معين والعجلي وضعفه غيرهما ( مجمع الزواد : 9/2 )
(2) أخرجه أحمد في مسنده ( 17583 ) 4/170 ، والطبراني في الأوسط ( 9112 ) 9/52 .
(3) تاريخ مدينة دمشق : 4/371-372 .
(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده ( 5045) 8/458 ، وفيه ابن لهيعة فيه ضعف ( مجمع الزوائد 5/115 )
(2) مدارج السالكين : 1/129 ، تفسير البغوي : 3/55 .
(3) التفسير الكبير : 2/179 ، حلية الأولياء : 10/340 .
(4) أخرجه البخاري في كتاب الطب باب رقية العين ( 5407 ) 5/2167 .