ما هو الغلو وما هو ألأعتدال وما هو التساهل في الدين 
للشيخ  العثيمين رحمه الله تعالى
السؤال: ما المراد بالوسط في الدين ؟. 
 الجواب: 
 الحمد لله
 الوسط في الدين أن لا يغلو الإنسان فيه فيتجاوز ما  حد الله عز وجل ولا يقصر فيه فينقص مما حد الله -سبحانه وتعالى . 
 الوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , والغلو في الدين  أن يتجاوزها , والتقصير أن لا يبلغها . 
 مثل ذلك , رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر, لأن الصلاة  من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة فنقول : هذا غالٍ في دين  الله وليس على حق , وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا ،  اجتمع نفر فقال بعضهم : أنا أقوم ولا أنام , وقال : الآخر أنا أصوم ولا  أفطر, وقال الثالث أنا لا أتزوج النساء , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه  وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا أنا أصوم  وأفطر , وأنام وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فهؤلاء غلو في الدين فتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي  فيها صوم وإفطار , وقيام ونوم , وتزوج نساء . 
 أما المقصر : فهو الذي يقول لا حاجة لي بالتطوع فأنا لا أتطوع وآتي  بالفريضة فقط , وربما أيضاً يقصر في الفرائض فهذا مقصرّ . 
 والمعتدل : هو الذي يتمشى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ,  وخلفاؤه الراشدون . 
 مثال آخر : ثلاثة رجال أمامهم رجل فاسق , أحدهم قال : أنا لا أسلم على هذا الفاسق وأهجره وابتعد عنه ولا أكلمه . 
 والثاني يقول : أنا أمشي مع هذا الفاسق وأسلم عليه وأبش في وجهه وأدعوه  عندي وأجيب دعوته وليس عندي إلا كرجل صالح . 
 والثالث يقول : هذا الفاسق أكرهه لفسقه وأحبه لإيمانه ولا أهجره إلا حيث  يكون الهجر سبباً لإصلاحه , فإن لم يكن الهجر سبباً لإصلاحه بل كان سبباً  لازدياده في فسقه فأنا لا أهجره. 
 فنقول الأول مُفرط غالٍٍ - من الغلو -  والثاني مفرّط مقصّر , والثالث متوسط . 
 وهكذا نقول في سائر العبادات ومعاملات الخلق ، الناس فيها بين مقصر وغال  ومتوسط . 
 ومثال ثالث : رجل كان أسيرا لامرأته توجهه حيث شاءت لا يردها عن إثم ولا  يحثها على فضيلة , قد ملكت عقله وصارت هي القوامة عليه . 
 ورجل آخر عنده تعسف وتكبر وترفع على امرأته لا يبالي بها وكأنها عنده أقل  من الخادم . 
 ورجل ثالث وسط يعاملها كما أمر الله ورسوله : ( وَلَهُنَّ مثْلُ الَّذِي  عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 228 . ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كان  كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر ) . فهذا الأخير متوسط والأول غالٍ في معاملة زوجته, والثاني مقصر. وقس  على هذه بقية الأعمال والعبادات . 
 مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى