قال ابن الجوزي في غريب الحديث(1/95)
قولهم حياك الله وبياك قال الفراء: أصل بياك بوأك فخفف وقلب. ومعنى بوأك: أسكنك منزلا في الجنة وهيأه لك وقال غيره: بياك عجل لك ما تحب وقال آخر بياك تغمدك بالتحية وقال آخر استقبلك بما تريد.
وفي مختار الصحاح (1/29)
قولهم حياك الله وبياك معنى حياك ملكك ومعنى بياك اعتمدك بالتحية قاله الأصمعي وقال بن الأعرابي معناه جاء بك وقال الأحمر معناه بوَّأك منزلا ترك همزة وقلبت واوه ياء للازدواج واستحسن الفرّاء قول الأحمر وفي الحديث أن معناه أضحكك وقيل أنه إتباع ورده أبو عبيدة وقال لو كان اتباعا لما كان بالواو
قلت : وهما يشيران إلى أثر أخرجه الطبري في تفسيره (6/190): "حدثنا مجاهد بن موسى قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا حسام بن مصك عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد قال لما قتل ابن آدم أخاه مكث آدم مائة سنة حزينا لا يضحك ثم أتى فقيل له حياك الله وبياك فقال ما بياك قال أضحكك "ا.هـ.
وهذا الأثر رجاله ثقات ما عدا حسام بن مصك، قال عنه الحافظ في التقريب: "حسام بن مصك بكسر الميم وفتح المهملة بعدها كاف مثقلة الأزدي أبو سهل البصري ضعيف يكاد أن يترك من السابعة" ا.هـ.
ونسب الأثر هذا القرطبي (6/139) إلى مجاهد أيضا ، وفيه أن ملكا أتاه .... .
وأما قول الجوهري السابق في الصحاح : "وقيل إنه تباع": أي مثل قولك : حسن بسن أو قليل بليل. وهذا رابط ممتاز للتباع في حرف الباء